الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناس وسطوة الماضي ..

طه رشيد

2014 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


صحيح ان نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الاخيرة والتي جرت في العراق في الثلاثين من شهر نيسان الماضي، لم ترتق لتلك التي جرت عام 2005 ولكن هذا لا يعني بان الناس لم يكونوا معنيين بما يجري، بل على العكس تماما، لان جل اهتمام الناس كان على الانتخابات وأجواء الانتخابات والنتائج المتوقعة لها. والناس لا تتحدث همسا بل بأصوات مرتفعة يقترب من الصراخ في كل مكان، قي الشارع والأسواق والدوائر وسيارات النقل .ويشيرون بأصابع الاتهام لذلك الذي حاول ان تجري الانتخابات في اجواء غير طبيعية: ازمة خدمات، تناحر طائفي وتصعيد للشد الطائفي، ازمة تفاقم الارهاب وداعش وحرب المدن والمفخخات التي تحصد ارواح الابرياء. كل هذه العوامل شكلت اجواء ملبدة بغيوم لم تمطر سوى خيارات طائفية ومناطقية وعرقية للعديد من الناخبين، وشجعت على التقاعس بتأدية هذا الواجب الوطني نظرا لليأس الذي تسرب للنفوس وحال لسانها يقول " مو انتخبنا قبل اربع سنين واثمن اسنين، اشحصلنه؟". ولكن بقيت شرائح عديدة من شعبنا تعتقد ان مصلحتها الاساسية تكمن في التغيير، التغيير الفعلي الحقيقي وليس الشكلي. على الحكومة المقبلة ان تعرف هذه الحقيقة وان تدرك بان جماعة " الياخذ امي اسميه عمي " اصبحوا فئة قليلة .. اليوم لا يشبه الامس بالمطلق .
ذكّر إن نفعت الذكرى : زمن الدكتاتورية قد قبر مع صدام. والمجتمع الذي كان يقبل بالعقوبة التي يمكن ان تصل للإعدام لمن يمتلك طابعة يدوية غير مصرح بها، يحتج اليوم لان الانترنيت قد تعطل لساعة او ربما لدقائق. كل شيء تغيّر، الناس لم تعد تسكت كما سابق عهدها، فهي تسب وتلعن وتشتم اي مسؤول لا يساهم بتقديم الخدمات المطلوبة . وحذاري مستقبلا من البيض الفاسد ومن الطماطة التالفة ..
تتذكرون موقعة الجسر قبل سنوات ؟ .. جسر الجمهورية، وكيف استطاع المتظاهرون اختراق الحواجز الكونكريتية..
حذاري من الشعب فاذا ما جرح بكرامته فالويل الويل لمن كان السبب ! حذاري فشعبنا يطوي تحت جناحيه شجاعة مصر التي ابعدت "الأخوان"، الوجه الآخر للطائفية، ويطوي تحت جناحيه ، أيضا، جرأة تونس بإقرار دستور جديد يضمن الكرامة الحقيقية للوطن والمواطن. ولم تعد تنطوي الاكاذيب التي يسوقها بعض الساسة المحنطين بسطوة الماضي من خلال اتهام الآخر بالكفر او الزندقة . محاكم التفتيش نقطة معتمة في التاريخ الانساني، هذا التاريخ الذي كشف ولو متأخرا بان اباطرة الامويين وابناء عمومتهم من بني العباس باتهامهم خيرة علماء وشعراء ابناء العراق بالزندقة ما هو الا محض افتراء دفاعا عن كراسيهم التي لم يبق من حطامها سوى الرماد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا