الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين يتمدَّد الكون؟

جواد البشيتي

2014 / 5 / 8
الطب , والعلوم


جواد البشيتي
"خَلْق" الكون بما يتماشى مع مبادئ وأركان نظرية "الانفجار العظيم" Big Bang يحتاج (ولو منطقياً) إلى "تَتِمَّة نظرية (كوزمولوجية)"؛ وكانت هذه "التَّتِمَّة" في نظرية "الفضاء (أو المكان) الآخر (اللاكَوْني)"، أو نظرية "البُعْد (المكاني) الرابع" Hyperspace.
فضاؤنا الكوني، بأبعاده الثلاثة، لم يكن له من وجود "قَبْل" هذا "الانفجار"، الذي ليس كمثله انفجار؛ فلقد خُلِقَ خَلْقاً، وعلى يديِّ "الانفجار العظيم"، الذي خَلَق كل شيء مِنْ "شيءٍ" هو "لاشيء"؛ وهذا "الشيء ــ اللاشيء" هو تلك "النقطة"، صِفْريَّة الحجم، لانهائية الكثافة، Singularity، والتي تُعرِّفها الفيزياء الكونية بما يجعلها صِنْو "العدم" Nothingness؛ لكن مُعبَّراً عنه بلغة فيزيائية ليس إلاَّ!
أنتَ "أسير أبديٌّ" في كَوْنِكَ؛ فلو أنَّكَ كنتَ في أيِّ نقطةٍ (أو موضعٍ) من فضاء كَوْننا، وانطَلَقْتَ منها مسافِراً في الكون، أو الفضاء، في أيِّ اتِّجاه تريد، إلى الشمال، أو إلى الجنوب، إلى الشرق، أو إلى الغرب، إلى اليمين، أو إلى اليسار، إلى الأمام، أو إلى الوراء، إلى أعلى، أو إلى أسفل، فإنَّكَ، ومهما كانت سرعتكَ، ومهما كان الزمن الذي تستغرقه رحلتكَ، لن تَخْرُج أبداً من الكون؛ لن تغادِره أبداً؛ وأنتَ لو حرصتَ على أنْ تظل تسير في خطٍّ مستقيم، فلسوف تعود، في آخر المطاف، إلى النقطة التي منها انْطَلَقْتَ في رحلتكَ.
ومع ذلك، يتمدَّد الكون في كلِّ اتِّجاه، ويتسارع في تمدُّده، أيْ تزداد سرعة تمدُّده في استمرار؛ وهذا الكون الذي يتمدَّد يَقَع كله على "السَّطْح" من "بالوننا الكوني (الضَّخْم)"؛ فإنَّ "الدَّاخِل (الباطِن)" من "بالوننا الكوني" ليس بجزءٍ من كَوْننا؛ و"الخارِج" من "بالوننا الكوني"، والذي فيه يتمدَّد كَوْننا، هو، أيضاً، ليس بجزءٍ من كَوْننا؛ فَكَوْننا كله (بمجرَّاته ونجومه وكواكبه ومادته وطاقته وجسيماته وقواه وفضائه وزمانه..) يقع (فحسب) على "السَّطْح" من "بالوننا الكوني".
ثمَّة "فضاء" في داخِل "بالوننا الكوني"؛ وثمَّة فضاء في خارجه؛ لكنْ، لا هذا الفضاء، ولا ذاك، يَمُتُّ بصلةٍ إلى كَوْننا، أو فضائنا؛ فنحن، ومهما مَضَيْنا قُدُمَاً في سَيْرنا (الكوني) إلى أسفل، فلن نصل أبداً "الداخِل" من "بالوننا الكوني"؛ ومهما مَضَيْنا قُدُمَاً في سَيْرنا (الكوني) إلى أعلى، فلن نصل أبداً إلى الفضاء الذي في خارِج "بالوننا الكوني"، والذي فيه يتمدَّد هذا "البالون".
بـ "معجزةٍ ما"، نتمكَّن بها من السَّيْر (أو السَّفَر) في "البُعْد (المكاني) الرابع"، يُمْكننا الوصول إلى "المركز" من "بالوننا الكوني"، أو يُمْكننا مغادَرة كوننا نهائياً إلى الفضاء الذي فيه يتمدَّد "بالوننا الكوني"، والذي قد نرى فيه أكوان عِدَّة (أو كثيرة، أو لا عدَّ لها، ولا حَصْر) تسبح وتعوم؛ ومن نقطة بعيدة (نسبياً) في هذا الفضاء نستطيع رؤية كَوْننا (الذي غادرناه) كله، أي بكليَّتِه.
وعليه، نقول إنَّ "الانفجار العظيم" خَلَق فضاءنا الكوني، أو كَوْننا، بأبعاده المكانية الثلاثة؛ لكنه لم يَخْلق "الفضاء الآخر (أو البٌُعْد المكاني الرابع) Hyperspace.وهذا إنَّما يعني أنَّ تلك "النقطة (الكونية)"، أو "البيضة الكونية"، كانت تنطوي على هذا "الفضاء الآخر"، وكانت تَقَع ضِمْنه.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مواضيعك شيقة جدا ً
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 8 - 08:07 )
يوما ً طيبا ً اتمناه لك أستاذ جواد،

مواضيعك شيقة جدا ً و تحتاج لفهم و دراسة، و اجد أنك تنجح في تبسيط المفاهيم بشكل كبير للقارئ فيستفيد منها ليستطيع الوصول لما تريد قوله، و هذا جميل جدا ً.

السؤال الآن: أين توجد هذه الأكوان الأخرى التي احتوت البيضة الكونية الأولى؟

و يبدو أن السؤال نفسه سيستتبع سؤالا ً آخرا ً عن أين يوجد هذا -الأين- الذي أجبنا بواسطته على السؤال الأول. ثم متى نتوقف في سلسلة أين توجد هذه -الأين- ات الكثيرة؟

أستمتع جدا ً بقراءة ما تكتب.

تحياتي المخلصة.

اخر الافلام

.. مزيد من الحقوق للفلسطينيين.. تصفيق حار للممثل الفلسطيني في


.. هل فقد القدير نهاد طربيه نظره فعلًا؟... إليكم السبب خلف إصاب




.. غموض حول مقـ ـتـ ــل الطبيبة نهى سالم في تركيا


.. صحة غزة: ارتفاع عدد الوفيات جراء سوء التغذية إلى 37 شخصا




.. منظمة الصحة العالمية تكثف جهودها لإعادة إحياء مستشفيات خان ي