الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تصفوا هذا الشعب بالخراف .. قليلا من الحشمة والعفاف

محمد علي مزهر شعبان

2014 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية




بدأ المشهد بالتهاليل والصناديق لم تقفل بعد ، وزفت التبريكات للكتل التي سحقت الاخرى ولا زال الناس يغمسوا السبابات في الاحبار ، وحسبوها وخيوط الشمس بعد لم تغيب . ركبت موجة المقدمات وما صاحبها من حماس على نغمة ادعاء ، وتوثب حماسي بأن الانتصار تحقق لهذه الجهة دون الاخرى . وكانت اعلانات النصر في واد ، والمضمخه اصابعهم في اخر ، والرهان هو حسبة الميول والاختيار وقد قرأت في حديث الناس . اولئك اللذين ادلوا حيث اوجب الثبات على الاختيار وكأنها بيعة لرجل بعينه دون سواه ، بحوافز اشد وأقوى مما سبق . وكأن المرحلة اوجبت فرس الرهان وهو حصيلة العقل الجمعي في وطن اختار . هكذا جرت الامور في شارع الشعب ، فهم اختطوا لحياتهم هذا الخيار وتمسكوا به واعلان الانتصار لمن ادعى في مساء ذلك اليوم لم يحبطهم ، فانهم ادركوا حصيلة كل كيان وحجمه ، وما هكذا تهاليل الا لعبة ، هي من مقدمات المبررات التي ستلي فيما بعد . ا
نكشفت خيوط الحقيقة بعد ليلة وضحاها ، واتضح ان الامر ليس كما بث من تباشير في تلك الليلة . الانباء تعلن ان هناك اعصار لف الادعاء والرجاء ، فاحدث الاحباط وانذر ان غيمة في الافق تحجب ضياء الاماني وما رهن وتعلق في الاذهان ، بأن النتائج سارت عكس ما اسس من تهريج وبث خصومة وادعاءات ، وإعلام سخرت كل نواطقها ، ومنابر اقاموا الدنيا خطباؤها ، وكأن الغصة على شعب ظلم في عهدة المومى اليه جففت الافواه ، وارجفت القلوب مشفقة على مصير امه التي نكبت وتدهورت في زمنه . ارادة شعب ، وصفه البعض بالخرفان وانه يتبع ما يريد السلطان ، وليس له عهدة وامان ، شعب رعيان ، يتبع اهواء من مسك الصولجان . والسؤال للسادة أليس قبل مجيء الطوفان ، قد كان على هذا الشعب الرهان ؟ لا ضير ان من جعل لكم حصة في الامر هي هذه الخراف كما تدعون ، وان غلف نكوصكم بعدة اتجاهات ، من اعلان الفوز المزعوم ،الى الاصوات اللاغطة والانتقال الى حالة التشنج لتسري موجة الصراخ بان الانتخابات قد امتدت لها يد التزوير ، وتلتها شكاوي لم تقترب اين منها ، الى الاكتراث ، لدعوة غير مسنده ، او لاشكالية محطة انتخاب اساسا غير موجودة . مالكم ايها السادة ، لقد اخزى هذا التسابق الراكضين في مضماره ،حين رفع من عقولهم وقار الصبر والروية ، وكأن الوصول الى السلطة بفورة الغضب ، وخلط الاوراق أكول يانعه، ليأخذ كل نصيبه ، وما حصد من غلة . فكل واحد فيكم مسؤليته عظمى امام ناخب واحد ، فأن استطعتم مؤتلفين مهما اختلفت فيكم الاجندات والمسارب والغايات ، فهاتوا بخير منه على مستوى الرضى عند الشعب ولو على خلاف خياره ومعياره . اما الرجل يريدها أغلبية سياسية وهي الفكرة التي اسست للشعب هذا الزحف ، لعل تكوينتها منكم وفيكم من انقياء الضمير ، اللذين يتركون الكتلة خلف ظهورهم حيث تحتجز الحرية والارادة ، ويحجوا الى كعبة وطن ، مشمرين لبناء عراق الحرية والعدل والقانون . اغلبية لا تروج الى حجز طائفة لاخرى ولا قومية في تهميش غيرها . ان هذا الضجيج غير المبرر يسقطكم كقادة لبلد ، وانها لظاهرة فريدة في العالم ، ظاهرها غير مشرعن وباطنها هدم وتفرعن . انها هدم لجمع شمل كل الطاقات ، وما مفاد ما تدعون الا خلق اجواء عاصفة لكل أمل يؤدي بسفينة الاصلاح .
كل شيء وارد وهو في حدود وطن ، سواء ارجع التحالف الوطني ، بحلة ترتقي الى الضوابط التي ترتقي به الى التمدن والارتقاء والخروج من جلباب الطائفية ، ككتلة مكون ديمغرافي يشكل الاغلبية ولكن ممثلا لوطن بكل فيسفساءه وكوادره من الاخوة الاكراد ولا اصنف سني وشيعي انهم انفس على قبلة واحده ، ولا نستغني عن كل من هب ودب على اديم هذا البلد مهما تلون بمذهب وانتماء ، وسيكون مع الصدارة التيار المدني وما حمل من سجل نضال ، وعنوان بارز في التضحية . اما دعوتكم التشارك وليس المشاركة ، فان اول من يسحقها الشعب . دعكم من الباس الجلاليب والاستحقاقات وتوزيع المناصب والعطاءات . الاكفأ والاقدر والانظف ضميرا ومن اشع ضميره بنقطة الحياء ، في ان تبقى ناموس عمله ، وبوصلة ديدنه .
ايها السادة .. كلكم شبعتم مالا حد التخمة ومناصب حتى انتفخت الدوائر في محاصصة وبيروقراطية على مستوى عامل خدمة ، وقصور اطلت على الشوطيء تعددت وعانقت صرة السماء . فأي مزيد تطلبون الا ما افصحت عنه صناديق الاقتراع ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإعلام الإسرائيلي يتناول انتقال الجيش للمرحلة الثالثة دون ت


.. مدرب المنتخب التركي يشيد بجماهير بلاده في ألمانيا




.. شاهد | اللحظات الأولى لتنفيذ عملية الطعن في كرمئيل


.. ويمبلدون 2024: أنس جابر تختار الكسكسي والهريسة التونسية في م




.. صدام كبير أحرج الرئيس الفرنسي والسلطات في باريس