الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي

احمد عبدول

2014 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


صوت العراقيون في الثلاثين من نيسان الفائت على اختيار مرشحيهم في البرلمان القادم بمشاركة (12 مليون ناخب ) أي بنسبة 60./. ممن يحق لهم التصويت , وهي التجربة الانتخابية الرابعة التي يخوضها أبناء الشعب العراقي بكل ثقة وتحد منذ العام 2003 ,حيث توالت الدورات الانتخابية التي كفلها الدستور في ظل تجربة ديمقراطية واعدة .
قلت في مقال سابق ان العراقيين سوف يخرجون للتصويت مرة اخرى وهم يقعون تحت ضغوط ,لها ما لها من التأثير على بوصلة قناعاتهم العامة, وهي ليست التجربة الاولى ولعلها ليست الأخيرة , التي يصوتون بموجبها ليس على أساس الروى والبرامج الخدمية والاقتصادية والتنموية بقدر ما سيصوتون لغرض دفع عامل الخوف من عدو يريد بهم الشر ويتربص بهم وبتجربتهم السياسية الدوائر( التنظيمات البعثية والإرهابية ) ,كذلك فقد أكدت على ان العراقيين لطالما وضعوا داخل زوايا حرجة وحساسة لا يحسدون عليها بحال من الأحوال , لكن ينبغي الإشارة الى ان الانتخابات الأخيرة قد تضمنت عدة معطيات ودلائل تحسب في مجملها لصالح الناخب العراقي وبمستويات متفاوتة .
ان الانتخابات الأخيرة أكدت وبما لا يدع مجالا للشك ان العراقيين يمتلكون حسا عاليا في عملية التحليل والاستقراء فيما يخص توجهات كتل وأحزاب وشخصيات سياسية ودينية .
فعلى الرغم من تلك الاصطفافات الواسعة والعريضة التي توحدت بالضد من سياسات المالكي لا سيما في ولايته الثانية وعلى الرغم مما مورس من ضغط إعلامي شديد الوطأة باتجاه تغيير اتجاهات الجمهور عن وجهة المالكي , عبر ماكنة الإعلام المسيس , وعلى الرغم من كل الأزمات المفتعلة وغير المفتعلة, وعلى الرغم من كل ما يحسب للمالكي وما يحسب عليه ,على الرغم من ذلك خرجت القطاعات الأوسع ضمن جموع الناخبين وهي تصر على انتخاب المالكي لولاية ثالثة .
ولا شك ان مثل هكذا توجه من قبل مساحة عريضة بهذا الحجم ,إنما يؤشر الى ظاهرة تستحق منا التأمل والتوقف ولو قليلا .
في رأي كاتب تلك السطور ان تلك الجماهير إنما صوتت للمالكي للولاية الثالثة ليس اعتباطا,وهي التي خبرت سياسته على امتداد ولايتين متعاقبتين (سلبا وايجابا ), حيث كانت هنالك عدة أسباب وعوامل تقف وراء مثل ذلك الإصرار ,ولعل أهم وابرز تلك العوامل هو تعاظم خطر الإرهاب بعد ان وجد له ملاذات أمنة في مناطق صحراوية شاسعة وبعيدة عن تأثير المركز.
لقد بقي الهاجس الأمني يتصدر سلم أولويات المواطن البسيط ذلك المواطن الذي طبعت سنواته العشر الأواخر بطابع من القتل والدماء والإرهاب ,من هنا كان إصرار الجماهير باتجاه من وجدوا فيه ملاذا اشد تحصينا بالنسبة للآخرين من الساسة والقادة ورؤساء الكتل لا سيما من قيادات وكتل داخل التحالف الشيعي ذاته ( الأحرار والمواطن ) ,أذن نحن هنا أمام جماهير تمتلك وعيا ملحوظا , لا يمكن التغاضي عنه بحال من الأحوال .
كنت وما أزال من معارضي الولاية الثالثة للسيد المالكي وهو ما أشرت إليه في مقالة لي نشرت بعنوان ( رسالة الى السيد نوري المالكي ) بتاريخ 5/8/2013 , إلا إنني أود القول ان اكتساح المالكي لسائر أسماء المرشحين حسب التقارير والأرقام الأولية , يدلل وبما لا يدع مجالا للشك إننا نقف أمام جماهير تعرف حقيقة ما تقدم عليه من عمل وهو أمر يناقض ما يكيله البعض للعراقيين من تهم وشبهات ترميهم بقلة الوعي السياسي بشكل عام والوعي الانتخابي بشكل خاص .
ان تفاقم خطر الإرهاب من جهة وبروز عامل التحدي لدى تلك الجماهير ,والذي كان المالكي الأسرع إلى ركب صهوته من جهة اخرى , إنما رسخ لدى تلك الجموع ان لا غنى لها عن المالكي ذاته , ولو الى حين من الدهر , فلو انك لو تفحصت تلك الشريحة الغير منظمة حزبيا وسياسيا وحتى طائفيا , والتي وقفت من التصويت لصالح قوائم يتزعمها أحفاد لسلالات دينية عراقية مرموقة موقفا مجانبا , لو انك تفحصت تلك الشريحة لوجدتها تمثل في الأعم الأغلب منها أصحاب التوجهات المستقلة ,فضلا عن وجود أعداد غير قليلة من أصحاب التوجهات المدنية والعلمانية.
لربما يقول قائل لماذا التركيز على تلك الشريحة الاجتماعية التي صوتت للمالكي دون غيرها من الشرائح الاجتماعية الاخرى والرد على هكذا سؤال يكون على النحو الأتي ,ان تلك الشريحة تعد الشريحة الأكبر بين شرائح المصوتين أي انها تمثل الأغلبية غير الصامتة ,كذلك فهي الشريحة الأبعد عن الولاءات الحزبية والسياسية والمذهبية , فضلا عن إنها هي التي سوف تكون عماد وقاعدة كل الحكومات التي لا تنتمي للون او مكون أو طائفة, أقصد حكومة الكفاءات والنخب المدنية والمستقلة كما يرى كاتب تلك السطور وهو رأي قابل للخطأ والصواب بكل تأكيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن