الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عند الامتحان يكرم الوطن او يهان

طه رشيد

2014 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


امتحانات البكالوريا شكلت عقدة لأجيال متتالية من الشباب، ليس على نطاق العراق فحسب، بل بمختلف انحاء العالم بما فيه العالم المتطور ، ذلك العالم ، الذي يولي للتعليم اهمية كبيرة ،وترصد له ميزانيات ضخمة كافية من اجل تطويره وتهيئة كل اللوازم التقنية واللوجستية من اجل ان يستطيع الطالب استيعاب المتغيرات والدرس على حد سواء .وليس اعتباطا ان تقوم تلك الدول بتأسيس هيئات دولية من اجل تطوير التربية والتعليم في ارجاء المعمورة.
والفارق الاساس في طرق التعليم بيننا وبين الدول المتقدمة هو ان يقوم الطالب هناك بتحضير واجباته اليومية ساعة بساعة، واستيعابه الكامل للدرس وعدم تأجيله لليوم التالي. وفي حالة عدم مقدرته على فهم الدرس فان هناك حصص اضافية تخصص بعد انتهاء الدوام الرسمي لإكمال الدروس وهذا ينطبق على مختلف المراحل وبالأخص في سنوات البكالوريا . اما نحن فان طلبتنا يبذلون المستحيل في الاسابيع الاخيرة التي تسبق الامتحان لحفظ وفهم منهج مضت عليه سنة دراسية. فترى الطالب وقد اطلق لحيته والطالبة تترك حاجبيها دون تعديلهما وشعرها لا يعرف " الشسوار" حتى تنتهي المعضلة ـ الامتحان .
الطالب في اوروبا يذهب الى السينما او المسرح او يقضي السهرة مع اصدقائه خلال عطلة نهاية الاسبوع حتى خلال ايام الامتحانات بينما " طالبنا" يقتصد بوقته حتى في وجبات الاكل. والنتيجة باهرة للأول ومتواضعة للثاني .
في نهاية الستينيات من القرن الماضي وبينما كنا نهيء انفسنا للامتحان الدولي فاجئنا استاذ مادة علم الاجتماع بحكمه القاطع : لا اتلحون راح تتخرجون عربنجية ..وحين اعترضنا عليه قال بان السبب " لا يكمن بشخصكم بل بالظروف الموضوعية التي تحيط بكم، طالبوا بتحسين ظروفكم الاقتصادية والاجتماعية، تظاهروا ضد الحكومة وطالبوا ان تكون تخصيصات وزارة التربية مثل الدفاع ..! حينها ستبدعون وتتفوقون ".
مر وقت ليس بالقصير كي نفهم ما كان يعنيه استاذ مادة الاجتماع ليثير فينا مجموعة من الاسئلة ما زالت طازجة تحمل نكتها المطلبية . كيف يستطيع الطالب العراقي ( اتحدث هنا بالمفهوم الجمعي وليس على مستوى طاقات فردية) ان يكون متفوقا في مدرسة خربة صفوفها بلا شبابيك؟ كيف يستطيع ان يكون متوفقا وهو لا يجد طاولة مناسبة يجلس عليها؟ كيف يستطيع ان يتفوق وسط عائلة كبيرة تعيش على الكفاف؟
منذ عشرينيات القرن الماضي ولهذا اليوم لم نشيد ربع عدد المدارس التي شيدها الاستعمار البريطاني !
لكي يكون امتحان البكالوريا افضل والنتائج احسن والنجاح ايسر لابد من جعل وزارة التربية اهم من وزارة الدفاع مستقبلا، فبالعلم تبني الاوطان لا بـ "العسكرلوغية" !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا