الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء سريع مع لجنة دعم الديمقراطية

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2005 / 7 / 19
مقابلات و حوارات


يتابع العراقيون ، بحماس بالغ ، تفاصيل عملية كتابة الدستور ، وتجري نقاشات حادة احيانا حول محاور الدستور وتأثيرها على حياتهم اليومية ومستقبلهم . والعراقيون في الخارج جزء من هذه الحركة ولهم نشاطات متميزة . وقد اصدرت مجموعة منهم بيانا تدعو فيه الى توحيد صفوف الديمقراطيين من اجل ان يكون لهم مساهمة وحضور فاعل وتأثير في كتابة الدستور ، ومجمل العملية السياسية . وقد التقينا بأثنين من المبادرين لتشكيل لجنة دعم الديمقراطية هما د. شيرزاد الطالباني و د. فاروق رضاعة ليتحدثا عن اللجنة ونشاطها .
* لايزال الديمقراطيون يتحركون بالطريقة القديمة )كجزر ديمقراطية معزولة) ، فكل مجموعة في الداخل والخارج تصدر بيان وتطلب من الآخرين التوقيع عليه ، اليس من الافضل ان تطرح الوثائق وتترك مفتوحة للتشاور والتطوير ، ومن ثم التوحد ؟
د. شيرزاد الطالباني :
- توقعنا ، نحن في لجنة دعم الديمقراطية في العراق ، ان يحدث ما حدث في الانتخابات الماضية ومبادرة تأسيس لجنتنا (لاحظ بياننا التأسيسي في 17/09/2004 والمرفق) كان اساسها ايماننا بان العملية السياسية والتوازنات الموجودة على الساحة السياسية العراقية تتطلب وحدة القوى الديمقراطية . وقد حاولنا لفت نظر التجمعات والاحزاب ذات الاتجاه الديموقراطي الى ضرورة البحث عن شكل مناسب لوحدة صفوف الديمقراطيين العراقيين ، لكن ، مع الاسف ، لم تتمكن هذه القوى من القفز على تباين وجهات نظرها حول امور تعتبر ثانوية مقارنة بالهدف المركزي المهم .
انني اعتقد انه لم تجر الاستفادة ، حتى الان ، من التجربة الانتخابية ، بل ما تزال صفوف الديمقراطيين على شكل "جزر معزولة" ويطيب لي ان اكرر جوابي على سؤال مشابه من اذاعة صوت اميركا قائلا : " نعم نحن خائفون على الديمقراطية ، خائفون على العراق لأن جراحنا كثيرة ولاتتحمل حتى خدشا".
اقول ايضا : كان من المفروض ان يجري طرح افكار للنقاش بصدد وحدة قوى الديمقراطية ، ومن ثم الاتفاق على ما هو مشترك واساسي للحد الادنى ، لكنني اقول مرة اخرى بكل اسف ، ان الزمن سبقنا ، (من الان الى منتصف اب) ولو استمرت هذه الحالة فان التأريخ يعيد نفسه ، لكن بالنسبة للاتجاه الديمقراطي فقط .
أما د. فاروق رضاعة فيقول :
- مما لاشك فيه أن فكرة طرح مشاريع للحوار أولا ، وتطويرها ، ومن ثم دعوة العراقيين لتأييدها فكرة جيدة ، ولكن عندما تكون الافكار عمومية ، ولا تحمل خلافا أساسيا ، وضغط عامل الوقت ، يؤدي أحيانا الى طرح الافكار مباشرة من قبل مجموعة من العاملين في الحقل السياسي والفكري . وأعتقد ، وآمل أن أكون مخطئا ، أن ما يجري أحيانا ما هو الا من مخلفات التفكير الحزبي الضيق . وأود في هذا المجال أن أفرق بين العمل السياسي داخل الوطن ، وهو المؤثر والفاعل والاساسي , والعمل السياسي خارج الوطن وهو مساند ومساعد في أفضل الحالات .
فالعمل السياسي والاوضاع السياسية داخل الوطن يتطلب البحث عن صيغ جديدة ، حيث هناك اتجاهان اساسيان حول بناء الدولة العراقية وادارة المجتمع وهما : الدولة الدينية ، ومعها التوجه لادارة شوؤن المجتمع على أساس ذلك ، والاتجاه الثاني هو اقامة الدولة المدنية العقلانية ، ومعها التوجه لادارة شوؤن المجتمع على أساس المؤسسات واستعمال العقل وليس الغيبيات لتفسير الظواهر الاجتماعية وحل مشكلات الوطن على أساس العقل .
وعلى هذا الاساس يجب أن يجري تطابق بين الموقف الفكري والعمل التنظيمي , وهذا يتطلب البحث عن صيغ تعبوية تنظيمية توحد نشاطات من يدعو الى الدولة المدنية العقلانية ويجعل منها عمل مؤثر . أن توحد جهود هذه الاطراف سوف يمنحها زخم كبير أكبر بكثير من طاقاتها التنظيمية ، والامثلة كثيرة في هذا المضمار . أن جبهة من نوع جديد واسعة تجمع بين تنظيمات سياسية وشخصيات فكرية وثقافية واقتصادية ألخ ستكون ذات تأثير كبير ، حيث تتجاوز المماحكات الحزبية والعنعنات الشخصية ، وهذا الامر يبقى بيد الاطراف العاملة في الحقل السياسي والثقافي داخل الوطن . أما خارج الوطن حيث النشاط السياسي مساعد للداخل ومحدود التأثير على الداخل فقضية حل بعض الاشكاليات أبسط بكثير مما هو في الداخل .

* في بيانكم تدعون لوحدة الصف الديمقراطي وصولا الى افضل شكل سياسي ، هل لديكم النية في تكوين تنظيم سياسي جديد ؟
د. شيرزاد الطالباني :
- نحن في لجنة دعم الديمقراطية بدأنا العمل الجاد في سبيل تحقيق هذا الهدف " وحدة القوى الديمقراطية " منذ تموز 2004 ، علما اننا لسنا تنظيما سياسيا ، بل مجموعة ضغط ، تعمل على حث الاحزاب والاتجاهات الديمقراطية للتوحد على برنامج مشترك للمرحلة القادمة . يقول المثل الشعبي " عانة عانة يصبح كردانة " فلو توحدت القوى الديمقراطية لما ضاعت كثير من الاصوات وربما لتغير وضع التحالفات ، وهذا ما كنا نصبو اليه في تحركنا وبياننا التأسيسي .
لجنتنا تجمع لمثقفين وناشطين واكاديميين وسياسيين ، لا يمثلون فئات سياسية ، وتجمعهم قناعات مشتركة ، حول عراق ديمقراطي اتحادي على اسس حضارية وازالة اثار الماضي الأليم من جميع جوانبه واطلاق الحريات السياسية والفردية والاجتماعية ، واقامة النظام الفدرالي بين المكونتين الرئيسيتين العرب والاكراد مع الاحترام الكامل لحقوق المكونات الاخرى والاقرار به وتطبيع الاوضاع في جميع انحاء العراق ، كما ورد في البيان التأسيسي .
ويؤكد رضاعة :
- لجنة دعم الديموقراطية ، هي مجموعة ضغط ، ومن بين أعضائها منتسبي أحزاب سياسية ومستقلين ، وهي تتعامل بالاساس مع قضاية فكرية وأشكاليات فى المجتمع العراقي وتنظم لقاءات لباحثين في قضايا المجتمع المختلفة ، ولذا ليس في النية على الاطلاق تشكيل تنظيم سياسي جديد , وحين ندعو لوحدة الصف الديمقراطي ، فهذه الدعوة من مراقب في الخارج لمن هو داخل الوطن حيث العمل السياسي الاساسي .

* لو طلب منكم ان تحددوا اهم مقترح لكي يتضمنه الدستور القادم ، فما هو هذا المقترح ؟
د. شيرزاد الطالباني :
- املي ان يتضمن الدستور الاقرار بفدرالية حقيقية للشعب الكردي . لقد مر تأريخ العراق والاقليم الكردي بوجه خاص بمراحل اليمة جدا ، فإذا اعتمدنا حق الشعوب في تقرير المصير ، فإن الشعب الكردي إختار ادنى مستوى لهذا الحق وذلك لترسيخ الوحدة الوطنية وبناء عراق متماسك بإختيار طوعي . ارى ضررا كبيرا على هذا الشعور والانطلاق المخلص من جانب الشعب والبرلمان والقادة الاكراد إذا سارت الامور بشكل اخر .
املي فى المساواة ، الديمقراطية ، حقوق الانسان وحقوق المرأة .. واملي .. واملي ... لكن املي الحقيقي في العدالة ، فبالعدالة سيتمتع الشعب الكردي بحقوقه ، والمكونات الاخرى بحقوقهم ، والمراة بحقوقها ، وبالعدالة نحكم ونحاكم ، وبالعدالة نبني ونعمر ، وبالعدالة نبيع ونشتري .. بالعدالة يجري توظيف العاطلين ، وبالعدالة نوزع الثروات ونوظفها ، وبالعدالة نرشح وننتخب ... وبالعدالة نتفق على دستورنا الدائم .
بينما يذكر د. رضاعة :
- هناك مقترحات عدة ، ولكن الاساسية منها ان يكون البرلمان او مجلس الشعب أعلى سلطة تشريعية ولا تخضع قراراته للنقض من أية جهة ، والمحكمة الدستورية مخولة فقط التأكد من عدم وجود تناقض بين قرار البرلمان والدستور العراقي ، وفي حالة وجود ذلك يعاد القرار للبرلمان , كذلك يهمني أن يؤكد الدستور أن المواطنة العراقية هي هوية كل العراقيين ، وهذا ما هو موجود في معظم دول العالم ، ففي المملكة المتحدة الصفة الوحيدة التي توضع في الجوازات هي صفة مواطن بريطاني سواء كان هذا الشخص مسيحيا , يهوديا , مسلما ,أو من أي دين أخر , كذلك سواء كان من انكلترة أو سكوتلاند أو ويلز أو ايرلندة . بالاضافة الى أمور كثيرة يهمني اثارتها وتأكيدها في الدستور وبشكل سريع حقوق المرأة ، الحريات الشخصية , فصل السلطات , ملكية الموارد الطبيعية وخاصة النفط .

* ماذا انجزتم بعد اعلان البيان ؟ وماالذي سيتم انجازه لاحقا ؟
د. شيرزاد الطالباني :
- اول انجاز هو التفاف مجموعة كبيرة من الناشطين والمثقفين حول هذا الطرح وبقائنا تجمعا متماسكا ، وهذه نادرة في عراقنا . كان لنا نشاط متواضع ولكنه واضح في بريطانيا لحث العراقيين للمشاركة في الانتخابات ، اقمنا عدة ندوات لشرح الاوضاع السياسية في العراق ، مناقشة نتائج الانتخابات وكيفية تكوين الحكومة الحالية ، ارسلنا مناشدات للجهات المختصة حول امور غير طبيعية حدثت في العراق . جرت داخل لجنتنا مناقشات جادة ملتزمة وبناءة حول النقاط المحورية في الدستور ووصلنا الى قناعات مشتركة ، اصدرنا نداء لوحدة الديمقراطيين ، بلغ عدد الموقعين عليه 2000 في حوالى اسبوع ، قمنا بإعداد خطة للنشاطات للتوعية والاعلام لدستور حضاري اتحادي .
في المستقبل ، ندعو المتخصصين للمساهمة ( في شهر تموز) في الحلقات الدراسية لمناقشة النقاط المحورية في الدستور ، مثل الفدرالية ، الدين والدولة ، الدولة المدنية حقوق الانسان والفرد والمرأة واخيرا الموارد والاقتصاد ، نامل في توزيع ملخص بسيط وواضح لنتائج هذه الحلقات الدراسية في جميع انحاء العراق وبدون مقابل ، نقيم مؤتمرا للحقوقيين العراقيين في الخارج لبحث مسالة الدستور . ومهرجان ثقافي حول الدستور ، وسيكون لنا دور فى التعبئة للاستفتاء على الدستور والانتخابات القادمة .
ويشير د. فاروق رضاعة الى :
- ان لجنة دعم الديمقراطية نشرت برنامجها لمناقشة قضايا عقدية في المجتمع العراقي وسوف تكون حتما موضوع نقاش عند طرح مسودة الدستور العراقي . وقد بدأنا بتوجيه الدعوات لمختصين معظمهم من خارج العراق ويمكن قراءة برنامج اللجنة ، حيث نشر في بعض الصحف العراقية والصفحة الالكترونية في موقع صوت العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق