الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة الرابعة عشرة

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



مساهمة الحزب الشيوعي في الوزارة
في ظل سياسة التقارب بين الطرفين الشيوعي-البعثي وطرح العديد من المبادرات من أجل التحالف ولكنها كانت تصطدم بالكثير من المعوقات يأتي في مقدمتها التوجس من نية البعث الصادقة ازاء التحالف مع الحزب الشيوعي العراقي فهو في كل حوار سرعان ما يدر ظهره للجانب الأخر الذي يلتمس فيه صعوبة التعامل وهذا بدأ يطفو على السطح بعد توقيع بيان 11 آذار حيث بدأت الخلافات بين الجانبين تبدو شاخصة للعيان.
ومن جانب آخر ان حزب البعث من جانبه طرح ميثاق العمل الوطني في نهاية عام 1971 ولكننا اعترضنا على الكثير من فقرات الميثاق لكونه يؤكد دور حزب البعث في قيادة العراق وبهذا فان مشروع التقارب لم يكن يجدي نفعاً.
فارتأينا أن نراقب عمل البعث وجديته في نهجه فوقع بيان اذار مع القيادة الكردية ووقع ميثاق تعاون من الاتحاد السوفيتي يعد العدة لتأميم النفط العراقي،فحاولوا شاركنا في الوزارة بكل الطرق ورفضنا المبدأ لأن الاشتراك في الوزارة لا يعني لنا شيء بما هو اهم منها وهو التحالف المتساوي الذي يضمن لنا استقلاليتنا السياسية والفكرية،وفي محاولة منهم لذلك تم استيزار عزيز شريف لوزارة العدل وهو ما رفضناه بقة في ظل اعدامات متواصلة ضد خصوم البعث بحجة شبكات التجسس والتي راح ضحيتها العديد من الوطنيين المعروفين بنزاهتهم السياسية والفكرية،وطلبنا من عزيز شريف الرفض ولكنه لم يستمع لنصيحتنا فأصدرنا بيان للنأي بالنفس بأنه لا يمثل الحزب الشيوعي العراقي وانه مستقل بالرغم من ان عزيز شريف عضو في الحزب الشيوعي العراقي.
وفي ضوء التطورات أصبحت خطى التقارب اقرب من خلال تفهم ثقلنا السياسي فطلب منا اختيار شخصين من حزبنا ليكونا ممثلين في الحكومة وهو على ما يبدو انهم استفادوا من التجربة السورية وإشراك الحزب الشيوعي السوري في الوزارة وان يكن احد الوزارة وزير دولة والثاني لوزارة أخرى،فوقع الاختيار في المكتب السياسي واللجنة المركزية على كل من عامر عبدالله ومكرم الطالباني لكونهما شخصيتنا معروفتان من الجميع من البعث بدرجة أساس فهما فاوضا البعث خلال تلك المرحلة فكان مكرم موظف حكومي وعامر عبدالله له من المؤهلات العديدة ليقع عليه الاختيار وتم دون علمهما بذلك فأخبرت كلاهما ان الاختيار وقع عليهم في اجماع قيادة الحزب وتم استيزارهما في نيسان 1972 مكرم لوزارة الري عامر عبدالله وزيراً للدولة.
دور السوفيت في التقارب الشيوعي-البعثي
حاول الكثير ان يبدي موقفه عن تأثير السوفيت واملأهم رغباتهم علينا وهو امر يمكن دحضه في مواقف كثيرة منها ان ايحاءات من السوفيت بضرورة التحالف مع القوى البرجوازية الوطنية والتي تنتهج الاشتراكية نهج لنظامها ومن بين تلك الأنظمة نظام حزب البعث العربي الاشتراكي ومن هو على شاكلته ولكننا بقينا نساير البعث ونراقب سياستهم هل يسيرون في التطور نحو الاشتراكية.
في حقيقة الأمر ان السوفيت عملوا جاهدين في حل الكثير من الملفات العالقة من بينها ملف القضية الكردية حيث كان يغني بريماكوف مبعوث من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي يتابع تطور المفاوضات بين الحكومة والكرد وكان يناقش سير المفاوضات مع مكرم الطالباني وتمكنوا من ايجاد صيغة تحاوريه بين الجانبين.
أضف الى ذلك ان السوفيت عملوا على مؤازرة العراق داخلياً لاسيما اثناء مفاوضات النفط مع الشركات الاحتكارية والتي عملت من جانبها على تقليل اسعار النفط تارة والتهديد تارة اخرى فكان للسوفيت دور مؤازر للعراق اضافة لدفاعهم عن العراق خارجياً.
بالنسبة لدور السوفيت في تقرير سياستنا نحن نقرأ مواقفهم وليس بأيعازاتهم،وأكد القول اننا لم نتأثر بتلك الإيحاءات لكون نحن من يحدد الموقف في ظل الوضع العام الذي يعشه حزبنا لا السوفيت،نعم نسترشد بنظرياتهم وطروحاتهم وفق محددات من بينها هم اصحاب تجربة طويلة،فهم كانوا دوماً يؤكدون على ضرورة التقارب وفق ما نراه نحن يخدم حزبنا ولا انكر دور مصالحهم المتبادلة لها دور في ايجاد تفاهم مع النظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل