الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعمالي هي مرحلة للتطور في الجدل الروحي

سيروان شاكر

2014 / 5 / 9
الادب والفن


الكاتب سيروان شاكر
الحان اكرم وجمال الروح في المفاهيم الشكلية
(اعمالي هي مرحلة للتطور في الجدل الروحي)

الحان اكرم صاحبة الاحاسيس المتدفقة والرؤى الثاقبة باحثة للمعرفة بافكارها وخيالاتها ، متجددة في صنع اشكال التعبير بين الهيئات والمضمون وبين القيمة والنتائج ، مقدرة كبيرة وطاقة ابداعية مستنزفة في روح وجسد .

هكذا تبني هذه الفنانة لها كونها الخاص و نظرة عميقة الى عالم الجمال لترى فيها دراسة جديدة فلسفية حول مفهوم التعبير وبالتالي تؤدي الى ربط حركة الفن في مضمونها لتقع بين التيارات والاتجاهات المعاصرة فتقدم بحثها الفني في صورة برجماتية لفهم الحقيقة وتصورها لتحقيق هو ما د فع المشاهد او المتذوق اكثر الى استقصاء خلفيات هذا الموضوع المنهجي الذي تنسجم مع التوجه الرئيسي لاعمال الحان فتسمح الفكر بوضع منهجية فاعلة لمعالجة الشكل المرئي في ذاكرة هذه الفنانة لتحولها الى اسلوب مترابط يوجه الحس الى التعايش مع الذات والانسان فتخلق حركة جديدة متمثلة بالشكل اللامرئي لرؤية الحقيقة .

اعمال تدل على الوجود والشئ والخبرة في اختيار نمط جديد لعالم التشكيل ، فالتداخلات اللونية بين مقطع واخر تمثل شكلا كاملا والفاصلات بين هذا اللون وذاك هو ما يميز اعمالها فتجربتها حالة انسانية حسية بالم او لذة او الوعي بادراك عقلي ، تساعد تجربتها اللونية فتقرأ العالم في قصرها ، لتعبر كل تجربة بمعنى يختلف عن الاخر فيحدث لالفاظ هذه الالوان معرفة صحيحة يحصل عليها الحس بممتلكاته المختلفة ، لا لكون هذه المعرفة من صميم الذات ، بل لانها تستمد على المدلول الحسي لماهية الشكل واللون أي خبرة الادراك الحسي بين الباطن والشعور ، عملية مشتركة في ظواهر طبيعية يهيئ الذات بارادة معينة لخوض حوادث شكل الطبيعة بان الاشكال تكتسي اهمية خاصة لكونها تنبعث من صميم المعاني الفلسفية وكونها مرتبطة بالمعايير التي تعتمدها الرؤية في تكوين معتقداته والمبادئ الموجهة في مرحلة اندماج الحس بالشكل والادارة العملية بالمادة الرئيسية لمضمون الذاتية من الفنان وحتى الرؤية بالتقابل ، ثم ان الادراك يملك ما هو سامي في وصف هذه التجربة بقدر اكثر مما يتصور العقل وتركن الذات لتغيب الذاكرة في افاق انسانية تأملية وعاطفية وهذا يتطلب من الفنان معرفة اكثر نحو مملكته المستقبلية وايضا التي مر بها في الماضي لتكون طريقا نحو توصيل الذات الى اليقين لمطلب معرفي يوجهه الذات الى هذا العالم ، لاجل عرض الشكل الصحيح لمسالة الحقيقة فاعمال الحان تبدأ بالمعرفة اللونية لمنطق الذهن الموسعة الى أي نطاق حيث يمكن للبحث ان يوصل اثماره ، كطريقة خاصة تصور فيها الموضوعات وثم يقوم الفكر بتطبيقه على القماش لاجل اكتشاف ما تعنيها بلغة ما تقصدها وكيف يجب ان تعمل لتصبح حقيقة ، ان الحقيقة عند الحان هي تطابق الروح بالشكل يؤدي في النهاية الى ما لانهاية من الاستنتاجات الذاتية المفتعلة والعفوية وهدفها الوصول الى حقيقة الذات .

تعبر الحان في موجز لها عن الاساس التعبيري انه تنظيم جديد في ضربه اللون بحيث تبدع في شكلها ومضمونها فيزيد من قيمتها الى مقدرة توجيهية وتشكيل جديد اوتكوين مترابط للخبرة الذاتية ، فتزداد قدرة الابداع في المراحل اللاحقة على نحو معلن للذات فعندها تبدا المفاهيم الشكلية الفلسفية بالظهور عند مفهوم الرؤية الصحيحة للشكل المخفي .

لقد حاولت هذه الفنانة الدفاع عن ارائها تجاه او توضيح ما تقصده ففسرت اشكالها وضرباتها اللونية بكلمات مشروعية علميا ونظريا لتميز خصوصياتها عن الطفولية عند مشهد معين وحاضرها عند رؤية مستقبلية اوضح ، لتناقش الذات حول كلمة المصير الذاتي ، قد يبدو كلمة محيرة ولكن ما تحتله الفكر طاغية على اعمال الحان لتكون فكرة جديدة في فلسفة العمل الفني ، وهذا ما نجده سندا كبيرة لتغير مفاهيم الذاتية الى الشكل المغاير للحقيقة قد تنطق بشيء ولكن هناك خفايا تترك اثارها على شكل اللوحة قد يستنتجها البعض وقد تكون غير ثابتة المعاني من طرف اخر للتجربة الحديثة لعالم الواقعية الذاتية ولهذا اشارت الحان الى منطقها المستخدم في الموضوعات الانسانية هو الى حد كبير منطق التحليل والتغير التصنيف للتلقائية الطبيعية .

ان الفنان خلافا للانسان العادي يخلق لنفسه عالما من الرموز والعلامات والعلاقات للحوداث التي يعيشها ويربطها في ذاكرة الخيال ، فلا يسجل خبراته الماضية ويحتفظ بها فحسب وانما يحتفظ بها عن وعي مدرك قابل للتحسس عند الرؤية ، فكل ما تميز الحان هي الثقافة بين الانسانية والطبيعة الفيزيقية ، لم يكن كذلك الا لان الفنان يستطيع ان يسجل في ذاكرته ما يقع له من ميزات واعيا لها محتفظا بها ، تعي الحان قيمة الشكل فتبدع عالمها حين تبدأ بنقل الطبيعة فتدرك ايضا شكلها الروحي وما تقصدها في قولها من هنا ( تبدأ الخبرة الانسانية حرة) انها تقييم لما تختار رموزها وهي التي تقرر علاقاتها وتطبيقاتها فتخضع روحها لاختبار التواصل والوحدة في اجزاء العمل الفني كما تقوم النحلة في جمع مواد مختلفة من العالم الخارجي لتعمل وتصنع لها عالما خاصا بها ، شكل مع خيال تفسر وتبدل نمط الحركة ، رقصات ايحائية باسلوب معين تعبر عن الحركة وتغير في المفاهيم الذاتية او موقف للذات يسترجع حركة الحرية الشكلية في منطلق معين تتم من خلالها اعادة لصورة الحس والذاكرة لمواجهة اللون في حاضر تقترب في مظهرها لايكون الا بقدر ما تكون الاحاسيس والذاكرة في مهمتها الانسانية .

بناء وتنشئة في شكل حقيقي على اساس تراث الذات هذا هو عنوان هذه الفنانة والرسامة التعبيرية ، فتحصل على عملها اجابة واضحة لمعانيها الذاتية وتقف في عالم مجهول مملوءة بالحركة لايقف عند أي منعطف فتسير في اتجاه ليس له بديل بالمفهوم الانساني و الذاتي فتفضل تلك العلاقة الانسانية بين حركات الرقص الواحد فتلتف الشكل حول نفسه وكانه لعبة متحركة تضيء في مسرح مظلم فتحدد موضوعية الشكل بين التوازن والحركة والكتلة مرتبطا بالشكل الخارجي او الظروف الخارجية للذات فتكمن قيمة الذات للتعبير عن ما هو وارد في خيال الفنان فتتسع دور الاحاسيس والذاكرة في مختلف العمليات السايكلوجية المؤثرة في تكوين الشكل الواضح للرؤية وحينها يكتمل الموضوعية في فكرة العمل الفني فتتكيف هذا العمل في ظروف الانسان ضمن اطار عالم واحد ووحدوية خارجية ، لهذا ف (الحان) تمنح اهمية بالغة لميول الذات في التعبير عن المدركات ككل فنان حقيقي يقوم بدور فعال في التاثير على الذات والوجدان المعبر له وبه فتتخذ بذلك القيم الوجدانية في سطح العمل دون الفعلية القصدية او الخبرة عن الهدف ، انما هي توترات حسية في نشوء نصر يستشعر به الفنان في لحظة البدء لتكون تلك الرقصة التي يقيمها احياء لذكرى زمن اشده ما كان الفنان يحس بالنصر نفسه وكذلك ما تضطرب به النفس وقت الاندماج ، فتظهر التكامل والانسجام اللوني والشكلي وهي خبرة انسانية واعية حقا من جانب الفنان لتوصل وحدة الواقع بدور حديث فيها ويعاد تمثيلها بطريقة اوضح مما هو تقليدي فيعي الذاكرة في رسم الحقيقة مندمجة بالخبرة الفعلية فانها تمثلها بتفاصيلها وحركاتها التي يصعب ملاحظتها اثناء الحدوث الفعلي للخبرة فتغدوالذات من ثمة اكثر تمثلا ووعيا عما كانت عليه وهي حركة فعلية اولية تستوقف الرؤية لتذكرنا ماهو مضى من حركات فنية كبيرة فيربط الحاضر بالماضي وتظهر حقائق جديد في عالم الظلال والاشباح نسيت ما كانت تعرفه من تخطيطها الاول وبالتالي جهلت ما عرفته ، فتبدأ معرفة جديدة للواقع بادراك مرة اخرى فتذكر حالة تبدا من منطلقها نوع العمل الفني فنجد عند الحان وصفة الانسانية الخالدة العائدة من استخدام احداث الطبيعة التي تمت ممارستها من الواقع الذاتي ، وهكذا نستطيع القول ان الحركات الخيالية التي قصدتها هذه الفنانة لا تتوقف عند حد بل تجمع كل خبرة في فترة زمنية معينة مرت بها من تجارب واحداث وتسجلها بشكل منعزل ، فتقر بها بطريقة الادراك الذاتي وفي عمليات احترافية خاصة للواقع وتصف كل لحظة فعل حقيقة الفكرة قديمة كانت ام حاضرة فهي في حد ذاتها نتاج خبرة ذاتية وولاء لفكرة معينة تعبر عنها الذات في معطيات اولية وتنمية اجتماعية نحو العمل الابداعي بحيث يكون مختلفا عن الجانب الشكلي الطبيعي فتكون صور ذهنية تخرج في اطار تعبر عنها الحان في حصيلة الادارك الفطري للحس وينمو كذلك اطراد معين في الفكر فكل هذا ما نسميه المعرفة المنظمة تؤدي في النهاية الى تكوين صورة معينة وملائمة لفرض الهدف استقرار الفكر .

تصف الحان كل حالة او مرحلة من مراحل الفن انها حالة جديدة في القدرة الانسانية على التغلب لمصاعب الانسان في تخطي سجل الواقع التقليدي تبعا لما تقرر المواقف الفكرية في ضوء العمليات الابداعية ، وقد ادركت الحان وهي ان التغير شئ يجب ان يؤمن به الانسان الحاضر لزمن الماضي ويغير من المفاهيم ما يمكن تغيره ولو بشكل بسيط فينطلق نحو مايريد بناءه بقصد او دون قصد فاصبحت الحان تتحرك نحو الشكل او اللوحة كانها محكوم عليها ان تفعل القدر في الطبيعة فتكون المعقولية صفة ثابتة للعمل الانساني لهذه الطبيعة الحية فتلزم الرؤية بشكلها الخاضع لنماذج الطبيعة البشرية فتغزوا عزوها بتفكير ملائم ليست لمجرد استرجاع الحقائق وانما هي واقعية فعلية تتجه الفرشاة او الاصبع لتصنع معان وايحاء وتخيلات درامية وان المعيار التي تستعمل في قياس قيمة الايحاءات التي تنشا في العقل ليس مطابقا للحقيقة والواقع ولكنه ملائمة للحالة الانفعالية الناتجة عندها ، فتنشيء الافكار المعتادة على اعادة الشكل كما كان بل تستخدم خيالا في طرد النظرة الثانية فتصنع نظرة ومشهدا معقولا منطقية وموضوعية ، تحد الانسان العادي تسيطر على تفكيره المشاهد الاولية ويختلف الفنان في اتجاهه فتتخلف النظرة الاولية ، الايحاء ، العفوية في المعاني ، التخيل ومن ثمة تقاس هذا العمل الفني بمدى موافقة الذات مع المواقف االانفعالية للانسان ، وهذا ما سبق قوله من ان الفنان خبرة غير مباشرة وهذا ما تفيده الحان بقولها ان الخبرة عملية غير مباشرة وهي عملية حية غير ثابتة فالعمل الفني يحوي على افكار تحررنا من التاثير المحدد وللحس ومن الميل والتقليد .

ان صدق هذه الفنانة في الفن هي ما تساوي مفهوما ودورها في العملية الابداعية وبنائها للشكل بشكل صحيح يعادل حقيقة الفكر والذات بوصفها عنصرا فاعلا في تكوين وعي جديد للبشرية فتنظر اليها كونها قنوات نشيطة تساهم في بناء عالم بقدر معبر في بناء الشكل والذات، وهكذا توسع عالم هذه الفنانة في شكلها المبدع الى افكار تجعل من الاحاسيس البحث عن الاصل والذكريات وتعبر عنها بمفهوم معرفي ليس فقط تكوين حركة او موضوع معين او هذه الاشكال الراقصة او الحزينة انما هي حضارة جديدة تغذي العالم بعلم مدرك رغم الخيال او التخيل الدارج فيه ولكن الحكم الاخير على كل عمل فني هو الادراك الحسي وعالم الخيال الفني ، فقد امتلكت الحان مخزونا فكريا تستطيع ان تدخل الى هذا الواقع بقصد الفعل والتاثير والتاثر فتنتج في ممارستها الفنية كل مرة خبرة جديدة نحو الواقع والمستقبل بنفس المستوى الذي بدات فيه ، فعناصر عملها لم تتغير وانما التغير قد سلك اتجاها اخر بدور فعال وايجابي اكثر لتجعل من اعمالها الفنية اكثر تاثرا بمقدار ما تستطيع الخوض في عالم الحرية وفي الفصل الاخير تقرر الفكرة ما تقصده الرؤية وهكذا ينتهي الهدف الاخير في المشروع الاول للعمل فتكرر العملية بقصد الابداع مرة تلو الاخرى لينتهي كل عمل فني الى عمل فني اخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل