الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتي لا تفرض الوصاية علي الشعب الفلسطيني

محمد أبو مهادي

2005 / 7 / 19
القضية الفلسطينية


الأحداث المؤسفة التي حصلت في قطاع غزة بين حركة حماس وأجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية، وما سبقها من أحداث أخري فيما بات يطلق عليه "بالفلتان الأمني" حيث الاستهداف الخطير لحالة الاستقرار الداخلي وللقانون والقضاء وقبل كل ذلك استهداف للأخلاق والقيم الوطنية التي عاشها وتربي عليها الشعب الفلسطيني خلال عقود طويلة وفي منعطفات كثيرة مرت علي قضيته الوطنية، تعتبر إضراراً كبيراً بسمعة الشعب الفلسطيني المكافح في وجه الظلم والاستبداد ومن اجل استعادة الأرض والحقوق الوطنية والخلاص الكامل من الاحتلال الإسرائيلي، هذا الشعب الذي بقي صامد علي أرضه في تحد منقطع النظير مع قوة احتلال استخدمت بحقه مختلف ألوان القمع والحصار والقتل والترويع، ليصبح مضرباً للمثل علي لسان كل التحرريين المؤمنين بالعدل والسلام العالميين.
هذه الأحداث في مظهرها قتلي وجرحي وفي جوهرها صراع خطير علي السلطة بطرق غير مشروعة، وأيضاً هي الوصف الحقيقي لحالة الفئوية القاتلة والتعبئة الحاقدة ولغياب الديمقراطية والعمل الوطني الوحدوي، وقد تكون تعبير عن حالة صراع علي "جلد الدب قبل اصطياده".
مقتل أو إصابة أي مواطن فلسطيني سواء كان عضواً في حماس أو شرطياً بسيطاً يؤدي مهمة مكلف بها، أو مواطن عادي متفرجاً علي حدث، يعد خسارة فادحة للشعب الفلسطيني المستهدف أصلاً من الاحتلال بشكل يومي وبلغت خسارته البشرية حتى الآن قرابة الأربعة آلاف وخمسمائة شهيد، ناهيك عن الجرحى والإعاقات والمعتقلين، وما رافق ذلك من تدمير للأراضي والمباني والمنشات الصناعية، وإضافة أي أعداد أخري لهذه الأرقام علي أيد فلسطينية يشكل علامة سؤال كبيرة عن مدي ارتباط ذلك بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني؟.
إسرائيل سعت طويلاً لإظهار الشعب وسلطته بمظهر الفاسدين العاجزين عن ادراة شئونهم الداخلية، وشككت مراراً بمدي قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية علي تولي زمام الحكم في المناطق التي انسحبت منها أو ستنسحب، وحاولت كثيراً ونجحت نسبياً في إظهار حركات التحرر الوطني الفلسطيني علي أنها حركات متطرفة أو إرهابية، ومحاربتها يعد جزءاً لا ينفصل عن المعركة الدولية ضد الإرهاب!.
وجود الكثير من المراقبين علي أداء السلطة والمبعوثين المشرفين علي بعض الإدارات والوسطاء الدوليين ومؤتمرات الإصلاح والحوارات الكثيرة المخصصة لمناقشة الوضع الفلسطيني، مؤشر علي تدني الثقة بالفلسطينيين ومقدمة محتملة لإعلان الوصاية علي الشعب الفلسطيني إذا ما استمرت هذه الحالة من الفوضى والاستهتار بالمشروع الوطني وقبل كل ذلك بالمواطن الفلسطيني نفسه المصدر للثورة والثروة.
إن التوجه الجاد من قبل القوي الفلسطينية نفسها وبمنأى عن أي تدخلات دولية لإدارة شئونهم وحل خلافاتهم واضعة نصب أعينها أخطار الاحتلال علي الجميع أولاً، وإعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني وتعزيز ثقته بقادته وصيانة وحدته ثانياً،هو المخرج الوحيد لان يربح الجميع ، ولعل الدعوة التي وجهها الدكتور حيدر عبد الشافي مع الدكتور مصطفي البرغوثي والتي أيدها الكثير من القوي والشخصيات الوطنية والقاضية بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة كمرجعية لإدارة الصراع وكمرجعية تجسد شراكة حقيقة في إدارة شئون الفلسطينيين ومقدمة تمهد لمجتمع الديمقراطية والانتخابات تشكل مخرجاً للجميع وتجنبه ويلات الصراع الداخلي وتؤهله لاستعادة زمام المبادرة السياسية، وتبعده عن كافة أشكال الشرذمة وتعدد الرؤى والمواقف إذا ما تبني الجميع خطة وطنية استراتيجية في مواجهة الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل سقطت في فخ حماس..فكيف تترجم -الانتصار- على الأرض؟ |


.. تمرّد أم انقلاب؟ إسرائيل في صدمة!| #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد مسار عملية رمي جمرة العقبة في أول أيام عي


.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات الخلاف في إسرائيل بشأن -هدنة تكتيك




.. مظاهرات في ألمانيا والنرويج نصرة لغزة