الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على التنظيمات والاحزاب الإسلامية الكوردية الاحتفاظ بالاعتدال والوسطية

سوزان ئاميدي

2014 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


التنظيمات والاحزاب الإسلامية الكوردية نشأت في الأونة الأخيرة ولعدة اسباب , أولاً: تؤمن بحقوقها القومية والانسانية المسلوبة , ثانياً :وجودها بجوار نظام إسلامي في ايران وخاصة دولة ايران هي راعية لبعض الاحزاب السياسية الدينية في العراق , ثالثاً : انتشار الحركات الدينية في عموم الدول الاسلامية . هذه الاسباب وغيرها نمت لدى الكورد وعياً سياسياً دينياً , إلا ان هذه الاحزاب الاسلامية الكوردية أحزاب ايديولوجية قد يكون قسم منها خاضعاً لأجندة اقليمية , وخاصة في العراق الارض خصبة لزرع اجندات خارجية , وإلا فبماذا يُفسَر عدم وجود احزاب اسلامية كوردية في المناطق الكوردية الايرانية او التركية او السورية مثلاً , ففي سوريا نجد أن هناك 14 حزباً كوردياً ومع ذلك لا يوجد بينها حزباً واحداً يحمل صبغة إسلامية أو عشائرية ، وهذه الاحزاب خطت لنفسها نهجاً اسلامياً قومياً كوردياً, وبالتالي فقد اتخذت الإسلام سبيلا إلى نيل الحقوق الكوردية ، وقد دخل تنظيم القاعدة باب المنافسة في الآونة الأخيرة وحاول إيجاد فرع كوردي تابع له في كوردستان العراق مثل جماعة الملا كريكار ، ولكن الأمر لم ينجح ، لأن المجتمع الكوردي بعيد عن التزمت الديني وعن الأصولية والسلفية والتعصب والتطرف ، فلم يجد الإسلام السياسي المعتدل أو المتطرف حاضنة اجتماعية بين الأكراد حتى ينمو ويزدهر كما هو يزدهر في مجتمعات إسلامية أخرى , بمعنى آخر الظروف المعيشية وواقع الفرد الاجتماعي يلعبان دورا في التقليل من وقع الانتماء والارتباط الحزبي , وقد يكون تأثير الدين او التدين على السلوك السياسي للمواطن الكوردي من باب المساعدة الانسانية التي تقوم بها هذه الاحزاب فقط , فلديها نشاطات عدة في المجتمع الكوردي , وإذا ما قدم اي حزب آخر خدمات اكثر بقليل مما تقدمه هذه الاحزاب الاسلامية فلا يتأخر المواطن الكوردي بترك تأييده للاحزاب الاسلامية لينتقل الى الحزب صاحب الخدمات الاكثر .
وبعبارة اوضح تبنى عقلانية اختيار الفرد على فكرة حساب تكلفة التزامه او عمله والعوائد التي يمكن ان يحصل عليها من هذا الالتزام او هذا العمل في منح صوته لاي مرشح او تأييد شخصية معينة , وهذا يدل على عدم الإكتراث بموضوع أن يكون الحزب اسلامي أو لا . وهذا لا يلغي موضوع أن الدين له تأثير انساني عاطفي على أي انسان لايشترط أن يكون كوردي , وبالتالي فإن اغلب الاحزاب السياسية الاسلامية تعلم جيداً انها تستغل المشاعر عند المجتمعات الاسلامية الفقيرة الضعيفة من اجل تحقيق سياساتها , ويعد تقمص السياسة بالدين من اجل الوصول الى اغلبية شعبية وخاصة عندما يكون هنالك شعب او مجتمع فقير جاهل وأمي . وبذلك نجد أن الإسلام السياسي الكوردي لم يظهر ليحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية بل ليضع الإسلام في خدمة نيل الحقوق القومية للشعب الكوردي ، ولذلك فإن هذه التنظيمات وان حملت هوية إسلامية إلا أنها كوردية قومية بالدرجة الأولى ، بدليل أنها لم تجنح إلى التطرف والعنف بل هي منفتحة ومعتدلة ، باستثناء جماعة الملا كريكار ,التي لا تعد تنظيماً كوردياً بل خلية من خلايا تنظيمات القاعدة المنتشرة في العالم .
ولكن يجب على التنظيمات والاحزاب الإسلامية الكوردية الاحتفاظ بالاعتدال والوسطية , دون التأثر بتجليات الأوضاع المذهبية المحيطة بالإقليم , وإبعاد الدين عن السياسة . فاعطاء الدين دوراً حاسماً في تشكيل المجموعات في نظام عالمي يتجه نحو الحرب ليس أمراً خاطئاً فحسب ,بل هو تفكير خطير أيضاً . والخلاف العقائدي لايعني عدم التواصل أو الغاء احدهما للآخر ,بل هدر دمه كذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة