الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقوبة الموت كإحراج فلسفي وديني:

مراد الخشناوي

2014 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عقوبة الموت كإحراج فلسفي وديني:
إن الإشكال الذي يطرح في قضية العدل باعتباره موازنة بين الذنب والعقوبة بطريقة صارمة ودون أي اعتبارات أخرى يجعلنا نفكر مليا في عقوبة الموت باعتبارها فعلا موازيا وموازنا لعقوبة القتل وقد كان هذا المعنى موجودا في الشرائع القديمة مثل شريعة حمورابي والتي تواصلت حتى مع التصور الكانطي الذي يقول أن من قتل يجب أن يُقتل مهما كانت الأحوال احتراما للقانون.
وقد دافع كانط على عقوبة الإعدام باعتبارها تضاهي جريمة القتل رغم تعارضها مع مبدأ احترام الإنسانية الوارد في الفلسفة الأخلاقية، وقد ورد التأكيد على عقوبة الإعدام في الفصل الأول من كتاب ميتافيزيقا الأخلاق المتعلّق بمذهب فلسفة الحق وقد رأى كانط أن عقوبة الإعدام يجب أن تنفّذ في حق القاتل حتى لو بقى لوحده على قيد الحياة في جزيرة قد تناثر أهلها بسبب غرقها أو تعرّضها لأي كارثة أخرى.
بالرجوع إلى موقف الأديان من عقوبة الموت بأن الأمر يكاد يكون مختلف من ديانة إلى أخرى ففي المسيحية هناك إحالة إلى معنى الإعدام لكن في الحالات القصوى رغم أن الإنجيل لا يدعو إلى القتل مهما كانت الظروف. أما في التوراة فإنها تؤكد على قتل القاتل والوثني والفاجر والمتمرد وهو نفس المبدأ الذي يتبنّاه الإسلام. لكن البوذية تتعارض تماما مع عقوبة الموت إذ تعتبر أن الله المانح للحياة هو الوحيد الذي يمكن أن يأخذها، أما في عصورنا الراهنة فقد صادقت معظم الدول على إلغاء عقوبة الإعدام. أما في الفلسفة فقد انتقد جاك داريدا بشدة الفلسفة الكانطية التي تدعو إلى عقوبة الإعدام معتبرا أن القانون الجزائي Loi pénale الكانطي مجرد تعبير عن مفهوم التضحية المسيحية وتقبّل الموت من أجل التضحية والتطهير إلى جانب أنه أعاد تفعيل الأعراف التوراتية والرومانية.
يؤكد داريدا أن ما يقره كانط عن ضرورة احترام الجاني عند إعدامه مجرد مغالطة ويؤكد أننا لا نستطيع أن نضمن حسن المعاملة عند الإعدام كما لا يمكن أن نثبت أن من قام بالجريمة ارتكبها بصورة حرة ومسؤولة وغير مَرَضية.
لا يمكن بالنسبة لداريدا الغاء عقوبة الإعدام إلا في إطار الدولة الملحدة المتحررة من سلطان الدين وقد قسم داريدا عمل من تناولوا موضوع عقوبة الإعدام في مرحلة ما بعد هيغل حسب موقف السكوت والكلام فالذين تكلموا صراحة على ضرورة الغاء حكم الإعدام كحالة ماركس وهيغو وبدلير أما الصامتون بشكل مقلق هم هيدقر وسارتر وفوكو وقد احترم داريدا موقف ليفيناس وباكاريا الذين ألغيا عقوبة الإعدام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا