الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البؤساء واوليفر تويست ... من جديد

زاهر نصرت

2014 / 5 / 10
حقوق الانسان


منذ حوالي 150 سنة قام الكاتب فكتور هيكو بنشر روايته الشهيرة البؤساء وكلنا يعلم عن تلك الرواية وكيف روى قصة جان فالجان الذي تحول من لص إلى رجل صالح وقام برعاية كوزيت ، القصة في حقيقتها وصلبها تتحدث عن معاناة الشعب الفرنسي وبؤسه في تلك الحقبة من الزمن .

ان ما نشره هيكو من بؤس في قصته كان له وقع شديد على قلب كل من قرأ القصة والان لو تخيلنا أن فكتور هيكو ردت إليه الحياة من جديد وجئنا به إلى عالمنا المعاصر ورددناه إلى بيته في فرنسا فهل يا ترى عند مشاهدته هذا التطور الذي تعيشه فرنسا وأوروبا بالوقت الراهن سيعود الى قلمه في كتابة البؤساء ؟ من المؤكد انه لن يكتب البؤساء ولكن اذا آخذناه إلى سوريا فيا ترى كم من قصص البؤساء سيكتب عنها ... وهل وحي الكتابة سيسعفه وينقذه ليستطيع أن يخرج من أفكاره جان فالجان .

ان جان فالجان هو الشخص الذي أدخل الفرحة إلى قلوب البؤساء ، إذن من الطبيعي سيبحث في مجتمعنا عن من يستطيع ان يدخل الفرحة إلى قلوبنا , السؤال ماذا لو حط به الرحال في أحد المسارح وكان على المسرح هيفاء أو نانسي او اليسا كيف سيتخيل له الموضوع عندما يرى فرح الناس وهن يتراقصن على المسرح هل سيجد ضالته وسيكتب عن جان فالجان العرب . أم برؤيته لمعاناة اهلنا في سوريا سيفضل العودة إلى بؤس فرنسا في ذلك الوقت .

ماذا عن تشارلز ديكنز وأوليفر تويست عندما تكلم عن ظلم المجتمع الانكليزي في تلك العصور أليس ما نعيشه في العراق أقسى مما تخيله ديكنز في قصته من ضنك في العيش وانعدام في الأمن وضياع في كل شيء .

لقد قام الكاتبان بكتابة الروايتين بتأريخ تلك الحقبة من زمنهم لتكون هداية لشعوبهم فأين من يكتب ويؤرخ بجدية عن مجتمعاتنا هل فقد الكتّاب من المجتمع العربي ؟ أم أن الشعوب العربية هي التي لا تريد مثل هذه القصص لماذا شغلتنا كتب الأبراج والتوقعات للسنوات القادمة وكتب الطبخ عن قضيتنا الأساسية ؟ هل هناك قضايا اقوى من المؤامرات التي تحاك علينا أم أنها ماتت في نفوسنا ولم يعد يشغلنا إلا حفلات العاهرات على شاشات التلفاز ؟ هل هذه فعلاً نظرية المؤامرة أم نحن الذين تآمرنا على أنفسنا ؟ لنبقى هنا ننعم بنانسي وهيفا وأليسا وليبقى بؤساءنا في سوريا والعراق خاصة ووطننا العربي عامة ينتظرون جان فالجان كي ينقذ بؤسهم أو ربما يأتي ديكنز ويكتب عنهم رواية حقيقية تهز القلوب كما فعل في أوليفر تويست .



زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين