الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين -الدولة الجديدة- بديل الدكتاتورية ؟

مهند البراك

2014 / 5 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم تنهار الدكتاتورية الا بنضالات و نضالات و تضحيات يعجز القلم عن وصفها مقال، و راحت فدائها دماء و ارواح انبل المناضلات و المناضلين، و دماء و ارواح مئات الآلاف من المدنيين العزّل في حروب الدكتاتور و في مقاومة الانتفاضات الشعبية . . لتنهار بعد حصار مرير و في شوطها الاخير باعلان الحرب على البلاد ثم الإحتلال . .
و كان كلّ ذلك من اجل الأتيان ببديل جديد و مؤسسات تجمع و تنظّم اراد الشعب بطبقاته و فئاته، بديل يحقق له حقوقاً على طريق التقدم الاجتماعي و الرفاه النسبي و خاصة لفئاته المحرومة . . الامر الذي لم يتحقق كهبة من احد لشعب خانع اميّ لايفرّق رأسه من قدميه، على حد تصوّر و ادّعاء البعض . . ناسين ان الشعوب الخائفة و المرعوبة ذاتها هي التي تحقق اكبر الانتفاضات ان توحّدت قواها و طلائعها و استقام وعيها، كما اثبت و تثبت احداث التاريخ و الحاضر . .
و لابد من القول انه قد تحققت خطوات و مؤسسات و فعّاليات على ذلك الطريق، و راحت فيه دماءٌ و دماء جديدة على يد الارهاب المتنوّع الواجهات و الاصول الرافع زوراً لشعارات الدين و الطائفة ، لنصل الى ان الشعب يستطيع ان يقرر بانتخابات نزيهة من يحكمه، لدورة اربع سنوات و يجوز ان تكون لدورتين لا اكثر، ان صوّت الشعب لذلك في الانتخابات . . و ثُبّت ذلك دستورياً.
و يرى كثيرون انه فيما تتحرّك الدولة على شعارات ان اختيار سلطات الدولة الجديدة يتم عن طريق بطاقات الانتخاب النزيه، و ان الإنتخاب يشكّل اللولب الاساسي في بناء الدولة الجديدة، دولة المؤسسات. يستمر الاسلوب السابق في اختيار نوعية الحكومة القادمة، اسلوب تشاور كبار المتنفذين و محاولة اتفاقهم الذي وصل الى تشاور الدكتاتور مع مقرّبيه لتقرير الحكومة القادمة. . كي يتمكّن متنفذو اليوم من اعلان نتائج الإنتخابات وفق ما يسفر عنه ذلك التشاور !!!
في افراغ واضح و مع سبق الاصرار لمبدأ " ان نتائج الانتخابات هي التي تقرر" و ان يتم التشاور على التشكيلات الحاكمة بعد اعلان تلك النتائج . . و ليس اعتماد المفاوضات و المحادثات بين القوى المتنفذة قبل فرز النتائج و اعلانها ليجري ترتيب نتائج الإنتخابات وفق نتائج الاتفاقات الجديدة، و ليس العكس كما في العالم المتمدن . . لأن النتائج محسومة سلفاً لـ (مختار العصر) !!!
و ينبّه آخرون الى ان مايجري، يجري في وقت صار الفساد فيه علنياً و لسان حاله يقول : "لاحذر من الرقابة مادامت السلطة باليد !! " حتىّ بيّض القضاء صفحات و صفحات للحرامي، في زمان شيوع الفساد و الارهاب و حكم دولة الابناء و الانسباء و الاقارب، و صار الحرامي بأسم الطائفة ايّ كانت، يدخل العملية السياسية من اوسع ابوابها، و يقود و يملك قائمة انتخابية يصرف عليها من المال المسروق من الدولة، و استحق بذلك لقب (احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي(*) ) ؟؟؟ ، بعد ان شُلّ القضاء . .
الامر الذي حدى بقاضي له مناصبه الهامة في الدولة و القضاء الآن، ان يعبّر عن ذلك علناً في شريط فديو غير مبالٍ، داعياً فلاحين فقراء لإنتخاب قائمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته مقابل توزيع قطع اراضي عليهم، و ان لا . . فلا. الفديو الذي اثار اوسع القطاعات الشعبية حتى ادىّ بمكتب رئيس القائمة القائد العام، الى التصريح بأنه لايمثله لا اكثر !!
و يكاد يجمع اصحاب الخبرة و الشأن بأن الحلول لمآسي مايجري تتوقف على انبثاق حركة جماهيرية تعبّر عن الارادة الوطنية عابرة للاديان و الطوائف و القوميات و من كل القوى الشعبية الموجودة في الساحة، كما بدأ تلمّس ذلك من تأييد اوساط شعبية متزايدة للطروحات و لسلوك الشخصيات المرشّحة عن قائمة التحالف المدني الديمقراطي . .
و ان انبثاق حركة كتلك لإنقاذ البلاد من المحاصصة الطائفية و السير على الطريق الحقيقي لمكافحة الارهاب و الفساد، سيتوقّف على رفض قادة الكتل المتنفذة المواجهة لكتلة المالكي . . رفضهم لإستمراره في منصبه لدورة ثالثة، كما عبّروا عن ذلك في مناسبات و فعاليات . . اعلنت اثرها الجهات الإيرانية المعنية الى التصريح بأنها لاتشترط استمرار المالكي على كرسيه . .
و يرون بأن تغيّر المالكي من موقعه كرئيس لمجلس الوزراء حتى بقاء الموقع لصالح حزبه ان فاز بما يؤهله كحزب للموقع . . سيكون بداية تغيير حقيقي يسير على طريق انهاء حكم المحاصصة الطائفية، و يواجه الارهاب و الفساد، بإجراءاته على طريق خدمة اوسع الفئات المحرومة، فينال بذلك تأييدها الشعبي الواسع شيعة و سنّة و اكراد، و ينال دفاعها عنه . .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الاغنية الساخرة للمطربة المصرية آمال ماهر، التي حرّكت مشاعر آلاف المصريين لإستنكار الفساد في مؤسسات الدولة و (سرقات الحراميه الكبار) و السكوت عنهم و التواطئ معهم. و لعبت دوراً ملموساً في تحريك الجماهير لإنهاء حكم الحرامية في مصر، رغم انهم وصلوا بالانتخابات، فسقط الدكتاتور مبارك بالجموع المليونية الغاضبة التي تصوّر كثيرون انها نائمة او اميّة بلهاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يحصل على -الحصانة الجزئية- ما معنى ذلك؟ • فرانس 24


.. حزب الله: قصفنا كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على




.. مشاهد من كاميرا مراقبة توثق لحظة إطلاق النار على مستوطن قرب


.. ما الوجهة التي سينزح إليها السكان بعد استيلاء قوات الدعم على




.. هاريس: فخورة بكوني نائبة الرئيس بايدن