الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكر الأمة العراقية و مشروعها .. حاجة اليوم و ضمانة الغد

علي الجواري

2014 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لا يعتقدن أحد أن بإمكان مكوّن واحد ( طائفة أو قومية ) من مكونات الشعب العراقي العديدة و الواسعة أن تنفرد بالسلطة و حكم البلاد بشكل طبيعي و عادل حتى لو كانت هي المكوّن الأكثر تعداداً و الأوسع انتشاراً على بقعة الوطن ، و حتى لو حصل ذلك بأي حال من الأحوال فلا بد أنه سينتج الظلم و التهميش و الإقصاء للمكونات الأخرى الأقل حجماً .. أي أنه هنا ستكون دكتاتورية أثنية ( مذهبية أو عرقية ) .
يردد بعض الجهلة و ما أكثرهم أن الطائفة أو القومية الفلانية هي التي يجب أن تحكم الدولة العراقية و تستأثر بالمؤسسات السلطوية فيه لكونها المكون الأكبر أو الأقوى في العراق أو لأي سبب آخر ، مترافقاً ذلك مع قناعتهم بما صار يطرح من تشكيل حكومة ( أغلبية سياسية ) بعد ما عانينا كثيراً من مشاكل و أزمات و تأخر بسبب (نظام المحاصصة) في إدارة البلاد .. و هنا فهم خاطيء لجانب كبير من جوانب نظام الحكم الديمقراطي .. فحكومة الأغلبية السياسية تعني أن (الكتلة الأكبر الفائزة ) في الإنتخابات البرلمانية و التي تنال العدد الأكبر من المقاعد البرلمانية هي التي تشكل الحكومة و منها يكون رئيس الوزراء .
في ضوء ذلك يجب علينا أن ندرك أن معظم الأحزاب و التيارات المشاركة في العملية السياسية في العراق هي أحزاب دينية و قومية و مذهبية و هي قد تأسست و قامت على فكر مذهبي أو قومي أو ديني محض يركز في مشروعه و آليات عمله على (طيف) واحد من الأطياف التي تكون الأمة العراقية منذ اللحظة الأولى لولادتها و أن أدبياتها الحزبية و تكوينها الآيدولوجي هو تكوين ( إثني ) أساساً و غير مؤكد أنه ينطلق من فكر وطني يضع في اعتباراته خصائص المجتمع العراقي من تنوع في الأعراق و العقائد و الثقافات أم لا .
أضف إلى ذلك عدم وضوح هوية النظام الإقتصادي الذي يستقي منه هذا الكيان السياسي أو ذاك فكره و نهجه الأقتصادي ( اشتراكي أم رأسمالي أم إسلامي أم نظام آخر ) أو رؤاه السياسية و الإجتماعية لمستقبل العراق .
إن الشعب العراقي بكل أطيافه و تنوع عقائده و ثقافاته يشكل بمجموعه أمة واحدة تتوافر فيها كل خصائص و مقومات الأمة .. فالإنتماء للقومية العربية أو القومية الكردية أو للقومية الآشورية أو الكلدانية أو الإنتماء للمكون الشيعي أو المكون السني أو المسيحي أو الشبكي أو الأيزيدي او الصابئي أو التركماني فإن هذه الإنتماءات تبقى في حجمها و حقيقتها (هويات فرعية) إلى جانب انتماء أكبر و أعظم هو الإنتماء لـ ( الأمة العراقية ) و هويتها الكبرى الجامعة .. و أن انتماء الفرد العراقي للأمة العراقية لا يلغي الإنتماء للطائفة و القومية بل أن الهويات الفرعية تكون محترمة و مصانه و يجب أن تعزز الهوية الكبرى و تعزز وحدة الأمة و تقويها .. و أن العراقيين كلهم تحت خيمة هذه الأمة يجب أن يعيشوا إخوة يحترمون حقوق بعضهم البعض في العقيدة و الإنتساب و حق العيش و يحترمون حريات بعضهم البعض متعاونين و متلاحمين من أجل سلامة و أمن و خير بلادهم و مجتمعهم .
إن أي كيان سياسي سواءاً كان قديماً أو جديداً لا يؤمن بوحدة العراق و لا بأخوة العراقيين كأبناء أمة واحدة لها إرثها الغني من الحضارات و الإنجازات على مدى التاريخ فإن الفشل سيكون حتماً مصير عمله السياسي و إن طال به الدهر و إن تربع على عرش السلطة بأية وسيلة و تحت أي ظرف .. إن لم يتسبب بنتائج كارثية للعراق و شعبه .. و إن أولئك الذين ينادون بتقسيم العراق الى أقاليم قومية و طائفية .. فالأولى بهم أن يعترفوا أولاً أنهم قد فشلوا في عملهم السياسي و في تجربتهم في حكم البلاد و أن سبب فشلهم هذا يكمن في الخلل الكبير في البنية الآيديولوجية التي تأسست عليها تياراتهم السياسية التي لم تؤمن بفكر الأمة العراقية الواحدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار