الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرياتٌ سياسية (2)

عبدالله خليفة

2014 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


إذا كانت سنواتُ بدايات الستينيات هي صانعة عقدين من التطور السياسي البحريني العربي، فإن مضمون الخلية السياسية أثر على هذين العقدين تأثيراً مهماً. وهو وعي التخطيط التحديثي، وعدم ترك المجرى العفوي للتطور يأخذ الحياة إلى مرئياته التاريخية الماضوية.
لكن بعض المنظمين والسياسيين لا يدع هذا المجرى المنظم يقود، وتسبب عفويتهم الكثير من المشكلات لهم وللتطور السياسي معاً.
أحياءُ القضيبية ورأس الرمان والحورة والمخارقة والحمام هي الأحياء الشعبية التي تنفست واستوعبت الحداثةَ الوطنية في عمقها الشعبي، فهنا الشباب استوعب زخم الحركة الوطنية السابقة من دون أن يعود إلى أشكالها التنظيمية من شكلها عبر حركة الهيئة وهو الشكلُ الفضفاض الجماهيري، ثم جاء الشكل الفضفاض القومي وهو كذلك لم يكن مناسباً، فجاءت (الخلية) السرية الجماهيرية، القليلة الأعضاء، المستوعبة للفكر النظري السياسي العملي.
لكن شباب هذه المنطقة لم يستوعبوا كلية وبدقة المجرى السياسي السابق وظل بعضهم متشبثاً بأشكاله ولم يرتفع للمستوى الفكري المطلوب لذلك، لهذا نشب صراعٌ شخصي وتنظيمي، قومي وشيوعي وبعثي حتى غاص ذلك في التطور الطبيعي للمكان والزمان.
من هنا، وبعد عقدٍ من الزمان قامت هذه المنطقة من شرق المنامة بدور العاصمة السياسية حكومياً، حيث تمركزت فيها المؤسساتُ السياسية السابقة من عهد الاستعمار حتى الاستقلال، لكن لم تكن فيها مؤسسات سياسية شعبية حتى راحت تلك الخلايا السرية، والمجموعات الباحثة في العمل الوطني، تطل بروؤسها وتعبر بالأوراق والرؤى والتجمعات عن نفسها، ولهذا ليس مستغرباً أن تجمع نفس المنطقة بعد عقود الحكومة والبرلمان، البلديات المنتخبة ومشروعات الأحزاب وغيرها.
تجمع الأحياء الشعبية في شرق العاصمة لم يؤدِ بشكل عفوي للوعي المنظم الحديث لولا الأداة العصرية الكثيفة التعبير عن التراكم السياسي التاريخي المنوع.
وقد ضمت عناصر من (القوميات) و(الطوائف) بشكلها الرمزي، فهذه العناصر المختلفة مذهبياً وفكرياً وسياسياً اندمجت في تعبير سياسي نهضوي وطني موحد اجتماعياً فهو بحريني الانتماء، ولكن منقسم اجتماعياً إلى تجار وعمال ومثقفين ذوي آراء تحديثية، يختلفون في متاجرهم ومصانعهم، ولكن يتفقون في الهوى الديمقراطي.
وقد عبرت منطقةُ شرق المنامة عن انقسامها السياسي بين شارع وشارع الحكومة، بين رؤى تتجه الى الاستقلال والنقابات والديمقراطية، ورؤى تتجه الى الاستقلال والتطور المجرد.
وبهذا بدأت البحرين ككل وضعها السياسي الحديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا