الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.زنجية

فليحة حسن

2014 / 5 / 12
الادب والفن


توطئة : قبل أن تشير أصابع المنون صوب أبي، جاء إليَّ ذات حنين ليهمس لي :

« أي بنيتي احتفظي بهذا ، فهو العلامة على أصلك ، ودونه ستبقين مقيمة مع غير بني جلدك !»

وأخذته لأرى حجراً ما هو بحجر وإشارات لم افهم كنهها وخطوطا دقيقة لا ادري الى أين تصل أو توصلني ،

قال : «هو من جد جدي توارثه ويعود الى ملك الحبشة الذي ابنه بلال –وأكد الحبشي مؤذن الرسول – «أخذته ، وبحقيبتي صرتُ احمله وكان صغيراً ، غير إن مَنْ كان يقاسمني حياتي تحت مسمى زوج ، رماه –كما اخبرني – في بالوعة البيت ظناً منه انه مضروب عليه سحر!

ومن ذاك اليوم وأنا أعيش غربات متراكمة

فكتبت هذه القصيدة كشفاً لسر لوني أنا المولودة في (بانيقيا) روحاً وحزناً وشعراً !)

-1-

هكذا على غير توقع –يقول أبي – ولدتِ أنتِ

في منأى عن (أكسوم )- خالاً على (خد العذراء )-

أما إذا لم تشائين إلا الكتابة

يجفُّ البحر ولن تصلي لمعنى المعنى !

ويؤكد : في زمن مسغبة لازمنا

ألزمتُ نفسي حراسة أنفاسكِ

أمدُّ عبر غشاء الأمل يدي

اربتُ بالخبز على روحك تتجشئين

افرح بجوعي وأنام ،

لم اقوَ على الكذب إلا أمام عينيكِ .........وأقول سعيد !

أتجوف حين تململكِ

إذ لا اتجاه لكِ غيري

وجهاتي حيرة !

- أكسوم ....! يقولون بعيدة !

- بل اقرب من غربتك إليكِ

-وماذا الآن؟

- لا تنطقي باسم الآن ها نحن نعيشه

الآتي يثقلني .....كيف أسير؟!

وكيف أصم الأذن عن نوح الطرقات ؟

أكسوم جلدي أنت وروحي بيضاء والنجف تعرف و(تخلّف)

تعرف إني ملحدة إلا بتراب علي

وكافرة إلا في تاريخ تهجي الأسماء

ألف

أمي راحت تتمشى في درب «الصد ما رد»

وأبي صار يتابعها هرولة

وأخ لا افهم للآن لماذا سموه كذلك !

وأخت «زررتْ» الصدر عن دمعة شوق لو كاذبة

...................... ولا احد اعنيه !

إذ ترتجف الأشجار ولا نسال أحياناً لم يحدث هذا ؟!

أحاط كجدران السجن بمشبوهي عمر

وأكون ضحية بنيان شيده خائف

يخط ُّعليَّ بأظافره الزمن أحاديث

أحولها أغنية صامتة

وأحياناً أخرى ترتيل دموع

ابتي أتصدقُ ذلك ، انقطع الجذر من الجذر؟!

وصارتْ تحملني الأوهام من بانيقيا- إلى أفيون- ومن أفيون الى اللاشيء

صفراء أسنان المد

والتاريخ لم تصنعه أنت يقول الأمريكي لجاري الآخر

ويندهش لمرآي من أنت يسأل حين يحيّره رسم العين؟!

هل يفقه حقيقة اصلي حين أقول في كوفان- ولدتُ أم انك أكسوم تغطين الباقي من وجهي كخمار رباني

مشيتُ.... مشيتُ ......مشيتُ

تعبت أبي

ابنك مني؟!

اجهر بوجودكَ مرئياً واعدني لطهارة صلبكَ!

دعني احتل السابع من فقرا ت الوهم ، لا تطلقني في زمن لستُ على شاكلته

احتاج إليكَ

أسالكَ

ممنوع أن يكتبني الربُ سعيدة ؟

ممنوع أن احتفظ

بالباقي مني

واجلس في ليلة دفء

أشيحُ الأذن عن صوت لا يعنيني ؟

(جاوبني ) أبي؟!

أو غير وجه حديقتنا

كي يتغير .......ما يعتقدون !



هامش:

(بانيقيا ، خد العذراء ، كوفان ) من أسماء النجف القديمة / المدينة التي ولدت فيها.

(أكسوم) مملكة أكسوم في أثيوبيا وقد تأسست عام 325 ق م بقيادة السلالة السليمانية التي ترجع حسب بعض الأساطير إلى الملك سليمان والملكة سبأ.

(أفيون) أحد مدن تركيا الجبلية.

(تخلّف) كلمة في اللهجة العامية العراقية تعني «تفعل الضد».

(الصد مارد) تركيب في اللهجة العامية العراقية معناه «الذي ذهب ولن يعود».

(جاوبني) كلمة في اللهجة العامية العراقية تعني «ردَّ عليَّ».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??