الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسيون طارئون، ورجال دين تنقصهم الخبرة

ضياء رحيم محسن

2014 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في تصريح له، نشرته جريدة الشرق الأوسط السعودية، يوم الجمعة 9/5/2014، حَمل فيه علي الحاتم السليمان على ((محسوبين على الأنبار مسؤولية من قام بهذه الحرب))، مشددا (( ليعلم العالم أجمع أن من باع السنة وتاجر بقضيتهم هم السياسيون السنة، وأن الثورة لن ترضخ لهذه الحكومة))، وبعيدا عن مناسبة التصريح والغرض منه، فإنه يبدو من قراءة متأنية لكلام السليمان، بأن السياسيون هم من حرض أهل الأنبار على التظاهر ضد الحكومة، في محاولة لتأجيج الوضع بإتجاه حرب طائفية أخرى.
يحدثنا التأريخ، كيف أن هتلر وبسبب قراءته الخاطئة للظروف المحيطة به آنذاك، كيف خسر الحرب بمجرد دخوله روسيا، وكيف أن صدام حسين، وبعد أن ألغى إتفاقية الجزائر مع إيران؛ وحاربها لمدة ثماني سنوات، عاد مرة أخرى ليوافق على الإتفاقية أعلاه؛ وكان ذلك أيضا بسبب قراءته غير الصحيحة للأحداث يومذاك.
بالعودة الى تصريح السيد السليمان، نستشف منه أن معظم الأحداث التي تأججت من خلال أحاديث شيوخ الإعتصامات في الأنبار والفلوجة وسامراء، كانت بسبب قراءة خاطئة من قبل هؤلاء الشيوخ، بسبب نقص الخبرة التي لديهم بعالم السياسة، وبالتالي فقد جعلوا من أنفسهم مطية لتنفيذ مآرب هؤلاء الساسة، والتي قد تكون مرتبطة بأجندات خارجية لا اريد الخير للعراق والعراقيين، فكان أن تضرر الناس الأبرياء من جراء هذه الأحداث؛ في وقت إختفى عن الأنظار الساسة الذين ألبوا المواطنين على الحكومة.
إن المراهنة على حرب طائفية أخرى؛ كالتي كادت أن تودي بالعراق الى هاوية حرب أهلية ما بين عامي 2006 و2007 هي مراهنة خاسرة، وقراءة خاطئة لا تنم عن وضوح في الرؤية لدى من يحاول أن يذكيها، فالأحداث الأخيرة في محافظة الأنيار والفلوجة أكبر شاهد على صدق حديثنا؛ فالمتتبع لهذه الأحداث يشاهد كيف أن سكان هذه المناطق كيف نزحوا الى مناطق شيعية صرف؛ فقد نزحوا الى كربلاء، وهناك إستقبلهم الناس بالترحاب والحفاوة التي عُرف بها العراقيون بدون إستثناء، حتى أن كثيراً منهم أسكنتهم دائرة العتبات المقدسة في كربلاء، في مدن الزائرين، فهم الأن ضيوف الأمامين الحسين والعباس إبني الإمام علي بن ابي طالب عليهم السلام.
بعض الطارئين على السياسة هذه الأيام، وكذلك الشيوخ من رجال الدين، مشكلتهم أنهم ينظرون الى الجزء الفارغ من الكأس، وينسون الجانب الممتلئ، في مقاربتهم للحالة في الأنبار والمناطق ذات الأغلبية السنية، وذلك حينما يدعون الى إنشاء إقليم يضم المحافظات ذات الأغلبية السنية.
ينسى هؤلاء أن النسيج العراقي المتلون، عصي على أصحاب العقول النتنة، ولا يمكن لهم أن يحققوا مآربهم في هذا البلد، فوحدة العراق من وحدة أبناءه الضاربة في عمق التاريخ، وهي ليست حالة عابرة أو آنية كما يتوهم البعض، أما إذا قيض لمشروع هؤلاء البعض لا قدر الرحمن بالنجاح، فعلى الإخوة أن يخبرونا الى أي فئة سيضعون إخواننا السُنة في محافظات البصرة والناصرية وذي قار؟ هل سيبقونهم في محافظاتهم الحالية؟ أم أنهم سيجبرونهم على الرحيل الى مناطق لم يسكونها من قبل، وليس لهم من قريب أو صديق فيها، ثم أن الشيعة في مناطق تلعفر وكركوك وبعض مناطق صلاح الدين، هل سيهجرونهم ويرحلونهم الى مناطق الوسط و الجنوب؟ نقول لكم إتقوا الباري عز وجل في الناس وفي أنفسكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإجراءات الدستورية في حال وفاة رئيس الجمهورية في إيران


.. بعد إعلان إيران موت الرئيس بحادث تحطم طائرة.. من هو إبراهيم




.. مصادر إيرانية تعلن وفاة الرئيس الإيراني بحادثة تحطم مروحية|


.. إيران تؤكد رسمياً وفاة رئيسي وعبد اللهيان.. في تحطم المروحية




.. إيران تودع رئيسها الثامن.. من هو إبراهيم رئيسي وكيف وصل إلى