الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتهازيون والحقيقة

عبدالله خليفة

2014 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نظراً إلى أن الدول بلا ثقافة وبلا علوم فهي تعتمد على الآلة البيروقراطية ولا توجد قوى بحث ومؤسسات تكشف عن الأوضاع وتناقضاتها والتطور واحتمالاته فتعتمد على قوى بيروقراطية وانتهازية لا تقدم لها العلوم الصحيحة فتغيب القرارات الموضوعية والإصلاحية.
إن المستشارين والتقنيين والمثقفين المرتبطين بالأجهزة الشمولية هذه لا يعملون فقط من أجل مصالح المتنفذين بلا أي أفق فكري وقراءة عميقة، لهذا تصاب الدول في شيخوختها بتفكك الأجهزة والقوى والتحلل.
لا تعتمد الدول في تحللها على صراع التيارات السياسية المستقلة، التي لن توجد بسبب منع الفكر الحر، وبالتالي لا تظهر تيارات ذات رؤى في الواقع تبحث عن الحقيقة، وينتشر الانتهازيون وقصار النظر الذين يسلمون البلدان إلى الفوضى وينشرون الجهل.
تسيطر القوى غير المنتجة، فلا أصحاب المصانع والتجارة والمال، بل الموظفون من يتحكمون في تضييع المال العام وتوجيهه نحو مصالحهم الشخصية والبذخ، وليس عودته إلى الإنتاج، ولهذا تكثر المؤتمرات الدعائية التي تصرفُ الملايين في حين أن المصانع والعمال والمنتجين في الحياة يحتاجون إلى كل قطعة نقد.
إن قطع النقد تتبخر على المهرجانات والاستعراضات السياسية وتـُصرف على مثل هذه المظاهر الخلابة الدعائية أموال وزارات كاملة تضيع بعيدا عن التنمية الحقيقية والعلوم.
وفي هذه الأجواء وعدم تحويل الديمقراطية إلى قراءة أوضاع المال العام يظهر المتسلقون ناشرو الأكاذيب الذين يجمعون الأموال ولا يكتفون بأجورهم التي أعطاها لهم عملهم الوظيفي الدعائي، بل يندفعون إلى كل وسيلة تقفز بهم إلى مكانة أصحاب الملايين مضللين الحكام والناس عن سبل الإصلاح!
وهناك طرق صارت مكشوفة في عمليات التحايل هذه، بحيث إن طلبة المدارس صاروا يعرفون هؤلاء، وهو أمر يحطم الأجيال الغضة، ويدفعها إلى سبل الغواية والضلال والفساد في كل مجرى.
مثقفون صغار ابتسمت لهم دنيا الفساد وحصلوا على رواتب عالية ليست في مستوى عملهم المحدود القيمة، فيتصورون أنفسهم فلتات تاريخية، لأن الأموال الحرام ملأت أفواههم وسدت عقولهم!
تبخرت قدراتهم الفكرية العلمية والأدبية بدلاً من أن تزدهر في تحليل ونقد الأوضاع العامة واكتشاف سبل زيادة الرأسمال الوطني.
إن المشكلة هنا ليست فقط في الأموال لكن هذه التخمة جعلتهم يتكاسلون ويكونون حصالات تدفعهم إلى الكسل في عملهم الرسمي والثقافي ويحاربون المنتجين والمبدعين مما يصحر البيئة الفكرية العامة.
مثل هذه الطاقات الأصفار تعجز عن تطوير الوزارة والمصنع والصحيفة والمدرسة والبرلمان ولا تجد أجهزة سياسية وثقافية تعريها وتمنع تخريبها للمجتمع.
وهكذا فإن المؤسسات المدعوة من شركة وصحيفة ووزارة تجد مصادر المال التي تضيعها فلا تنتج شيئاً.
الشيخوخة السياسية هي عجز الدول عن الإصلاح وصعود الانتهازيين وغياب القرار المركزي المنتج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا