الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة حول النظافة والأمن وما بينهما بالخميسات.. / أبو أمل

بنعيسى احسينات

2014 / 5 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


إن الصيف على الأبواب، وشمسه الحارة بدأت ترخي بضلالها على شوارع مدينة الخميسات، القاصية منها والدانية، والمهمشة منها والغير المهمشة، والمحظوظة منها والغير المحظوظة، ورائحة الأزبال المزكومة للأنوف في كل مكان، صباح مساء بدون استثناء. حتى شركة التدبير المفوض لجمع النفايات، لم تعد تهتم بتغيير وبنظافة حاويات القمامات والأماكن المبثوثة فيها، كما كانت تفعل في البداية، ولا تهتم أيضا بمواقيت جمع الأزبال، التي من الضروري أن تكون في الصباح الباكر، حتى لا تتراكم وتتبخر بفعل حرارة الشمس. زد على ذلك وضعية الشاحنات من حيث النظافة والصيانة، إذ كلما توقفت بالشارع للقيام بعملها، تطحن محتوياتها، وتترك وراءها عصير النفايات خلفها التي تزكم أنوف الساكنة المطلة على الشارع والمارة، الراجلين منهم وأصحاب السيارات، لساعات طوال. ومصيبة العصير هذا أكثر ضررا من روائح الأزبال المعرضة لأشعة الشمس في الحاويات.
يقع هذا في غياب ومراقبة الجهات المعنية دون تحريك ساكن، كأن مسألة نظافة المدينة شيء ثانوي لا يستحق الاهتمام، رغم كون ديننا الحنيف جعل النظافة من الإيمان، فأين نحن من الإسلام؟ فمن المسئول عن هذه الوضعية ونحن في بداية فصل الصيف؟ وأين دور المجتمع المدني، على الخصوص تنسيقية جمعيات الأحياء، وكذا الصحافة المحلية. وأين دور المجلس البلدي والسلطات الوصية في مراقبة ما يجري في شوارع المدينة، حتى المحظوظة منها على سبيل المثال؟ أليس هذا استهتارا بالشأن المحلي واحتقار الساكنة والزائرين للمدينة من طرف المسئولين المباشرين والغير المباشرين على مصالح المدينة، وعلى الخصوص إذا تعلق الأمر بالنظافة التي هي من الإيمان والواجهة الأساسية لقيمة المدينة ومكانتها؟ أم الأمر لا يغدو أن يكون كما يقال في ثقافتنا الشعبية " الحاجة اللي ما تشبه مولها احرام" هل معنى هذا أن مسئولينا يحبون وسخ الدنيا ويريدون أن يروا الأوساخ في كل مكان؟ أم أن الأمر فيه اللامبالات وعدم الاكتراث بما يحصل من تشويه للبيئة، في شوارع المدينة من أزبال وعصير النفايات وغيرها؟
هذا دون أن ننسى الترامي على الملك العام في غياب أي مراقبة تذكر أو أي سلطة، التي فقدت هبتها بالمرة، بحيث أصبحت بعض الأرصفة والشوارع محتلة بشكل دائم، إذ تحولت إلى ملكية خاصة لأصحابها، مدعمين من جهات مسئولة لأغراض خاصة، والمارة يتقاسمون الشارع مع السيارات والدراجات والعربات. وكذا الوضعية الأمنية المتدهورة، وظاهرة المتشردين الغرباء الذين يوفدون إلى المدينة بدون حسيب أو رقيب؛ من بينهم فتاة "مونغولية" مريضة، حسب شهود عيان، ويعرفها رجال الأمن ورجال الوقاية المدنية، التي اتخذت من الشوارع مسكنا لها ليل نهار، وذلك لشهور، حيث تتعرض للبرد والطرد والنهش والاغتصاب، دون أن يتخذ في حقها أي إجراء إنساني، كأنها من كوكب آخر لا يراها أحد. وكذا ظاهرة الكلاب الضالة المنتشرة مؤخرا بالشوارع، التي تهدد سلامة المتشردين والمواطنين. فرغم المجهدات المتواصلة للأمن الوطني في استتباب الأمن والحفاظ على سلامة الساكنة وأمنهم، فهي لا ترقى إلى المطلوب وسد جميع الثغرات، نظرا لغياب الموارد البشرية الكافية والوسائل اللوجيستيكية الضرورية لتحقيق الأهداف المرجوة. فأين شرطة البيئة؟ ألم تصل بعد إلى إقليمنا؟ وهل حقا تم تفعيلها في المدن الكبيرة كما روج لذلك على مستوى الإعلام وكما يعلم الجميع؟
هذا، بالإضافة إلى تفشي تعاطي "القرقوبي" والمخدرات بأنواعها المختلفة، في صفوف الشباب والتلاميذ القاصرين في المدارس دون حماية تذكر. زد على ذلك ما يشاع مؤخرا في شوارع المدينة من وجود نساء حاملات لفيروس "السيدا" الخبيث، يعملن على نشره بكل الوسائل المتاحة انتقاما، خصوصا في الحمامات الشعبية وغيرها. نتمنى أن تكون هذه إشاعة فقط، لكن كم من إشاعة أصبحت حقيقة تنخر المجتمع بدون حسيب أو رقيب. المهم هو الوقاية والتدخل الاستباقي من طرف سلطاتنا الموقرة قبل فوات الأوان. وما يعز في النفس هو لا مبالاة المواطنين وعدم المشاركة والمساهمة الفعالة في تربية الناشئة ومراقبة سلوكها ضد كل انحراف، والحفاظ الواعي المسئول على سلامة البيئة ونظافتها بشكل دائم ومستمر، ومساعدة رجال الأمن في مهامها الاستباقية والوقائية وكذا الزجرية لاستتباب الأمن وتحقيق السلام والاطمئنان للساكنة في هذه المدينة الهادئة المسالمة، تفعيلا لتعميم دورية صارمة للمديرية العامة للأمن الوطني التي عممتها مؤخرا على مصالحها.
نتمنى أن يتم التعاون الإيجابي بين المواطنين ورجال الأمن لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين. فرجال الأمن أبناؤنا وإخواننا وآباؤنا، يهمهم أمن وسلام وطمأنينة الوطن والمواطنين، ونحن نثمن ونقدر التضحيات الجسام والجهود المبذولة من طرف المخلصين منهم، رغم ما يعانونه من مخاطر كبيرة، ومن نقص في العدد، وضعف في الوسائل اللوجستيكية. نقول لهم جميعا: شكرا وحفظكم الله بعنايته الواسعة. فالله لا يضيع أجر من عمل صالحا. وفقكم الله لما فيه خير للعباد، ورعاكم برعايته الدائمة.

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة