الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينتابني شعور بالخيبة.....

كامران جرجيس

2014 / 5 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ينتابني شعور بالخيبة وانا اشاهد على شاشات التلفاز الحملة الانتخابية لإختيار المجلس النواب في العراق لعام 2014 حيال وضع المثقف العراقي وغباب دوره المطلوب، في بناء بلد يقوم على مبدء المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل والتوظيف لجميع ابنائه بشكل متكافىء بغض النظر عن الانتماء العرقي والمذهبي والمناطقي من خلال توعية ابناء المجتمع واستعادة دوره التاريخي والحيوي في وضع اللبنات الصحيحة للمجتمع صحي ومسالم مع نفسه ومع الاخرين. ينتابني شعور بالخيبة وأنا اشاهد كيف ان السياسيين العراقيين على مختلف إنتماءاتهم القومية والمذهبية يحاولون كسب صوت الناخب العراقي ليس من خلال طرح انجازات الحكومة خلال السنوات الاربعة السابقة كتوفير ابسط مفومات العيش مثل الكهرباء ومياه الشرب النظيف للانسان العراقي - انجازات ضيئلة جداً ان لم تكن غائبة قياساً بالموازنات المالية الضخمة التي يتم تخصيصها كل سنة، ناهيك عن الجانب الامني الذي يتفاقم يوم بعد يوم خاصة وان قوات العسكرية الحكومية على وشك ان تفقد سيطرتها على زمام الامور في منطقة الانبار والمناطق المتاخمة لسوريا . يحاول السياسي العراقي اقناع الناخب من خلال خطابات سياسية وشعارات رنانة فقدت قيمتها منذ سنوات لكثر ما تم تكرارها واعادة ترتيب كلماتها وصياغة جملها من جديد. السياسي العراقي يحاول اقناع الناخب ليس من خلال الاعتراف بالإخطاء لكونه معصوم من الخطاء! ولا من خلال توجيه النقد البناء للذات اولا ثم للاخرين بل من خلال التخوين والتهجم على كل من من يضعه في موقف محرج من خلال توجيه الانتقادات اليه.
ينتابني شعور بالخيبة وانا ارى بان النظام المحصاصة السياسية الذي عول السياسيون العراقيون عليه بإعتباره طريقة مناسبة لحكم البلاد ادى الى تعزيز روح الانتماء الطائفي والمذهبي والعرقي بدلاً من توسيع المشاركة في صنع القرار وترسيخ مبدء المواطنة.
يناتبني شعور بالخيبة وانا ارى الاحزاب الكردية في اقليم كردستان غير قادرة على تبني ستراتيجية واضحة وموحدة للتعامل مع حكومة المركز وحل جميع الملفات العالقة عن طريق الاحتكام الى الدستور بدلاً من اتهام بعضها لبعض بالخيانة وتمجيد الرايات الحزبية ورفعها بوجه االبعض- رايات حزبية لاتؤدي سوى الى المزيد من التقسيم للشارع الكردي وتعزيز فكرة الانتماء الحزبي والمناطقي في ذهن الانسان الكردي وفي جسم الدوائر والمؤسسات العامة في الاقليم. كم كنت اتمنى بان الاحزاب الكردية في الاقليم تتعلم من اخطاءها في السابق ومن الحروب وعمليات الانفال والابادة الجماعية التي مر بها شعب اقليم كردستان.
ينتانبني شعور بالخيبة وانا ارى بعض رجال الساسة الجدد في العراق يفتقرون الى كفاءة في اللغة واسلوب الحوار والتكلم الى الاخرين بشكل حضاري حتى لاتتحول المجادلات السياسية في بعض الاحيان الى مشاداة كلامية عنيفة وبازراً لتوزيع الشتيمة والكلمات الدنيئة. ناهيك عن افتقارهم الى المعرفة بمهنة السياسة – ولا لوم عليهم لانهم امتهنوها عن طريق صدفة تأريحية، وناهيك عن ضالة معرفتهم بما يدور حولهم من التطوارت السياسية والاقتصادية في العالم التي تؤئر ايضاً على حياة الانسان العراقي بنوع او بأخر.
ينتابني شعور بالخيبة والالم وانا ارى تراجعا ملفتاً للنظر لدور المثقف والمبدع العراقي خلال السنوات الماضية ولم يعد صوت المثقف صوتاً مستقلاً يساهم في احراج صناع القرارويكون بديلا عن صوت الملايين من العراقيين الاميين المؤمنين بمشيئة القدروليس بالتحليل العلمي والموضوعي للاحداث بل ان صوت المثقف ضاع ايضا في سوق الاحزاب العراقية وان ثياب المثقف المزركش ومتعدد الالوان فقد ايضا الوانه واصبح يحمل لونين فقط الاسود والابيض، اي بعبارة اخرى ان صوت المثقف والمبدع العراقي اصبح جزء من صوت وخطاب النخبة السياسية الحاكمة الذي بات يشكل خطرا على مستقبل العراق ككيان مستقل مالم ننتبه الى محتواه من الكلمات التي تروج لفكرة " نحن " " وهم" اي خطاب لايؤمن بالتعايش السلمي وتعدد الاراء وجميع الامنيات الجميلة التي فقد العراق خيرة ابناءه من اجل تحقيقها بل يؤمن بصوت واحد وتفسير واحد للاحداث والحياة.
بغض النظر عن نتيجة الانتخابات النيابية التي تفتقر الى مناخ سياسي وامني مستقر وقدر متواضع من الثقافة الديمقراطية لدى الفرد العراقي، الاستقرار السياسي والتطور الثقافي والديمقراطي في العراق سيبقى مرهنواً بالاستقرار الاقليمي اولاً وبقدرة السياسي والمثقف والانسان العراقي على ايقاظ ضميره الحي الذي هو البوصلة الوحيدة التي ربما تحملنا الى شاطىء الامان لو تم تطهيرها من الغش والجشع والطمع وراء السلطة وكسب المال السريع بدلاً من العمل الدؤوب والمتواصل لاجل خدمة الانسان والبلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال