الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات وما بعدها: معارضة وحكومة

ضياء رحيم محسن

2014 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في المجتمعات الديمقراطية، والتي تنتهج أسلوب الإنتخابات وليس الإنقلابات في تبادل الحكم، لابد لك أن تجد معارضة للحكومة؛ هدفها تقويم عمل الحكومة وليس محاولة تسقيطها، فتلاحظ أن الحكومة ومسانيدها، تأخذ بتلميع صورتها بمختلف الوسائل (المشروعة وغير المشروعة)، وفي مقابل ذلك؛ فإن المعارضة تتصدى للحكومة منتقدة أسلوب عملها، وكل هذا لأجل الإرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن.
إن مكافحة الفساد وتشريع القوانين التي لها مساس بمصلحة المواطن والبلد، ومراقبة أداء الحكومة وتصحيح حالات الإختلال التي يمكن أن تصدر من الحكومة، هو من واجبات المعارضة؛ والتي تتعد حالة صحية.
بعد تجربتين إنتخابيتين، نتجت عنهما حكومتي وحدة وطنية، وشراكة وطنية، لم نجد أثر لمعارضة حقيقية؛ نعم نسمع أن الكتلة الفلانية تعترض على عمل الحكومة والبرلمان، والجهة الثانية ترفض عمل الحكومة والبرلمان في شأن أخر، وفي ذات الوقت هم شركاء في عمل الحكومة، وفي إتخاذ القرار، فعلام يعترض المعترضون وهم من يتخذ القرار؟ أهو ضحك على المواطن، كونه لا يفقه شيئا في عمل الحكومة؟ أم أنكم فعلا لا تعرفون سياقات عمل المعارضة والحكومة.
كنا سنتفهم هذا الوضع في التجربة الأولى، أما في الثانية فعندما وضع الناخب ثقته بكم، أخذ في تصوره بأنكم إستوعبتم التجربة؛ وبالتالي سيجد أمامه معارضة قوية تقف بوجه الحكومة، لتحاسبها على أخطائها؛ وتجبرها على تصحيح التجاوزات التي تحصل، كما أنه يرى كيف أن المعارضة تجبر الحكومة، على تقديم مصلحة الوطن والمواطن كأولوية أولى، لكن كل هذا لم يحصل؛ (وعادت حليمة الى عادتها القديمة).
واليوم، ونحن على أعتاب تجربة برلمانية ثالثة، فمن المفترض أن يكون ساستنا قد إستوعبوا التجربتين السابقتين ويأخذوا منها دروسا وعِبر، في عملهم اللاحق لأربع سنوات قادمة، ذلك لأنه لا يستقيم أن تكون معارضا للحكومة، وفي ذات الوقت تكون مشاركا في إتخاذ قراراتها.
على الحكومة القادمة، التي نتمنى أن ترى النور بسرعة، أن تفي ببرنامجها الذي طرحته على المواطن أثناء حملتها الإنتخابية؛ والتي على ضوئها منحها المواطن صوته، وتحقيق طموحات المواطن في أن يعيش حياة كريمة، وهذا لا يكون إلا من خلال خطط مدروسة من قبل أشخاص ذوي إختصاص في عملهم، وأن نرى معارضة حقيقة تحاسب الحكومة وتنتقدها، وتضغط عليها للإيفاء باإلتزامتها تجاه المواطن، وعلى الحكومة أن تعي بأن المعارضة ليست عدوها اللدود؛ بل أن المعارضة هي أشبه بالراصد الذي يوجهها الى مواطن الخلل لتصحيحها، وكيفية عمل الصواب، وبذلك ستعم الفادئة على جميع العراقيين بدون إستثناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحطم طائرة الرئيس الإيراني.. أبرز ما حدث في الساعات الأخيرة


.. مصادر إيرانية: جميع ركاب الطائرة الهليكوبتر التي كانت تقل ال




.. الصور الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير


.. العثور على حطام طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على قمة




.. جيش الكونغو الديمقراطية يحبط محاولة انقلابية