الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سراب

واثق الجلبي

2014 / 5 / 10
الادب والفن


سراب
بعد وصول اغلبنا الى النقطة التي حددها وقد ظن بانها هدفه الأخير تراه يقف طويلا على ما وصل اليه ليجده لا يساوي شيئا من تضحياته التي ضحاها من أجل الوصول الى تلك النقطة التي طالما حلم بأن تطأ قدماه على ارضها .. لماذا لم يتيقن من البداية أن تلك النقطة أو ذلك الهدف ليس حقيقيا ؟ هل تمت عملية خداعه ؟ ان ان هذا الهدف لم يكن سرابا بل جعله البعض يبدو كذلك ؟ ام ان الذي وصل اليه ليس هو مايطمح ؟ عاش الناس ويعيشون وسط ضبابية وحياة لا تبدو كما هي عليها بالورق مطلقا فالسراب محيط بنا من كل جانب وامكانية الوصول الى الاهداف التي رسمناها لانفسنا لا تبدو سهلة البتة .. على هذا الاستقراء سيكون السراب هو الجزء الحقيقي في حياتنا .. ولكن أين ذهبت أهدافنا ؟ اين ما كنا نبغيه ونريده بشغف وبقوة ؟ هل من المعقول أننا لم نفقه ما نفعل حد أن تضيع مجمل اهدافنا ادراج السراب ؟ هكذا هي الحياة في اتون ما نعيشه من صخب مفتعل وجرائم ابادة فكرية وبشرية على طول الطريق .. وفي معادل آخر وعندما يكون السراب حقيقة فان الاهداف التي وصلنا اليها ستكون حقيقة كذلك ولكن كيف نتأكد منها ؟ الامر صعب وعسير جدا فثمة قوى مخفية في طيات السراب المتكون من جنوح العقل وعدم أهلية ذلك الهدف للقبول لدينا .. اما ان يكون الهدف مغايرا للصورة الاولى التي رسمناها له او ان يكون السراب كذبة اخرى في طريق الضياع الأعظم .. أغلب المشاهد التي نطاردها لا تبدو كما هي عليه عندما نصل الى تفاصيلها الدقيقة والخلل واضح .. مصائبنا الكثيرة شغلتنا عن التفكير بالهدف والسراب وازليتهما معا في طريق الضياع الذي اختطه الانسان لنفسه من غير شعور ولا وعي بالنهايات الهلامية والسطحية التي يختارها البعض لختم مسيرة حياته المضببة بالسراب .. في نهاية المطاف ينتصر السراب على الانسان وهذا اجحاف كبير بحقنا كعقلاء أرادوا النهوض بالحياة وكسح الاوهام التي إنطلت على الكثيرين من ابناء البشر .. هل نلغي الهدف أم نقتل السراب ؟ هل نلغي اهدافنا ؟ جدلية عقيمة تحتاج منا وقفة حقيقية لنضع اهدافنا ونختارها بدقة قبل ان يأكل السراب ما تبقى منها في رحلتنا المليئة بالاشواك والمخاطر .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف