الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا سينال السيد المالكي الولاية الثالثة ؟

أياد السماوي

2014 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا سينال السيد المالكي الولاية الثالثة ؟
قد يبدو من خلال عنوان المقال أنّه ردّ مباشر على مقال الكاتبة هايدة العامري المنشور هذا اليوم الأحد 11/5/2014 في موقع كتابات تحت عنوان ( لماذا لن ينال السيد المالكي الولاية الثالثة ) , والحقيقة هو ليس ردا مباشرا على مقال صديقتي العزيزة الكاتبة هايدة العامري التي أكنّ لها كل الاحترام والتقدير , بل هو ردّ عام على منطق (( لن ينال المالكي الولاية الثالثة حتى وإن حقق فوزا كاسحا )) , وقبل ذلك لا بدّ من معرفة الجهات التي تسوّق لهذا المنطق وتحشدّ له هذا التحشيد الإعلامي الهائل , وبعدها نقف على دستورية وواقعية هذا المنطق .
فخصوم السيد المالكي لم يتركوا وسيلة أخلاقية أو لا أخلاقية لم يجندّوها لهدفهم المتمّثل في إبعاد نوري المالكي وقطع الطريق عليه ومنعه من تشكيل حكومته الثالثة , حتى وصل الأمر بهم لاستخدام سلاح الفتوى في منع الناس من انتخاب نوري المالكي , في سابقة خطيرة ستترك آثارها المستقبلية على مكانة ومنزلة المرجعية الدينية العليا , ومنطق (( لن ينال المالكي الولاية الثالثة )) تقف ورائه جهات وأجندات سياسية وإعلامية داخلية وخارجية , وهذه الجهات تعمل على ترويج فكرة مفادها , إنّ إعادة نوري المالكي للحكومة مجددا سيكون سببا مباشرا لتمزيق الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي , وإنّ نوري المالكي قد فشل في تحقيق الأمن والخدمات للناس , وإنّ إعادته للحكومة تعني إعادة الفشل مرة أخرى , هذا هو جوهر خطاب ومنطق خصوم المالكي الذين يرّوجون لفكرة عدم إعادة نوري المالكي لتشكيل الحكومة القادمة , ومن أجل تعرية زيف هذا الخطاب وتبيان الحقيقة للناس جميعا , اسجل هذا الموقف للتاريخ :
أولا : أنّ نوري المالكي هو من أكثر القادة السياسيين الذين جاؤوا بعد سقوط النظام الديكتاتوري , حرصا على الوحدة الوطنية , وأكثرهم تصدّيا للمشاريع التي تهدف إلى تقويض هذه الوحدة وتقسيم الوطن العراقي .
ثانيا : إنّ نوري المالكي هو القائد السياسي الوحيد من بين كل القادة السياسيين , الذي وقف وتصدّى للطموحات اللامشروعة للقيادات الكردية الانفصالية التي جعلت من إقليم كردستان دولة داخل الدولة العراقية .
ثالثا : إنّ نوري المالكي لم يدّخر جهدا في محاربة الإرهاب الأسود المتمّثل بالقاعدة وداعش والذي يفتك بأرواح الناس ويدّمر ممتلكاتهم , ولم يدّخر جهدا في محاربة التطرف الديني والمذهبي عند جميع الأطراف .
رابعا : إن نوري المالكي هو القائد السياسي الوحيد الذي رفع شعار حكومة الأغلبية السياسية , وطالب بإنهاء حكومات التوافق والمحاصصات الطائفية والقومية .
خامسا : أنّ نوري المالكي هو الوحيد من بين كل رؤساء الكتل السياسية , الذي وقف بقوة وحزم أمام جريمة مسعود البارزاني في توقيع عقود نفط إقليم كردستان مع شركات النفط العالمية من دون علم وموافقة وزارة النفط الاتحادية , وتصديه الحازم لجريمة سرقة نفط العراقيين وبيعه في الاسواق العالمية بأبخس الأسعار ودون علم وموافقة وزارة النفط الاتحادية أيضا .
فإذا كانت حكومات التوافق والمحاصصات الطائفية والقومية قد فشلت في تقديم الأمثل للناس , فهذا يرجع إلى طبيعة العملية السياسية القائمة على أساس المحاصصات , والتي جائت بهؤلاء الوزراء الفاشلون والفاسدون للحكومة , وليس إدارة نوري المالكي كما يحاول البعض من إيهام الناس والرأي العام , وأمّا فيما يتعلق بالتدّهور الأمني وانخراط أعدادا هائلة من أبناء سنّة العراق في تنظيمات القاعدة وداعش , فهذا يرجع بشكل مباشر إلى الوضع السياسي والأمني الذي تمر به المنطقة بشكل عام والوضع في سوريا بشكل خاص , وإلى الدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه بعض دول المنطقة للمنظمات الإرهابية , وكذلك الدور اللاوطني و اللاشريف الذي قامت به بعض القيادات السياسية والدينية والعشائرية السنية التي جندّت نفسها لأجندات مملكة الشر العربية السعودية في إسقاط النظام السياسي في العراق , وليس كما يدّعي البعض زورا وبهتانا في أنّ انخراط هذه الأعداد الهائلة من أبناء سنة العراق في التنظيمات الإرهابية سببه تهميش نوري المالكي لأبناء المكوّن السني , وعدم مساواتهم بباقي مكوّنا الشعب العراقي , فهذه كذبة أتفه من التافهة , ولا يصدّق بها إلا من لا عقل له .
إن الشعب العراقي قد لبّى نداء المرجعية الدينية العليا في المشاركة في الانتخابات النيابية والتصويت للأفضل والأكفأ , فليس من المنطقي ولا من المعقول أن تقف المرجعية الدينية العليا بالضد من خيار الشعب , فليس هنالك من مسوّغ شرعي أو قانوني بالوقوف بالضد من رغبة الشعب وخياره , أوليس الشعب هو مصدر السلطات كما نصّ بذلك الدستور العراقي ؟ , فالذين يرّوجون للإشاعات الكاذبة التي تدّعي أن المرجعية الدينية العليا قد حزمت أمرها بالاتفاق مع بعض الكتل السياسية في عدم تمكين المالكي من تشكيل حكومته الثالثة , إنّما هم يرّوجون لمشروع إقليمي تقوده مملكة الشر العربية السعودية لمنع المالكي من الاستمرار بالسلطة .
وإذا ما حقق تحالف رئيس الوزراء نوري المالكي الأغلبية المطلقة في مجلس النوّاب القادم والبالغة 165 مقعدا , فحينها لن يكون باستطاعة أحد أن يمنعه من تشكيل حكومته الثالثة , فالأغلبية المطلقة هي خيار الشعب , سواء حققها نوري المالكي أو خصومه , ولا بدّ للجميع من احترام خيار الشعب , فلا خيار يعلو على خيار الشعب ولا مرجعية أعلى من مرجعية حكم الشعب لنفسه , ولهذه الاسباب أقول لمن روّج لفكرة أنّ المالكي لن ينال الولاية الثالثة , إنّ ما ترّوجون له بعيدا عن المنطق , وعليكم بمراجعة حساباتكم , فالمالكي عائد بقوة لحكومته الثالثة , وعلى مقولة ياسر عرفات الشهيرة شاء من شاء وأبى من أبى .
أياد السماوي / الدنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا