الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ذئب بطبيعة الحال
حلا السويدات
2014 / 5 / 8الادب والفن

وقد تدركُ تلكَ الغضةُ يوماً أنَّ الحالةَ الانتمائيةَ للمثقّفِ ضروريةٌ ، وطقسها قاب قوسين من مزيجِ الحريةِ الذي لا يتحدد بمفهومٍ معيّن ، والذي رغْمَ ذلك ينادي به بنشاطه الثقافيّ كلّه ، ثمةَ مسوّغات كثيرة يلتصق بها ، ومحددات شرعية تحوي مفاهيمَ غير محددةٍ بالرغبة والشغف نحوها ، ولغة اصطلاحية مكنية غير متمكنة من ذاتها ، ولهذا ، قد يكون الحوارُ ضيّقاً على غير ما قد تعهدُ فتاةٌ قروءة منطلقة ، أليسَ من الجدير أن يخطر لها خاطر ناقلٌ لصورة منبّأة لما ستكون عليه إن أخذتها العزةُ بالعرف الثقافي العربي ؟ ، قد يحدث ذلك ، وقد تختلط عليها الصور ؛ مقهى ، سجائر ، أمسيات شعريّة شارعيّة ، آلات موسيقية ، أسطر شعرية ثنائية لشعراء عالميين ، أسماء كثيرة مفرطة بالطول وتتداخل فيها المقاطع الصوتية ، أبستمولوجيا ذات طرق كثيرة وعرة ، أفكار جريئة حول الوجود ، أنداد الله الكثر .
لكن ، ماذا إذا كانت تجهل كلّ هذا ، ولم تلتمس وقتاً سيمياء النص الفلسفي المشترك والذي يحدد شكلاً أكثر من مضمون ، قد تحفظ بعض الأغاني المعروفة فيما بينهم وقد تقع في حبّ بعض المثقّفين الأقحاح دفعة واحدة ، لكنها ستجهل السبب الذي سيجعلهم كلّهم يهدونها ذات الأغنية " يا إختي القصة كبرت ، ما عاد فيني حب ، قصة وعي سياسي مش قادر إني حب ، حبي هو الجماهير وغرامي القضية ، صيري إنتي الجماهير والفئات الشعبية، تإكتبلك غنية ، غنية عاطفية " ، وقد تواجه صعوبة في تأليف خطاب عاطفيّ جماعيّ ، ولن يقف الأمر عند هذا الحد ، بل ستتوانى وستقنع نفسها ، بأن لا ضرورة حقاً لعاطفة قوية إذا كان الطريق إلى الحرية والأبستمولوجيا طريقاً شعبياً بحتاً ، وإن كان للحب رغبة في الوجود ، فعليه أن يكون شعبياً .
لكنه وإن كان ذئباً بطبيعة الحال ، ثمة في خاطره أراجيح يهزها اللا شيء بفوضوية عالية ، وعليه لتدارك ذلك أن يجيد الوقوف في جميع الجهات ، فوقاً ، تحتاً ، يمنة ، ويسرة ، وأن يكون مرناً لفعل العبث ، وألّا يتزن بتاتاً ، ففي الاتزان رسوخ عند حد معيّن ، وهذا تماماً ، ما يستنزفه ويحوّله إلى آلة خادمة للأيدولوجيا ، لكن ألم توجد كل الانتماءات الإنسانية الأخرى كي يحملها حاملٌ على عاتق صوته وقلمه وعوده وفرشاته ؟ ، لمرحلة ما ، قد يكون من الحتميّ أن يبشّر المثقف بانتمائه ، فصواب الشيء يتحدد بسعة انتشاره في أكبر قاعدة فكرية ،و بكونه قائما وصلبا ومقنعا وهدفاً لأكبر مجموعة إنسانية ، فلا ضير أن يبحث المثقف عن هوية ، ولأنه ذئب ، تحديداً ذئب نبيل ، عليه أن لا ينتهي من طقس البحث الدائم ، وأن يسقط في الأعلى وينقسم في نفسه ، دون أن يمتلئ بضجيج الألقاب والمصطلحات الثلاثية الأبعاد .
كانت ستعي ذلك لو لم تبذل كثيراً من الشغف في لحظة العزف الأولى ، لو لم تقطع الوتر ، وتر الكِبَرِ .
ولربما كان للانتماء ذلك الوقع الفعّال لعلاج الخيبة العاطفية ، كأن ينتقل الوجع من الأنا لل" نحن " ، ومن الفرد للشعب ، هي صرخة فتاة تعلّق قدميها على رقبة رفيق مناصر وذا صوت جهوريّ في مظاهرة ما ، أيّ مظاهرة ، لا يهم ، هي لم تعرف لماذا تهتف يوماً ، لكنه بالتأكيد أجدى بذلاً .
وأخيراً تقول : من عاشر الذئب أربعين يوماً ..
وأخيراً أقول : أكل الذئب وأغلق عليه باب الجبل كي لا يأتي من يعاشره ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية.. وفرحة كبيرة للط

.. نتيجة الدبلومات الفنية بعد قليل.. إزاي تحصل على النتيجة من م

.. الإعلام الإسباني يرفض الرواية الإسرائيلية ويكشف جرائم الاحتل

.. سؤال حول ماهر الأسد يغضب الفنان السوري باسم ياخور: -أنا كنت

.. بعد تصريحاته الداعمة لنظام بشار الأسد.. الفنان السوري باسم ي
