الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجو اعتقالي

سيومي خليل

2014 / 5 / 9
كتابات ساخرة


الكاتب : سيومي خليل
المرجو اعتقالي
----------------------------------
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي أسَرُّ من الأمنِ، الذي يورث الرّعبا.
شعر أبو العلاء المعري .
----------------------------------
لأني لم أفعل شيئا يترتب عنه اعتقالي فأنا أطلب من الحكومة الحالية أن تفعل مسطرة القبض علي ،على الأقل سأكون في المعتقل مع معتقلين آخرين لم يفعلوا شيئا سوى أنهم خرجوا في مسيرة 6 أبريل ، وآخرون قبلهم ، وآخرون قبل الجميع عرفوا المعتقل ولم يعرفوا ما الذي يفعلونه فيه .

لأني هكذا * ولا أعرف كيف أصف لكم هذه الهكذا * يمكنكم أن تكتبوا في التقارير الأمنية ،أني شخص مخالف ،ومختلف ،ومخلاف ،ومتخلف ،وأني جذر مكعب واحد ، وأني أتجرأ على مغازلة الحرية ، أعري مفاتنها ،لأرشف من رضاب ثدييها ، ومن حلمتيها اللوزيتين ، وألاعب خاصرتيها ، ولا أخشى أن أمشي معها في أقدس الأماكن ، ولا يهمني أن أقدمها باسمها وعريها لمن أعرف من أصدقائي العبيد .

لأني أفكر في مناقشة ثوب الحكومة الداخلي ، ولونه ،والإثارات الشبقية الذي يبعثه ، ورائحة العطن التي يمكن أن تتشممها نحلات الصباح منه بعد ليلة ايروسية يباع فيه شعب ويشترى ، فإني ادعو رجل أمن مسكين ، وصديق ، وولد الشعب ، أن ينفذ الأوامر الصارمة بمنعي من النقاش ، وباعتقالي مع نفسي متلبسين برشوة العقل كي يفهمنا معنى الفساد ، ومعنى تنازل حزب العدالة والتنمية عن كل ما كان يعترض عليه حين كان يمشي على الرصيف ويحوم حول محل الرئاسة ،وعن المقاربة الأمنية التي تدافع عنها الحكومة دون المقاربات الآخرى .

لأني أحيانا أمشي وحيدا ، وأحيانا أمشي في المسيرات ، وأحيانا أجلس مع الهامشيين ، وأحيانا أجلس مع من اعتقد أنهم يعتقدون أنهم في المركز ، وأحيانا أسمع لأغنية دينية ، وأحيانا أسمع موسقي أناركية،واحيانا اسمع موسيقى رأسي ، وأحيانا اتجهم ، وأحيانا ابتسم ، وأحيانا انتقد هذا ، وأحيانا أثمن فعل من انتقدته سابقا ، لأن الفعل والسلوك هو المنتقد وليس الشخص ذاته ...أرجو أن يتم تفعيل مسطرة البحث في عالمي النفسي ، فالمواطن كما علموه لنا يشبه علبة سردين تحمل صفة دائمة ،وهو واحد يستمد قيمته من صفة الكل ، فإما أن تكون نحن ،وإما أن يتم اعتقالك لتعاد تربيتك من جديد .

لأني عاشق لأشياء لا تعشق ، فأنا كل صباح مثلا أرى هل الشمس عادت إلى هذا الوطن ،وأسأل والدتي كيف كانت الشمس حين كنت صغيرة ، فتتأسف لأن المسؤولين قاموا بطردها ذات صباح فاجر ،كي يبقى لهم الليل غطاء لسرقاتهم ، وأنا مثلا أحب وصف الوطن بمواصفات لم يحبها القاموس يوما ، فهو الغادة ، وهو اللوتس ، وهو نسيج زوجة اوديسيوس ، وهو بيت المعري . وأنا مثلا أعشق الضحك في المآتم ، لأني لم أشهد غير المآتم . وأنا مثلا أعشق الكذب على نفسي حين أُسأل : هل من شيء تغير في البلد ؟؟؟ . لأني عاشق لهذه الأشياء التي لا تعشق أرجو أن تدققوا في خياناتي هذه ،وفي شذوذي، و اطلب أن تتهموا ديوان ترجمان الأشواق الذي أحمله بإفساد ذوقي في الحب .

المرجو اعتقال الأشخاص التالية أسماؤهم :
فقير يعي فقره
جاهل ضاق بجهله
مريض يساور حائط المشفى
فتاة ضاقت بصفة جسد
مجنون لا يفهم في العلاقات الإجتماعية
رفيق يحب الثورة
عاقل يفهم في السياسة
نقابي لا تعجبه النقابات البيرقراطية
شرطي يحب المعتقلين
ربة بيت تعلق بدل صورة زوجها صورة شهيد
عامل يشتم ربه كلما نزل من سيارته
قاصر تنصح شيخا بعدم الرؤية في مفاتنها
إمرأة تدعو للمناصفة
غبي يبدي رأيه
ساذج يحاضر في الذكاء .
المرجو اعتقال هؤلاء قبل أن يتكاثروا ،ولا تنفعكم العصى لإسكاتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق