الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاعتذار

فريد جلّو

2014 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


وأنا اشاهد فلما يحكي قصة واقعية ابطالها الرئيس الامريكي السابق نيكسون وصحفي وفي نفس الوقت مقدم برامج بريطاني لامع يحاور نيكسون بعد ان استدرجه الى عقد بإجراء تلك الحوارات , والندوات الحوارية المتعددة كانت تدور حول حرب فيتنام وتوسيعها من قبل الولايات المتحدة في عهد نيكسون لتشمل كمبوديا وفضيحة ووترغيت التي كان هو بطلها في التجسس على الحزب المنافس في الانتخابات وترتب على تلك الفضيحة استقالته كل ذلك حدث في اواسط الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ولكن ما حفز الاعلام البريطاني على الدخول في ذلك الحوار هو كشف الحقيقة التي طمست اجزاء مهمة منها من قبل حتى الحزب الديمقراطي الامريكي الذي حصل على السلطة بعد سقوط نيكسون , لان الحرب في فيتنام وكمبوديا كانت نقطة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة التي تدعي الديمقراطية وإنها زعيمة حقوق الانسان , وطبعا للصحفي البريطاني ذاك اسباب اخرى منها نجاحه المهني , المهم ما وصلت له تلك القصة الحقيقية , في خضم الصراع بين نيكسون والصحفي في المراحل الاولى كانت الكفة ترجح نيكسون ولكن بمكالمة هاتفية اجراها نيكسون مع الصحفي وكان مخمورا كشف عن اسباب قراراته وكان جزءا كبيرا منها هو الانتقام من المجتمع الامريكي نفسه , مما دفع الصحفي للبحث في نفس الليلة عن وثائق تدين بشكل قاطع نيكسون وفي اليوم التالي فلح في ذلك ووجه ضربة قاضية لنيكسون او بالأحرى لفكر نيكسون التسلطي الانتقامي المريض , وأخيرا قال نيكسون وأمام الشاشات التلفزيونية نعم اني اخطأت ولوى كلمات الخطأ بالطريقة التي يريدها هو ووصل الى مرحلة الاعتذار التي طالبه بها الصحفي رفض بشدة الاعتذار وقال بالنص : هل تريدني ان اركع على ركبتي , لن يكون هذا .
كل ما اوردته اريد ان اخرج منه بحصيلة ان العنجهية الامريكية التي تستند الى عنجهية الرأسمالية الامريكية التي تسلطت على العالم انتقلت الى كل الانظمة التي زرعتها امريكا في العالم ومنها منطقتنا العربية , انا لست ضد العولمة وتقارب الشعوب ولكني ضد العولمة على الطريقة الامريكية فحصيلة تلك العولمة تصديق قشور التطور : اسلحة , افلام جنس وما شاكل ذلك , جيوش ترتدي النظارات السوداء غير مدربة ومؤهلة , رؤساء دول وحكومات يلوون الكلمات والحقائق ليبقوا في السلطة بأي شكل , قوى متصارعة في الظاهر ولكنها تشترك في اضطهاد شعبها والقائمة تطول وتطول جدا ولكن في هذا المحور المهم والاهم ثقافة الاعتذار فلم نجد حاكم عربي سواء في السلطة او خرج من السلطة عنوة اعتذر لشعبه عن اساءاته وإذا اردنا ان نتدرج نحو الاسفل في سلم السلطة فحتى الموظف البسيط او شرطي المرور كمثال لا يعتذر ابدا اذا اخطأ في حق المواطن ناهيك عن من هم في القمة بالرغم من اخطائهم الجسيمة , لقد صدَر لنا الامريكان نحن العراقيون ديمقراطية عرجاء هوجاء تلاقفها من تلاقفها حتى عتاة الصداميين الذين تبوءوا مراكز مهمة في الدولة لم يكلفوا انفسهم ان يعتذروا لما فعله البعث الصدامي باستثناء حالات نادرة من اشخاص من قوى الاسلام السياسي مثل الاستاذ ضياء الشكرجي الذي اعتذر عن اصطفافه الطائفي السابق , وأخيرا كم نحن بحاجة الى صحفي مثل ذلك البريطاني وكم عدد الذين نحتاجهم من مثله لان لدينا بضعة الوف من نيكسون وكم نحتاج من قدرات لوجستية تقدمها منظمات المجتمع المدني والجماهير لهؤلاء الصحفيين لإجبار السياسيين على الاعتراف بأخطائهم القاتلة بحق العراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24