الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوا قداسة البابا .. الأعمار بيد الله !!!

مجدى نجيب وهبة

2014 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


** كنت لا أرغب فى فتح هذا الملف مرة ثانية ، وهو زيارة الأماكن المقدسة .. وهل من حق أى قبطى فى مصر زيارة هذه الأماكن المقدسة .. وأخص أقباط مصر فقط لأن قرار قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" طبق على أقباط مصر فقط .. فما دعانى إلى العودة لفتح هذا الملف الأن هى تصريحات وردت على لسان قداسة البابا "تواضروس الثانى" .. ونقلها موقع الأقباط متحدون ، عن حياد الكنيسة الأرثوذكسية للمرشحين لرئاسة الجمهورية ..

** ثم تطرق قداسة البابا إلى قرار منع الأقباط لزيارة القدس ، والذى على حد قوله من ستينات القرن الماضى فى عهد البابا كيرلس السادس ، وأنا أعتقد أن المنع حدث عقب نكسة يونيو 1967 .. ثم إستأنفت الرحلات عقب نصر أكتوبر 1973 ، الذى إعتبر النصر الذى رد الكرامة للمصريين بل لكل العرب .. ثم صدر قرار المنع عقب توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" ، وأعلن البابا الراحل "شنودة الثالث" أنه لن يدخل القدس إلا إذا كانت يده فى أيدى الإمام شيخ الأزهر بعد تحريرها !!...

** يعلق قداسة البابا تواضروس الثانى على زيارة بعض الأقباط إلى الأماكن المقدسة قائلا .. (إستثنينا كبار السن من السفر .. الذين يشعرون بقرب أجلهم ويريدون بركة الأماكن المقدسة" ..

** وهنا توقفت قليلا أمام هذه العبارة ، والذى أدرك جيدا أن قداسة البابا تواضروس لا يريد أن يصطدم بقرار البابا شنودة السابق .. خاصة فى تلك الأيام الصعبة التى تتعرض لها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية من إرهاب فكرى ومعنوى بصورة لم يسبق لها مثيل منذ نشأة الدولة المصرية .. قد يكون هذا إحدى الإحتمالات التى أراد بها قداسة البابا أن يبرر سفر بعض الأقباط إلى زيارة الأماكن المقدسة ..

** ولكن هناك إحتمال أخر .. وهو ما أعلنه البابا بقوله إستثنينا كبار السن من السفر الذين يشعرون بقرب أجلهم ويريدون بركة الأماكن المقدسة " .. وهذا ليس له إلا معنى واحد أن كل الذين يذهبون للقدس هم فى أواخر أيامهم وهم يشعرون بقرب أجلهم ..

** الحقيقة لقد شعرت بالحزن الشديد أن يصدر هذا التصريح من أكبر رتبة كهنوتية فى الكنيسة الأرثوذكسية ، ومن بابا الأسكندرية وكنائس أقباط المهجر "البابا تواضروس الثانى" ..

** شعرت بالحزن .. لأن هذا معناه أن كل الذين ذهبوا لزيارة الأماكن المقدسة ، عليهم أن يذهبوا إلى القبور لتجهيز مراسم الدفن الخاصة بهم ، وترتيب سير الجنازة ، وتحديد هل ستكون جنازة تقتصر على الأهل والأصدقاء أم ستكون جنازة شعبية يشارك فيها كل الجمهور ، وهل الصلاة ستكون فى قاعة بإحدى الكنائس المجاورة للمرحوم .. أم ستكون مراسم العزاء فى سرادق كبير أمام مسكن المرحوم ..

** هذا هو ملخص تصريح قداسة البابا تواضروس عندما قال إستثنينا كبار السن ..

** أولا ياقداسة البابا .. ليس شرطا أن يكون بعض الأقباط الذين ذهبوا لزيارة القدس هم من فى مراحلهم الأخيرة من العمر ويعانون من أمراض وشيخوخة تجعل من زيارتهم القدس هى نهاية المطاف ..

** ثانيا .. إن السيد المسيح صعد إلى السماء بعد أن أدى رسالته وكان عمره 33 عاما ..

** ثالثا .. إن الأفواج السياحية التى ذهبت إلى زيارة الأماكن المقدسة كان بينهم العديد من الشباب وصغار السن .. بعضهم خرج من مصر ، وبعضهم كان قادما من أستراليا وأمريكا ، ودخلوا مصر وسافروا على الخطوط الجوية المصرية ، بعد حصولهم على موافقة الجهات الأمنية .. وذلك لأن الرحلة من القاهرة إلى تل أبيب هى أقل تكلفة من السفر من أستراليا أو أمريكا إلى القدس ..

** رابعا .. لقد سبق أن تعرضنا لقرار البابا الراحل وأعلنت أنه قرار خاطئ طبقا لتعاليم السيد المسيح .. وعلينا أن نتذكر أنه عندما أراد البعض أن يختبر السيد المسيح ، وهل يدعو المسيح إلى الوقوف ضد الملوك والسلاطين .. طلب منهم السيد المسيح دينار ، وسألهم لمن هذه الصورة ؟ .. قالوا له "لقيصر" .. فأجاب يسوع "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" ..

** وفى هذا .. أراد السيد المسيح بتعاليمه الفصل بين الحياة والدين .. فالمسيح ليس ملك أرضى بل ملك سمائى ..

** وعندما سأله يوليوس قيصر .. هل أنت ملك اليهود ؟ .. أجابه يسوع "أنت قلت" .. وعندما أعاد السؤال قال له السيد المسيح أن مملكتى ليست من هذا العالم .. كما أوصانا بالخضوع للحكام والسلاطين لأنه ليس سلطان إلا من الله ، والسلاطين الكائنة هى مرتبة من الله" .. هذه هى تعاليم السيد المسيح ..

** هذا من الجانب الروحى .. أما الجانب السياسى ، فبعد مرور أكثر من 35 عاما على قرار قداسة البابا الراحل "شنودة الثالث" بعدم زيارة القدس .. فأعتقد أنه أساسا لم يعد لدينا أى كنيسة أرثوذكسية سواء فى القدس الغربية أو الشرقية أو بيت لحم أو كفرناحوم أو على جبل الصعود أو على نهر الأردن .. فكل هذه الكنائس والمزارات أصبحت خاضعة إما للكنيسة الأرمن الأرثوذكس .. أو الأرمن الكاثوليك .. أو كنائس الأحباش .. أو اليهود .. أو البروتوستانت .. وعلى ذلك عندما أراد الحجاج الأقباط الأرثوذكس أن يحتفلوا بيوم خميس العهد لم يجدوا إلا قاعة أفراح ومطعم لتجمع أكثر من 2000 قبطى حاج مسيحى للصلاة ..

** أما بالنسبة للأفواج السياحية .. فبالطبع هناك إستغلال فظيع من معظم الشركات السياحية التى تتولى نقل الأفواج وعمل الحجوزات لهم فى الفنادق ، والإتفاق مع المرشدين السياحيين ومعظمهم من مواطنين فلسطينيين ومعهم جنسية إسرائيلية ..

** ومع كامل تقديرنا لكل المرشدين السياحيين وأن معظمهم على خلق عظيم وإلمام تام بتاريخ الأماكن المقدسة وبعضهم يقرأ بكل إحترام بعض تعاليم السيد المسيح من الكتاب المقدس .. إلا أنه يتبقى ثغرة هامة وهى إفتقاد الأفواج السياحية ووجود أب كاهن أو مندوب من الكنيسة تكون مهمته مرافقة الأفواج السياحية ، ووضع تقرير عن الإيجابيات والسلبيات أثناء الرحلة المقدسة .. وهذا قد يساعد بعض شبابنا على تحسين دخولهم ونقل صورة مشرفة عن المشرفين الأقباط فى مصر ..

** هذا لا يمنع أن يكون لنا مكتبات مسيحية وكتيبات لسير القديسين تطبع بكل لغات العالم للترويج لسياحة الأديرة فى مصر ...

** أرجو أن تكون وصلت رسالتى بما تحمله من تقدير وحب لشخص قداسة البابا تواضروس الثانى ، وأتمنى أن يتخذ قراره الصائب والحكيم ليحفظ لنا كنائسنا الأثرية بالأماكن المقدسة .. وأتمنى أن توضع ضوابط لزيارة الأماكن المقدسة فى العام القادم تحت رعاية الكنيسة الأرثوذكسية ، الكنيسة الأم التى تمثل أكبر طائفة مسيحية أرثوذكسية فى العالم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس