الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فكرة أنَّ الكون -ثقب أسود-!

جواد البشيتي

2014 / 5 / 6
الطب , والعلوم


هل كَوْننا "ثقب أسود"؟
هل نعيش في كَوْنٍ هو "ثقب أسود (ضخم، أو لا مثيل له لجهة حجمه، أيْ لجهة طول نصف قطره)"؟
ثمَّة من علماء الكون مَنْ يقول بنظرية (أو فكرة) تتضمَّن الإجابة الآتية: إنَّنا نعيش في كَوْنٍ هو "ثقب أسود"؛ ويُزْعَم أنَّ هوكينج نفسه من أبرز المُطوِّرين لهذه النظرية (أو الفكرة). إنَّنا، وبحسب هذه النظرية، نعيش في داخِل "ثقب أسود" ضخم؛ ولسوف نلقى، مستقبلاً، مصير كل مادة موجودة في داخِل "ثقب أسود".
إذا كان "الثقب الأسود" على هيئة "جسم كروي"، فإنَّ طول نصف قطره يتناسب تناسباً طردياً مع كتلته؛ وإذا كان طول نصف قطر "الثقب الأسود" المتأتِّي من انهيار الشمس (بكتلتها) على نفسها لا يزيد عن 3 كم؛ فكم يكون طول نصف قطر "ثقب أسود" كتلته تَعْدِل وتساوي كتلة الكون؟!
إنَّ نصف قطر "الثقب الأسود" هو المسافة الممتدة من "نقطته المركزية (عديمة الحجم، لانهائية الكثافة)" Singularity إلى حَدِّه (أو سطحه) الخارجي، المسمَّى "أُفْق الحدث" Event Horizon، وإنَّ كل كتلته تتركَّز في هذه "النقطة"؛ فبمعيار "الوزن (أو الثقل)"، وَزْن "الثقب الأسود" هو نفسه وَزْن "نقطته المركزية"؛ أمَّا "الفراغ (أو الفضاء)" فيه، والهائل الحجم نسبياً، فيخلو تماماً من "المادة"، ولا تشغله إلاَّ مادة متسارعة في سقوطها نحو "النقطة المركزية" لـ "الثقب الأسود"؛ ولو تَخَيْلنا دخول إنسان في هذه "النقطة" فلن يرى فيها ولو جسيماً من المادة الكونية التي نَعْرِف؛ فإذا كُنَّا نعيش في كَوْن هو "ثقب أسود"، فإين يقع هذا الكون (مع المجموعات من مجرَّاته) في داخِل هذا "الثقب الأسود (الهائل الحجم)"؟!
وإذا كان الكون يتمدَّد لِتَمَدُّد الفضاء نفسه بين مجموعات المجرَّات، فهل (وكيف) يتمدَّد الفضاء في داخِل "الثقب الأسود"؟!
إنَّ "الثقب الأسود" يتمدَّد (أيْ يكبر حجمه، أو يطول نصف قطره) ليس بسبب تمدُّد الفضاء في داخله؛ وإنَّما بسبب التهامه مادة في خارجه؛ فكلَّما التهم مادة (أو غاز) تَقَع في متناوَل "يده"، استطال نصف قطره؛ ومن الوجهة النظرية، يستطيع "ثقب أسود" صغير جداً (بكتلته وحجمه ونصف قطره) أنْ يلتهم مادة كتلتها تَعْدِل كتلة بلايين المجرَّات من غير أنْ تتغيَّر ماهيته وخواصه الجوهرية؛ فهو (ومهما التهم من مادة) يظل "ثقباً أسود"؛ لكنَّ نصف قطره يصبح أكبر، أو أطول؛ فهل الكون، وبصفة كونه "ثقباً أسود"، يلتهم مادة من خارجه؟!
"الثقب الأسود" ليس جسماً أبدياً خالداً غير قابل للزول؛ إنَّه يزول ويموت وينتهي بـ "التَّبَخُر"؛ وهو "يتبخَّر (أيْ تتبخَّر مادته) من طريق "إشعاع هوكينج"؛ وهذا إنَّما يعني، إذا ما تَصَوَّرْنا كَوْننا على أنَّه "ثقب أسود"، وجود فضاء فارغ Empty Space في خارج كَوْننا، وحَوْله، وظهور "جسيمات (متضادة) افتراضية" في هذا الفضاء، وسقوط أحد الجسيمين (المتضادين) الافتراضيين في جوف "الثقب الأسود (الكوني)" قبل أنْ يتبادَل الفناء مع الآخر، و"تَبَخُّر" نزر من مادة هذا "الثقب"، من ثمَّ، وتَحَوُّل هذه "المادة المتبخِّرة" إلى كتلة في الجسيم الافتراضي الآخر، المُنْتَظِر في الخارج، فيتحوَّل هذا الجسيم من "افتراضي" إلى "حقيقي (واقعي)"؛ فهل من وجود لفضاء (خارجي) كهذا حتى يتبخَّر "ثقبنا الأسود (الكوني)" بـ "إشعاع هوكينج"؟!
وهل مصير "ثقبنا الأسود (الكوني)" هو "التَّبَخُّر"؟!
والسؤال الأخير هو: من أين جاء هذا "الثقب الأسود (الكوني)"؟
سأفْتَرِضْ أنَّ كُوْناً سابقاً قد انهار على نفسه، فنَتَجَ من هذا الانهيار "ثقب أسود (هائل)" هو الكون الذي نعيش فيه الآن؛ لكنْ أَلَمْ يكن الكون السابق، قبل انهياره، على نفسه "ثقباً أسود"؟!
وهذا إنَّما يعني أنْ ليس من المنطق في شيء أنْ نقول إنَّ "ثقبنا الأسود (الكوني)" قد وُلِدَ من انهيار مثيلٍ له على نفسه ؛ وهل من المنطق في شيء أنْ نقول بانهيار "ثقب أسود" على نفسه؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزيد من الحقوق للفلسطينيين.. تصفيق حار للممثل الفلسطيني في


.. هل فقد القدير نهاد طربيه نظره فعلًا؟... إليكم السبب خلف إصاب




.. غموض حول مقـ ـتـ ــل الطبيبة نهى سالم في تركيا


.. صحة غزة: ارتفاع عدد الوفيات جراء سوء التغذية إلى 37 شخصا




.. منظمة الصحة العالمية تكثف جهودها لإعادة إحياء مستشفيات خان ي