الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نكافح الغيرة أو الحسد (ترجمة من الفرنسية)

حذام الودغيري

2014 / 5 / 10
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الغيرة أو الحسد من أهم المشاعرالتي تؤثر في نفسيتنا وهي الاكثر شيوعا ، ولكنها أيضا الأسوأ. فمن منا لا يريد أن يعرف نفس النجاح الاجتماعي الذي يتمتع به الأشخاص الذين نعتبرهم كاريزمائيين ، ومن لا يحسد تلك النساء التي يكفي أن يبتسمن حتى يقع الرجال عند أقدامهن. أو أولئك الذين تنزل عليهم ثروات بورقة يانصيب ! الغيرة شعور مركّب وتنشأ من صراع نفسي يحيلنا إلى مخاوفنا وانعدام الثقة بأنفسنا.
فنحن لا نحسد أفرادا آخرين من مجتمعنا لأنهم سيّئون ولكن لأن لديهم صفات (جسدية أو مادية أو معنوية) نفتقر إليها. وإذا كان هذا الشعور طبيعيا فإنه شديد الخطورة ، وهو من أهم عوامل الصراعات الاجتماعية التي تؤدي إلى العنف أحيانا.
إذن يجب أن نتفحص هذه الظاهرة حتى نستطيع هدمها أو تفكيكها، ذلك أن الحياة الكريمة تستحيل مع هذه الكراهية وهذا الاستياء من نجاح الآخرين. وللتخلص منها يجب أن نقبل بأنها شعور طبيعي في الإنسان.

1 . الغيرة شعور طبيعي في الإنسان وهي مهدّمة بالتأكيد. فهي نوعا ما مرآة ، أو انعكاس ملموس لما نحتاجه أو نريد امتلاكه أو تطويره آملين أن تتأكد شرعيتنا وأن يتحسن حكم الآخرين علينا. فهذا القصور الذي نشعر به هو الذي يقودنا إلى الاعتقاد بأن شخصا آخر سيتمكن من إغواء شريكنا، أو أن النجاح لا يحدث إلا للآخرين. وهكذا فإن الغيرة أو الحسد تجعل الأهداف الواضحة والموضوعية مستحيلة، لأنها تؤثر سلبا على الرؤية الكامنة لدينا وتشوه فكرة احتياجاتنا الشخصية.
فالغيرة وإن كانت طبيعية فإنها عامل يؤدي إلى فقدان حوافز وتآكل الثقة بالنفس واحترام الذات.
إذن كيف يمكننا محاربة هذا لاستعداد النفسي لدينا، الذي هو نقيض سعادتنا؟

2ـ الغيرة دائما خالية من الموضوعية ، وهي إدراك خاطئ لبيئتنا ، فالتهديد الذي نحسه باتصالنا مع الأشخاص الذين يؤججون غيرتنا ، هو إلى حد كبير يتولّد من لا وعينا ...فتبدو لنا هذه الشخصيات " الجميلة" " الذكية" "الغنية" " الكاريزمائية " جدّا ، فئاتٍ سامّة وضارّ ة . إلى درجة أن يتولد شعور بالغضب والكراهية التي تستند فقط على الرغبة في مشاركتهم مكانتهم.
المشكلة هي أن هذا الشعور الشخصي غالبا ما يستند على المظهر ، و السّطحيّ، لذا فمن السهل جدا أن ننسى أن هؤلاء الأشخاص يعانون ، أيضا، من انعدام الثقة ويواجهون بعض الشكوك الخاصة بهم .
وسرعة، " نُشَيْطِن" ، و نُبجّل الأشخاص الذين نحسد كما لو كان وجودهم قائما حول الرغبة في التقليل من شأننا ، وتسليط الضوء على عيوبنا .
ولكن عند التأمل، الضحية الأولى لمثل هذا السلوك ومن يعاني يوميا من جراء هذه الحالة الذهنية هو الشخص الذي يتغذى بها.

3 . نظرة الآخرين ، أيضا مصدر واضح للغيرة . ولهذا فالحاجة للمقارنة ، ولمحاولة القيام بالأفضل ، وللحصول على مزيد من الاعتراف من أفراد محيطنا تسمّم نفسياتنا، لدرجة تمنعنا أن نكون واقعيين، فالشخص الوحيد الذي يمكننا أن نقارن به نفسنا هو نحن. إذ أن كل إنسان يختلف عن الباقين وله نظام فكري وأخلاقي خاص، صاغه من خبرةه و فهمه للعالم من حوله .
نحن متساوون في الحقوق والواجبات فقط ! أما فيما دون ذلك . فإمكاناتنا ، وصفاتنا ، ورغباتنا الشخصية مختلفة تماما.
لماذا إذن نريد التحفيز على المنافسة دائما و الرغبة في سحق الآخر ؟ ثم إنه لا يوجد دليل، أن "ضحايا "غيرتنا ليسوا بدورهم يغارون منا أو يحسدوننا؟

4 . الغيرة و انعدام الثقة
الغيرة العلائقية عامل أساسي للضغوطات وتنمية الصراعات. فهي مجرد خوف لا واعي من أن يتخلى عنا من نحب ، وإعادة النظر في قيمتنا .

فبالعمل على بناء الثقة بالنفس ، وقبول الثقة في الآخر بدلا من الشك يمكن فقط أن تصبح الغيرة مجرد ذكرى سيئة .
الوعي و التأمل الداخلي، إذن ، عنصران حاسمان في علم النفس.
ومن هنا ، فإن أقوى سلاح في الحرب ضد الغيرة هو: الموضوعية. فحين يسيطر هذا الشعور بالكراهية داخلنا ، ينبغي التركيز على الحقائق بدلا من الاستناد على الافتراضات : نخاف من أن يتخلّى عنا من نحب؟ لنراجع كل براهين الحب التي قدمها الحبيب أو شريك الحياة ، كل الصعوبات التي تجاوزناها معا وكل الأوقات السعيدة المشتركة، عوض النظر في مخاطر مستقبلية. إذا كنا نعتقد أن شخصا ما " أفضل" منا، فعلينا التركيز على نجاحاتنا ، والعقبات التي تغلبنا عليها عليها و الاعترافات التي حصدناها طوال رحلتنا الطويلة بدلا من التركيز على اللحظة الحاضرة وعلى السلبية المتنامية. إذا كنا نخاف من شخص نعتبره أكثر جاذبية، وسحرا وكاريزمائية منا، فلنتذكّر أن التقييم ظاهرة غير موضوعية وشخصية جدا و بحكم طبيعتها لا يمكن إرضاء الجميع .
الغيرة تحارب من خلال تحديد إطار موضوعي لأفكارنا ومشاعرنا . ومن خلال مواجهة مخاوفنا وليس العيش تحت تأثير الإجهاد التي تنتجها.
وهكذا نستطيع أن نتقبل من نراهم أجمل وأفضل وأذكى وأغنى وأكثر كاريزمائية منا، بمحبة وبدون شعور بالتهديد...وقد نجعل منهم أصدقاء لنا .


http://www.reussitepersonnelle.com/lutter-contre-la-jalousie/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه