الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يسيرعلى السكة الصحيحة لكن ببطء

ضياء رحيم محسن

2014 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو للمتتبع للحالة السياسية التي تجري في العراق، الخروج من حالة الطائفية، فعلى الجانب الشيعي نجد أن الأحزاب غادرت شعاراتها التي كانت تنادي بها من قبل، وأخذت تنحو منحى السياسيين المتمرسين في العمل السياسي، بعد تجربة عشر سنوات في الحكم لأول مرة في التأريخ الحديث، في مقابل ذلك نجد العكس من ذلك، حيث إنغمس سُنة العراق في المشروع الطائفي، والذي تحركه أيادي خفية من خارج الحدود، بحجة الإنتصارللقومية والتصدي للهجمة الفارسية، الأمر الذي يهدد بتمزق النسيج الوطني العراقي.
أخطر شيء فيما يجري في الجانب السُني، هو تلك الإفتاءات التي تخرج من بعض رجال الدين، بحجة الدفاع عن العروبة؛ وأنه إذا ذُل العرب فقد ذُل الإسلام، وكأنهم لم يسمعوا الكتاب الكريم وقوله عز وجل ((ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم...)) الحجرات13، أو قول الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهو يقول: (( لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)).
ليس عيبا أن يخطئ أحدنا، فنحن بشر وكلنا خطأون، وخير الخطأون التوابون، لكن أن يتمادى المخطئ في غيه لتحقيق مكاسب آنية، فهذا لن يغفره له أحد ولن ينساه له الآخرون، فاللعب على الطائفية مسألة تجاوزها العراقيون؛ خاصة الجيل الجديد من الشباب الصاعد، فترى الشيعي ينتقد الشيعي الأخر، لأنه لا يفكر بالهوية الوطنية؛ بل يفكر بأفق ضيق وهو الطائفية، كذلك ترى السني ينتقد السني الأخر لنفس السبب، كما أننا نستطيع ملاحظة كيف هي العلاقة بين الأحزاب الكوردية الرئيسية، حتى أن الإتفاقية الإستراتيجية بين أكبر حزبين كورديين باتت متأرجحة، بسبب التواترات بينهما ومحاولة كل منهما التغلغل في منطقة نفوذ الأخر.
نتمنى أن تكون علاقتنا بأشقاءنا العرب قوية، لكن هذا ليس على حساب مصالح العراق الوطنية، فهويتنا الوطنية أولوية مهمة، بعدها تأتي المسميات الأخر، فنرجو من أشقاءنا العرب أن يفهموا هذه المسألة، وعدم محاولة تأجيج الوضع العراقي، لأنه في النهاية سيرتد عليهم.
في محاولة منها للخروج من الحالة الطائفية، تحاول الكتل الشيعية الرئيسية الثلاث، إيجاد تفاهمات لها خارج البيت الشيعي، بما يزيد من فرصها في التحرك على مستوى البلد، فها هو عمار الحكيم يبعث برسائل إطمئنان الى جميع الكتل السياسية، بأن المرحلة القادمة؛ هي مرحلة بناء العراق بدون تهميش لمكون من مكونات العراق الواحد، كما أننا يمكن ان نلاحظ أن السيد رئيس مجلس النواب الحالي، يقوم هو الأخر بإختيار مرشحيه وإقامة علاقاته بما يضمن له مقبولية بين مختلف المكونات، الأمر الذي يُنبيء بأن العراق يسير على السكة الصحيحة، مع أنها تسير ببطء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق المشاهد الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني


.. ما الأثر الذي سيتركه غياب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزي




.. جو بايدن يواجه احتجاجات من خريجي كلية مورهاوس في أمريكا


.. رجل سياسة ودين وقضاء.. تعرف على الرئيس الإيراني الراحل إبراه




.. ”السائق نزل وحضني“.. رد فعل مصريين مع فلسطيني من غزة يستقل ح