الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحية أخرى على أيدي حرّاس المقابر : المفكر المصري سيد القمني يكسر قلمه ويتبرأ من تاريخه فيما النظام المصري يمد البساط الأحمر ليوسف القرضاوي !

المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير

2005 / 7 / 19
حقوق الانسان


17.7.2005
أعلن المفكر المصري سيد القمني في " بيان هاتفي " لمراسل صحيفة " إيلاف " في القاهرة نبيل شرف الدين أنه " قرر التوقف عن الكتابة والحديث لوسائل الإعلام والنشر في الصحف ، و المشاركة في الندوات (...) وبراءته من كل ما سبق له نشره من كتب ومقالات وبحوث " . وبرر قراره بأنه " تلقى تهديدات جدية بقتله إذا لم يقدم على هذه الخطوة " . ولأنه " ليس راغباً في الموت على هذه الطريقة" ، فقد " قرر الامتثال للتهديدات التي تلقاها عبر عدة رسائل في بريده الإليكتروني " ، و " آلى على نفسه أن يتوقف عن الكتابة والإدلاء بأية تصريحات صحافية، و يرجو الذين هددوه أن يقبلوا موقفه، ويعدلوا عن تهديدهم إياه " .
من المؤسف أن بعض المفكرين والمثقفين الديمقراطيين العرب ، وبدلا من أن يبذلوا بعض الجهد لمحاولة تفهم الموقف العصيب الذي وضع فيه سيد القمني ، سارع إلى إدانة موقفه واتهامه بالهروب من ساحة المعركة مع القوى الأصولية ـ التكفيرية ، فيما لم يتوان البعض الآخر عن اتهامه بالجبن جهارا ! ولا يغير من وقع هذه الاتهامات أن بعض الكتاب والمثقفين الديمقراطيين الآخرين قد دعا إلى وحاول مقاربة القضية من زاوية أخرى . وهذا ما يجب أن يكون .
من المؤكد أن القرار التراجيدي الذي اتخذه سيد القمني يشكل فاجعة حقيقية من حيث أنه انتصار باهر حققه الإرهابيون في ميدان المواجهة مع القوى الديمقراطية والتنويرية في العالم العربي . إلا أن " فرار " أحد الجنود البارزين من الساحة ورفعه الرايات البيضاء يستدعي منا البحث في الأسباب الموضوعية التي دعت هذا الجندي إلى " الفرار " ، وليس إلى البحث في سيكولوجيته الفردية ! فحين يوضع الجندي في ساحة مواجهة مع دبابة ، مجردا من أبسط وسائل وأدوات الحماية الشخصية ، لا يمكن أن ننتظر منه أن ينقضّ عليها بالعصا أو بالسكين ، وإلا فإن معركته ستصبح معركة دونكيشوتية بالمعايير والمقاييس كلها ، وأقرب إلى الانتحار منها إلى شيء آخر .
وفي هكذا حالات لا تكون وسائل وأدوات الحماية الشخصية إلا الدولة ذاتها ، بالدرجة الأولى ، والمجتمع وقواه المفترض أنها " ديمقراطية " ، بالدرجة الثانية . ولو نظرنا إلى هذين العنصرين وكيف يشتغلان في مصر ( ساحة المواجهة الأولى في هذه القضية ) لرأينا العجاب العجاب . فقبل مدة وجيزة قامت الرئاسة المصرية باستقبال الشيخ يوسف القرضاوي استقبالا رسميا في مطار القاهرة خلال زيارته التي جاءت بعد غياب سنوات طويلة . ووصل الأمر إلى حد تخصيصه بسيارة من القصر لنقله من المطار ، و الاعتذار له على مواقف السلطة والحكومة منه خلال السنوات الماضية ، وهو الذي أعلن جهارا أن الإسلام هو إسلام السيف حين اتهم الديمقراطيين العرب بأنهم " يسعون إلى تفكيك الإسلام لأنهم يريدونه إسلاما بلا جهاد ويريدون المصحف بلا سيف " ! هذا إذا وضعنا جانبا تلك التقارير التي تتحدث عن صفقات ما بين النظام المصري والقوى الإرهابية ـ التكفيرية سواء داخل مصر أو حتى في العراق وباكستان !
هذا على مستوى العنصر الحمائي الأول ( الدولة ) . أما فيما يتصل بالعنصر الحمائي الثاني ( المجتمع المصري ، وبشكل خاص قواه الديمقراطية ) ، الذي يفترض فيه أنه أكثر حساسية تجاه رموزه الفكرية والثقافية التنويرية ، خصوصا في هذه المرحلة المطبوعة بقضية التغيير في مصر ، فإننا إزاء فضيحة أخلاقية حقيقية ومفارقة مذهلة في كوميديتها السوداء . فحركة " كفاية " مثلا ، وهي الجسم الأساسي الذي بات ينضوي تحته جميع أو معظم قوى التغيير " الديمقراطي " في مصر ، لم تتردد في إطلاق صفة " المقاومة " على المجرمين والقتلة الذين اختطفوا السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف وقتلوه ، ولم تر أي حرج في إطلاق هذه الصفة حتى على الذين يفخخون الشوارع في بغداد ويقتلون الأطفال ! وليس الوضع أفضل حالا في بقية أنحاء العالم العربي ، ساحة المواجهة الأوسع . فثمة معطيات مؤكدة تشير إلى أن الأمر وصل ببعض القوى " الديمقراطية " في سورية ، بل وعدد من منظمات المجتمع المدني فيها ، إلى حد التواطؤ مع أجهزة مخابرات النظام لتجنيد إرهابيين وإرسالهم إلى العراق ، و إقامة سرادق العزاء لمن يعود منهم مقتولا من هناك بعد أن يكون قد ساهم ـ على الأرجح ـ في مذبحة أو أكثر من المذابح التي تفري الأبرياء بشفراتها على أرض العراق ، باعتباره " بطلا قوميا يتصدى للإمبريالية والصهيونية " ! وليست الصورة مختلفة كثيرا عن هذه في بقية أنحاء العالم العربي .
خلاصة الموقف : إن القرار الذي اتخذه المفكر الكبير والمجتهد دوما سيد القمني ، وبمقدار ما هو مفجع لنا جميعا ويدعو للأسى والحزن لكون انسحابه من المعركة خسارة كبيرة ، ينبغي أن يكون محفزا لجميع القوى الديمقراطية والأنوارية في العالم العربي من أجل البحث عن مقاربات عملية لهذه القضية ( التي تلخص قضية الصراع برمته بين الظلاميين وقوى الحرية ) ، واجتراح خطط وبرامج وأدوات لإدارة المعركة مع القوى الظلامية بدلا من إدانة الجنود " الفارين " من ساحتها ورجمهم بالجبن أو بالخيانة !
وحتى ذلك الحين لا نملك إلا أن ندين الموقف المخزي والجبان للنظام المصري وفشله الذريع ، مرارا وتكرارا ، في أن يكون ممثلا حقيقيا لمنطق الدولة والوطن القادرين على حماية مواطنهما ؛ وأن نعلن تضامننا الكامل مع سيد القمني وتفهمنا للقرار المفجع الذي اتخذه . وسنبقى نكن له كل الاحترام ، ونعتبر إنجازاته الفكرية الأنوارية في محاربة القوى الظلامية والفاشيات العربية رصيدا لا ينضب للأجيال الراهنة والقادمة التي ستستمر في خوض معركتها المقدسة من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية !
وتدعو المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير إلى المساهمة في توقيع البيان الموجود على الرابط التالي ، رغم إدراكها أنه لا يغني ولا يثمن من جوع ، كبقية بياناتنا الأخرى . ولكن يبقى رائدنا في هكذا حالات قول الشاعر :
لا خيلَ عندك تهديها ولا مالُ ..... فليُسْعفِ النطقُ إن لم يسعفِ الحالُ !
http://www.rezgar.com/camp/i.asp?id=42








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم