الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغط جديد وتشرذم جديد

اسماعيل شاكر الرفاعي

2014 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لغط جديد وتشرذم جديد

اسماعيل شاكر الرفاعي


رفعنا بعد الانتهاء من الانتخابات شعار الاغلبية السياسية ، لكي نبرر به تقاعسنا اذا ما فشلنا في تحقيق الشعار التنافسي : التغيير ، والشعار الجديد هذا يشير بوضوح الى اننا حين نحاول الخروج من نفق مظلم فان ما نخطط له لا يقودنا الا للدخول في نفق أشد ظلاماً واكثر عتمة .. الشعار الجديد : الاغلبية السياسية يخطف بريقه الآن عيون وعقول القوائم الكبيرة .. انها ترى فيه الحل السحري الذي سيخرجنا من دوامة السير في مستنقع مما نتردى فيه من صنوف الويلات التي لا آخر لها ...
يلقي الجميع اللوم على المحاصصة ، هذا ما يتضمنه رفع شعار : الاغلبية ، الذي بدأ تسويقه على انه في عراق الدورة الانتخابية الجديدة سيكون الدواء الشافي لكل داء...
تعني الاغلبية السياسية وجود تساوق وانسجام بين الحكومة والبرلمان ، بحيث يصبح ما تود الحكومة تشريعه حقيقة واقعة بمجرد اقتراحها لأي تشريع . سنتجاوز عن الاشارة الى تحميل البرلمان اسباب تردي الاوضاع المضمر اصلاً في شعار : الاغلبية وتزكية الذات من كوارث السنوات الاربع الماضية ، لنشير بوضوح الى ان : الاغلبية السياسية كانت حقيقة من حقائق الممارسة السياسية في سنوات 2010ــ 2014 ، فكل القوائم الفائزة في تلك الانتخابات بالاضافة الى تمثيلها في البرلمان دخلت الحكومة بوزير أو أكثر ، وكانت الاغلبية هي التي حكمت من كرد وسنة وشيعة واقليات اخرى ...
فشلت تلك الاغلبية في تحقق الانسجام المطلوب في عملها ، وتأزمت العلاقة بين اطراف الحكم وقادت الى شلل اصاب كل مراكز الدولة ..
فهل بالامكان ايجاد أغلبية سياسية في العراق من غير تحالفات ؟
تشير النتائج الاولية للانتخابات الى ان الفوز فيها سيكون حليف الكتل السياسية نفسها ، كما وتشير النتائج الاولية الى شئ أكثر خطورة يتمثل بأنّ أي كتلة منها لا تستطيع الحصول على كراسي البرلمان اللازمة للحكم كـأغلبية : فأي منها لا يستطيع الحصول على166 كرسياً خالصة لوجه أي ائتلاف كبير .. وهذا ما سيجبر دعاة الاغلبية الى اعادة النسج على منوال ما كان يسمى بالشراكة الوطنية ، واقتفاء السير على المنهج الذي يتبرأ منه الجميع الآن : المحاصصة ...
العلاج السحري اذاً لم يتحقق ، وما حاولنا الخروج منه سحرياً ، أي باختراع الالفاظ والاستعانة بها ، سيجبرنا على العودة اليه ، اين التغيير أذاً ؟
يصبح التغيير حقيقة واقعة ــ في بلاد اثبتت تجربة السنوات العشر الماضية ان ساستها واقعون تحت تأثير مفهوم الزعامة للتفرد بالحكم ــ اذا ما اعلنت الكتل السياسية البراءة علنياً من منهج المحاصصة وذلك بتحقيق خطوتين سريعتين : اولاهما : توافق رؤساء الكتل جميعاً على محاسبة رئيس الوزراء لوزرائه المتقاعسين ، وهو السبب الاساس الذي كان وراء استشراء الفساد ، وهذا ما يتطلب التوافق ليس على توزيع كابينة الحكومة بل التوافق بين رؤساء الكتل على رفع اليد عن وزراءهم وحثهم على ان يكونوا جزءً من منظومة العمل الحكومية خاضعين لما يقرره المجلس من معايير للثواب والعقاب ..وتتمثل ثاني الخطوتين بالتوافق على تقليل نفقاتهم وامتيازاتهم فليس من المعقول اخلاقياً ان تنتهي التجربة الديمقراطية ــ في بلاد تدعي كتلها السياسية الاساسية انها وجدت للدفاع عن هوية ناخبيهم الاسلامية ــ بما يجعل الغالبية ترزح تحت سياط الفقر والعوز والجهل ... ما هكذا تورد يا سعد الابل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل