الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية - التذاكي والتغابي - بين المرشح والناخب

جاسم محمد كاظم

2014 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية " التذاكي والتغابي " بين المرشح والناخب .
ضحكت كثيرا على بعض السطور و التعليقات المهزومة على شبكة الانترنت وهي ترشق كلمات التذمر مثل صليات رشاش الكلاشنكوف من أولئك الذين لم يسعفهم الحظ بالوصول إلى عتبات مجلس الحل والربط أو محل الكلام كما يسميه الرومان ليصبحوا من الأثرياء بين يوم وليلة .

وتبتدئ سطور الحكاية بقصة مسيرة الشهر الانتخابي بأيامه ولياليه بحملات دعائية وعناء رحلات مثيرة تناثرت فيها العملة يمينا وشمالا حازت معها العشائر القابعة في حضيض التاريخ الاجتماعي حصة الأسد من نقد معظم المرشحين .
عرفت العشائر الكبيرة من سير التاريخ مداخل أولية للضحك على غباء المرشحين واكسبها الزمن ذكائنا بارعا للتعامل مع حدس اللحظة وكيف تؤكل كل الأكتاف بلا استثناء لؤلئك العارضين مهاراتهم السياسية في غير مواضعها .
ويكون المشهد الأول في سيناريو الفصل الدرامي المضحك جملة استهلالية تباع المجان " حياكم الله " مثل اللازمة الغنائية المكررة في الأغنية تقال للكل من مختلف الطوائف والملل ليحل المشهد الثاني بأصوات مضخمة لكل الجوقة "" يابة والله العظيم نحن معكم "" وينتشر النقد مثل نقطة الحبر الأزرق في كاس ماء "R.O" ويضع بعد ذلك كبار المدعوين وصغار العظامة أيديهم في كتل اللحم التي تتحمل أعبائها الخراف المسكينة لتكون شاهدا على الملح والزاد وختام الحلقة الأولى .
ليخرج المرشحين وقد ضمنوا بابتسامات الخبث بمبالغ زهيدة جدا أصوات هؤلاء المغفلين بعمليات الحساب والمراجعة .
ووصل التذاكي عند بعض أهل القرى إلى وضع شروط على المرشح المتلهف لصعود سلم المجد تتمثل بتبليط طرق التراب بحصو السبيس وتشييد جسور كونكريتية عل بعض الأنهر المنسية من الخارطة ونصب محولات كهربائية يحلم برؤيتها البعض ماداموا عل قيد الحياة .
ومن هذه الثنائية استخدم الكل ما لدية من قدرات الإقناع والخداع والامتثال ونظر الكل إلى الآخر بأنة الغبي لان الطرف الأول عرف بأنة ضمن صعوده بملاليم قليلة كما يقول المصريين لا يدركها غباء الطرف الثاني .
بينما ينظر الآخر بأنة ضحك على غباء هذا الأول واستنفذ جيوبه الدسمة مقابل كلمة شرف غير مكفولة قالها للكل وان مد اليد بالقسم المقدس لان هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ لا تتكرر إلا بعد أربع دورات عجاف للأرض حول الشمس في هذه الدولة هنا تختلف عن باقي الدول فهي ليست كما قرئنا في كتب السياسة .. الأرض .الشعب .. الموارد ثم يأتي بعد ذلك العمل والإنتاج والمواطنة والسلطة التي تدير الكل .
الدولة هنا = سلطة + النفط . ولا أكثر من ذلك لتتقوى بعد ذلك بكل وسائل الإكراه والقسر ديمقراطية كانت أم دكتاتورية وهي تعرف نفسها أكثر من غيرها بأنها بنية زائدة استئصالها لا يضر وبقائها لا ينفع تتربع فوق الكل لا يساهم فيها تلك الكلمة الاعتباطية المساه بالشعب أو الإنتاج قدر امتلاكها لريع النفط السحري المتحول لكل الأشكال .

قرأ ساسة البيت الأبيض كل المشهد واستفادوا من كل الدراسات ماركسية كانت أم بنيوية للعقل الأبوي لهذا البلد فقام أذكياء العم سام بتغيير الواجهة هذه المرة وعكس أقطاب السلطة لكي تحضي بالاحترام والشرعية ووضعوا الشيوخ وراء الكواليس على عكس فعل دولة صاحبة الجلالة المتمثلة بالسر " برسي كوكس " .

عرفت أميركا سر التركيبة وان السيطرة عل نفوذ الشيوخ المؤثرين يضمن لها بالتالي السيطرة على السلطة وضمان حلفائها دائما في الواجهة فأدخلتهم في البداية دورات التأهيل لكيفية التعامل مع هذا المكون الاجتماعي الذي يكون عموده الفقري هؤلاء الشيوخ بإعطائهم درجات الامتياز الخاصة بالسفر والمتعة وقضاء الليالي المرحة بفنادق الست نجوم وسط الشقراوات ممن لا عين رأت ولا أذن سمعت بجمالهن الأخاذ من هؤلاء الذين يشاركهم القمل شعر جلودهم وتسكن البراغيث في ثنايا أجسادهم .

وتوزع بعد ذلك الهدايا القيمة التي يكون السلاح البراق قاسمها الأول بسبب بعد الصدى الذي يحدثه هذا المنتج في ثنايا العقل البدائي حين بتمنطق في الحزام لهذه الشخصيات التي ليس في الحياة من شغل سوى التباهي بالسلاح وأنواع الطعام الدسم وعدد الزوجات وكثرة عدد الممارسات الجنسية في الليلة الواحدة .
ومن ثم إنشاء مؤسسات ووحدات خاصة تستطيع احتواء أبناء هذا المكون الاجتماعي الهائل وضمان كسب الأصوات التي تعطي السلطة الشرعية التامة .

ختام المشهد الدرامي اثبت بأنة لا يمكن لصغار المرشحين اللعب مع الكبار أبدا لجهلهم الفاضح بالتركيبة البدائية لهذا العقل الأبوي العشائري الذي لم يدخل بعد في أسوار الحضارة ويشارك البشرية أعراسها المجيدة ويتناقض عقلة البسيط لينتج وعيا طبقيا اجتماعيا يحدد بة وجودة الاجتماعي لينتهي بة المطاف بادراك أن وجودة الاجتماعي هو وجودة السياسي بالضرورة .

ختام المشهد اثبت أن الطرف الأول والثاني كانوا بنفس درجة التفكير يمتهنون الخداع فلا الطرف الأول يعرف سر تركيبة الدولة ومكوناتها وكيف يمكن بنائها من الأساس .
بينما لف الضياع الطرف الثاني ومنعه من معرفة وجودة وذاته الحقيقية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز جاسم الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 5 / 12 - 06:43 )
تحية و سلام و محبة و احترام
كم اتمنى ان يكون هناك نص في دساتير الدول تقول
ان وعود المرشحين للرئاسة او البرلمان واجبة التنفيذ و بخلافة فأن حملته الانتخابية و ما طرح فيها من وعود ستُقدم للمحاكم تحت بند نكث الوعود و الخيانة الكبرى
ستجد ان من يريد الترشح يفكر مليار مرة قبل ان ينطق بكلمة او وعد
الامريكان تعلموا من قول لأحدنا منذ عام 1965 حيث طرح في كتابة المهم عن الشخصية العراقية التالي
ص415
- ان الشعب العراقي منشق على نفسه و فيه من الصراع القبلي و الطائفي و القومي اكثر مما في اي شعب عربي اخر باستثناء لبنان و ليس هناك من طريقة لعلاج هذا الانشقاق اجدى من تطبيق النظام الديمقراطي فيه حيث تتاح لكل فئة منه ان تشارك حسب نسبتها العددية-انتهى
انتبة لطفا لعبارة (حسب نسبتها العددية و فسرها بما يحصل اليوم)ستجد انها الطائفية التي تحكم اليوم
هذه الطائفية منذ تلك الايام و اليوم طبقها الامريكان و ستستمر
سنشير الى ذلك في سلسلة قادمة عن هذا الكتاب و ذلك الكاتب
اكرر التحية


2 - الف تحية للاخ عبد الرضا
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 5 / 12 - 16:20 )
لقد اكملت لنا مانسيناة الف تحية واسمى اعتبار

اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته