الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاقية الجزائر 1975 خيانة وطنية

عدنان فارس

2005 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من مضي ثلاثون عاماً على ابرام ماأُصطلح عليه باتفاقية الجزائر بين (السيد النائب) سابقاً (الرئيس الساقط) حالياً صدام حسين وشاه ايران في العاصمة الجزائرية إلاّ أن ّ أحداً لم يتمكن لحد الآن من الاطلاع على نص هذه الاتفاقية ونصوص البرتوكولات الملحقة بها ممّا يؤكد عدوانية نوايا هذا الاتفاق ومدى الغدر بحقوق العراق وشعبه وبما يخدم مخططات النظامين الشاهنشاهي والبعثي ضد المصالح الحقيقية للشعبين الايراني والعراقي على حدّ سواء. والغريب المريب في الامر أن الذين أسقطوا نظام شاه ايران يراودون الآن الحكومة العراقية المنبثقة على انقاض نظام البعث حليف نظام شاه ايران من اجل التمسك باتفاقية الجزائر وتنفيذ نصوصها أو بالاحرى استكمال تنفيذ هذه النصوص.
الذي أُشيع عن اتفاقية الجزائر، وكما أثبتت المعطيات العملية اللاحقة على توقيع هذه الاتفاقية، أنها نصت على ثلاثة امور اساسية:
أولاّ: تطويق وإنهاء الحركة الكوردية التحررية المسلحة في كوردستان العراق.
ثانياً: قمع وتعطيل الحزبين الشيوعيين في ايران والعراق والتعاون الأمني بين نظامي البلدين ضد الحركة الجماهيرية من أجل الديموقراطية فيهما.
ثالثاً: تنازل نظام البعث في العراق عن أكثر من نصف شط العرب العراقي لصالح نظام شاه ايران خلافاً لما نصت عليه اتفاقية 1937التي عُقدت بين البلدين برعاية منظمة الامم المتحدة.
رابعاً: إطلاق يد نظام شاه ايران في الخليج وعدم التعرّض أو التحريض ضد النوايا الشاهنشاهية في إعلام البعث وأدبياته.
ولم تمضِ ايام على توقيع اتفاقية الجزائر هذه برعاية الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين حتى تمّ تنفيذ بنودها بكل أمانة ودقة وبكل لئم.. لقد عرف الناس واطلعوا على نصوص هذه الاتفاقية ليس من خلال قراءتها وانما من خلال تطبيق مانصّت عليه وتنفيذ ما ورد في بروتوكولاتها الملحقة.
النظام الايراني الاسلامي يقرّ ويعترف بعدوانية النظام الشاهنشاهي وذلك من خلال الثورة عليه وإسقاطه وان اتفاقية الجزائر لم تكن اتفاقية بين ممثلي شعبين وانما بين نظامين عدوانيين وأن هذه الاتفاقية لم تُعقد لتضمن مصالح الشعب الايراني إنما جاءت تلبيةً لأطماع وعنجهية نظام شاه ايران وخدمةً لنظام البعث العراقي في صيانة وترسيخ سلطته القمعية ضد عموم الشعب العراقي وخصوصاً ضد حركة كورد العراق التحررية وبقية فصائل الحركة الديموقراطية في البلدين... فما بال حكّام ايران الجدد يصرّون على التمسك ببنود هذه الاتفاقية التي ظلت سرية منذ ثلاثين سنة ولحد الآن؟... صدام حسين لم يمزّق، كما أُشيع، هذه الاتفاقية إلاّ لأن حليفه في تنفيذها كاملةً قد سقط وعليه فقد شعر بالخطر الذي بات يهدّد نظامه من خلال بوادر وإشارات أطلقها النظام الايراني الجديد بأنه سينتقي مايشاء من هذه الاتفاقية وهنا يكمن السبب الرئيسي الى جانب أسباب اخرى وراء شن صدام حربه العدوانية ضد الشعب الايراني في ايلول 1980... وللأسف فقد تعامل نظام ملالي ايران مع ماسببته هذه الحرب البعثية العدوانية من ويلات ودمار ضد شعبي ايران والعراق تعاملاً يخدم حسم الصراع على السلطة في الجمهورية الايرانية الحديثة لصالح قطب معين من أقطاب الملالي المتسلطين في ايران مابعد الشاه وهنا يكمن السبب الاساسي ويكاد يكون السبب الوحيد وراء إصرار ملالي ايران على مواصلة الحرب رغم اندحار صدام في 1982 ورغم الوساطات الدولية وتبرّع إحدى أو بعض دول المنطقة بالتكفل بدفع تعويضات لايران عن خسائرها ولكن الملالي واصلوا الحرب لغاية العام 1988 حيث تمّ رسو مناقصة الحكم لصالح جناح (رفسنجاني - خامنئي) وعندها جاءت نتيجة أطول وأبشع حرب في التاريخ الحديث بين دولتين لصالح انتصار نظاما الدولتين وانكسار شعبيهما.
على مدى خمسة عشرة سنة 1988 - 2003 لم يسمع أحدْ بأن الملالي الظافرين بالسلطة في ايران قد طالبوا صدام حسين بتعويضات أو بتنفيذ اتفاقية الجزائر وانما الذي عرفناه ولمسناه أن النظام الايراني قد ساعد صدام حسين في تحويل قرار الحصار ضد دولة ونظام صدام جرّاء غزوه دولة الكويت الى عقوبة ضد الشعب العراقي وأن النظام الايراني قد حاول إنقاذ رأس صدام وبعثه من السقوط وأن نظام ملالي ايران وبالتحالف مع نظام البعث السوري من خلال احتضان وتغذية تنظيمات الارهاب باسم العروبة والاسلام ودعم عصابات فلول البعث وجرائمها ضد الشعب العراقي انتقاماً لسقوط حليفهم، غير المُعلن، وخوفاً على نظامهم من السقوط.
نطالب الحكومة العراقية برئاسة السيد ابراهيم الجعفري بنشر نص اتفاقية الجزائر والكشف عن مضامين برتوكولاتها الملحقة ونطالب الشاهد الوحيد، دولة الجزائر، بالتصديق على نشر بنود هذه الاتفاقية كما شهِدت على توقيعها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى