الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربنا يعينك يامشير

علي قادر

2014 / 5 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بكل عفوية دعت إمرأة كبيرة بالسن لمصر ولشعب مصر بالأمان والإستقرار، وكما تمنت الحياة السعيدة لشباب مصر وأن تنخفض البطالة في شعب تعدى نسبة الفقر فية الـ (30%) ، وقبل نهاية دعاءها طلبت من الله ان يخلصها من الأخوان وإرهابهم وقالت باللهجة المصرية (ربنا ياخدكم)، ومن ثم تمنت أن يفوز المشير السيسي وذكرت عبارة (ربنا يعينك يامشير).
قبل عدة أيام بثت قناة (cbc) المصرية لقاءاً متلفزاً للمرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي للحديث عن برنامجه الإنتخابي وماهي أولوياته للنهوض بالشعب المصري ، ماجذب إنتباهي هو إن حديثه كان سهلاً ممتنعاً بعيداً عن التكلفة وإستعراض العضلات ، لبقاً ، متمكناً من أدواته، متفاءل ، قوي الشخصية ، لديه بعد نظر للمستقبل فيبدو من خلال كلامه بالإضافة الى إنـه رجل عسكري، أيضا إنه يتمتع بحنكة سياسية ،لانتكلم كوننا علماء نفس مختصين بتحليل الشخصية وسايكولوجيتها، بل كوننا متابعين لهذا الرجل منذ سقوط نظام مبارك وكيفيه تصدي المنظومة العسكرية وهوعلى رأسها للأوضاع التي مرت بها مصر، وإن كانت إطروحاته في بعضاً منها فنطازية وبعيدة المنال في ظل الظروف السياسية والأمنية والإقتصادية التي تعيشها مصر، وهذا ماأكده الكاتب المصري المعروف (محمد حسنين هيكل) عند سؤاله عن السيسي قال ، إن بعض حديث وتطلعات المشير فيها ضربٌ من الخيال ، الا إنها تبعث الأمل في شعباً تعدى عدد سكانه الـ ( تسعين مليوناً ).
عند سؤاله عن الإقتصاد المصري وكيفية النهوض به تحدث بكل واقعية وبتحليل عقلاني عن ثلاث محاور أساسية وهي الدعم المادي العربي و المساعدات والتبرعات المحلية من المواطنين والإستثمار ، أعتقد بأن حديثه عن الدعم الإقليمي والعربي فيه الكثير من المغازلة والمديح للحكام العرب لغرض كسب أكبر عدد ممكن من الإيرادات والمساعدات ، وهذا جزء من السياسة التي تحسب للسيسي ، ولكننا نعتقد إن هذه الخطوة التي سيخطوها المشير لاتخلوا من المخاطر ، لاعلى المستوى القريب بل البعيد حيث ستصبح مصر بشكل أو بآخر محمية أو مستعمرة إن صحت تسميتها لهذه الدولة العربية أوتلك ، والتجارب كثيرة وعلى المصريون الإتعاظ من هذه التجارب والتي كان آخرها تجربة قطر التي موهت الشعب المصري والرأي العام بأن المساعدات المقدمة هي للشعب، ولكن كانت بالباطن هي دعم للأخوان المسلمين والوثائق التي تثبت ذلك كثيرة ، خوفنا هنا يكمن في المساعدات التي تقدم للحكومة المصرية هل هي كما يقال (لله بالله) من دون أي مقابل فقط من مبدأ العروبة والشعارات الطنانة أم الخافي كان أعظم .
الفرق يكمن هنا ، بين السياسي المحنك ولو لم يكن متمرساً عليها لفترات طوال ، وبين السياسي الذي لايعرف ابجديات السياسة، ولايفقه فيها شيئا، قبل عدة ايام ذهب العراقيون الى صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم لإنتخاب أعضاء لمجلس النواب، ترى شعارات المرشحين مع صورهم المفلترة مملوءة بالوعود، بعضهم يوعد بالأمان والإستقرار وبعضهم يعد بتشغيل الأيدي العاملة والبعض الآخر يعد بتقديم خدمات بلدية وتبليط شوارع وبعضهم ينادي هــ .. الله هــ .. الله بالعراق والآخر ينادي إذا ذل العرب ذل الإسلام وغيرها من الشعارات الرنانة ، متناسين عملهم الأساس هو تشريعي وهم ليسوا أعضاء مجالس محلية ليقوموا بتنفيذ شعاراتهم.
كارثة الكوارث هو عندما يوعدك شخصاً بشئ ولايوفِ به ، العقد المنصرم شبعنا وعوداً وأمسينا شعب يطلق عليه شعب الوعود والوعيد! ، كل هذا بسبب إننا كمواطنين إن صحت التسمية علينا لانحاسب المقصر، الكاذب بل إننا بلدٌ طارد وليس جاذب ، نقتلُ ، نسبي ، نهدد ، نوعد ، ندمر، نشرد كل كفاءة وكل شخص يريد أن ينبري للوغـــى ويقول ها أنا ذا اتيتكم لأنتشل هذا البلد المنكوب من مأساته ، وكما نشجع أصحاب النفوس الدنيئة لسرقة ثروات هذا البلد العتيق ، ونحيي القاتل ونذم القتيل .
على سياسينا المبجلين المتخمين بدماء الشعب وقوته، أن يتعضوا ولو لمرة وأن يجعلوا البلد نصب أعينهم وأن يتعلموا من أخطاء الماضي المرير، وأن يجعلوا من مثل هكذا خطابات ولقاءات مرجعاً لهم لتدارك الأمور التي حلت علينا وإصلاحها ، وأن يكفوا عن تأجيج الوضع الراهن بالخطابات الطائفية والعرقية والمذهبية جاعلين أنفسهم متحدثين رسميين بأسم هذا الدين أو ذلك المذهب .



(ان مشكلة العالم هي ان الاغبياء والمتعصبين دائماً واثقين من انفسهم ،في حين ان العقلاء تملؤهم الشكوك في انفسهم)
برتراند راسل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف طريف بين عمار وحماته ????


.. بريطانيا تحقق في مراهنة مسؤولين في حزب المحافظين على موعد ال




.. هل بإمكان الديمقراطيين استبدال بايدن في الانتخابات الرئاسية؟


.. في هايتي -المنسية-.. نصف السكان يعانون من جوع حاد




.. فيديو صادم يظهر 180 ألف نحلة تعيش في سقف غرفة نوم رجل