الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدر الدين القبانجي وفتوى أكل ال - فسيفس -!

عادل الخياط

2014 / 5 / 10
كتابات ساخرة



الفسيفس هو التركي بلغة الأجانب : torki : ولمن ليست عنده معلومة عن هذا التركي " الفسيفس " فهو الغذاء أو الطبخة الرئيسية في دول الأجانب في ليلة عيد الميلاد . ورغم انهم يجلبون لي " دجاجة " في عيد الميلاد , كنت أصر دوما أن يجلبون لي " فسيفس , تركي " لكي أشاركهم أعيادهم الميلادية , كذلك كانوا دائما يرفضون طلبي بتزويدي بـ " الفسيفس التركي " .. كانوا دائما يقولون لي : انك عازب , single لذلك لا يحق لك أن تتناول الـ " فسيفس , التركي " في عيد الميلاد , وعندما أقول لهم : طيب , عندي صديقة من هذا البلد وكلانا نُشكل عائلة , أيضا يرفضون ويقولون : هذه ليست زوجتك شرعا لتعطي مبررا بتزويدك ب الفسيفس , ثم يضيفون : يا أخي ولماذا تتعب نفسك على ال" فسيسفس " أنت وصديقتك سوف تأخذان دجاجتين , ألم تكفيكما دجاجتين في ليلة عيد الميلاد ؟ والواقع ان الجماعة لم يفمهوا قصدي , القصد هو ليس تناول دجاجتين في ليلة الميلاد , القصد هو روحية تناول الفسيفس في تلك الليلة , وإلا الواحد يتناول طماطة بالدهن مثلما كُنا نتناولها أيام العسكرية وتنتهي المشكلة وأبوك الله يرحمه . وطبعا حتى لو تشتري الفسيفس من الأسواق التي تعج به قُبيل ليلة الميلاد , فأيضا لا يحتويه أو تحتويه تلك الروحية فيما لو زوتك به مراكز التزويد قبيل ليلة الميلاد .

سنوات كثيرة عشت على التشوق لتناول الـ " فسيفس " على هذا المنحى , لكنني لم أفلح , ومن ثم قررت أن أشتري " الفسيفس " من الأسواق وأنهي المشلكة , ومهما يكون سِعره .. لكن هل إنتهت المشكلة ؟ لا , لم تنتهي .. فذات يوم كنت أتسامر مع مجموعة من الأصدقاء , وإذا بأحدهم يشرئب قائلا : لا أدري لماذا يحبون الفسيفس هنا , نحن في العراق نعتبر لحم الفسيفس زنج لذلك لا نرغبه ." .. حينها قلت له : من يقول هذا , لحم الدجاج هو الزنج وليس لحم الفسيفس , فلقد كنا نتغنى بلحم الفسيفس , ورد هو وقلت أنا في مشوار الأخذ والرد , وإذا به يتضح انه ليس من ضمن الناس الذين لهم علاقة بالطعم والذوق , إنما علاقته ترتكز على الفتاوي التي تدخل حتى في شهية الطعام , مثل اولئك المشايخ الذين يُحرمون حتى رسوم الأطفال الكارتونية ؟

فبعد وطر من الزمن كان لي لقاء مع هذه الشخص ذاته , وإذا به يتغنى بلحم الفسيفس , عجيب , ما عدا ما بدا , بالأمس كنت .. فقال : فتوى قبانجية عن التحريم والتغريم أو الغرام بلحم الفسيس . ما أسرار تلك الفتوى , أسرارها هي التالي :

الفسيفس يمتلك ريشا وذنبا متطايرا يخيف كل طغاة الأرض غير الإسلاميين الشيعيين الخمينيين , وعليه فإن تناوله يُعد فرضا إسلاميا شيعيا لردع الطغاة غير الشيعة في العالم الإسلامي !

عظيم , كم أعشق تلك الرؤى الجهنمية عن مستقبل الأرض في تلك البقاع التي يوميا تتفتق بعقول خارقة تمسخ أنشتاين وغيره من فراسخ العلم والمعرفة في سِفر الجنس , ليحل محله ومحلهم ريش الفسيفس وبصقة القارئ العلاني في قدح الماء ! لكن دعنا من البصاق وما إليه ولنبق في الريش , فالدجاج أيضا يمتلك ريش - مع إحترامنا للدجاج العاري الذي لايمتلك الريش , مع علمنا كذلك ان بعض الفسيفس عاري ولا يمتلك اي ريش -

لكن الأهم ان صدر الدين القبانجي ضاعت عليه الحسابات بين ريش الفسيفس وريش الدعلج الإبرية , فريش الدعلج الإبري هو الذي يمتلك قوة القذف الإبرية ضد الأعداء وليس الفسيفس , فالمعروف ان الفسيفس لا يمتلك قوة دفاع عن نفسه سوى منقاره الذي لا يتعدى سنتيمترين بحيث إنك لو صفعته على منقاره كما فعل الكاتب البريطاني كولن ولسن مع أحد الديوك لسقط مغشيا عليه .. وإذن ينبثق الإستنتاج ان شهوة غذائية طبخية هي التي طبخت فتوى السيد الموقر عن الفسيفس وأكل الفسيفس في الولائم الحسينية وغيرها التي تظل متواصلة على طول أيام السنة في العزوات اليومية في عراق اليوم , ولا حول ولا قوة إلا بالله على ماوصلنا إليه من تداع !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج