الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القد موس تحترق!!!.... إلى المطالبين برفع قانون الطوارىء

باسل ديوب

2005 / 7 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إلى ( العلاّكين ) المطالبين برفع قانون الطوارىء

من قال أن في سورية حالة طوارىء!؟؟
فبلادنا بلاد حريات فاقعة ، وليس أدل على ذلك من مشهد الحرية المطلقة في شيكاغو السورية ( قدموس ) ،عشرات من الزعران يهاجمون بلدة آمنة يحرقون يخربون ،الشرطة كما نعهدها على امتداد الوطن إذا كانت العلقة ساخنة، تنتظر انتهاء الضرب والخبط حتى تفتح محضر وتباشر التحقيق و تشرف على نقل المصابين إلى المشافي !!
بعد ساعات تحضر الدولة البهية بكامل أناقتها وعطرها الفواح ، تعاين موقع الجريمة و تشكل لجنة لتقدير الأضرار التي ستبلغ (100 مليون ليرة ) تخيلوا أضرار مشاجرة بين أفراد تطورت إلى خلاف عائلي حسب الإعلام الموميائي أو الجيفي ، إلى هنا لا تفكر الدولة البهية بحملة اعتقالات اعتباطية هيك على الماشي كما نتهمهم جوراً وبغياً في قضايا أخرى .. أصوليين إرهاب سياسة .... إلخ
إذ أنه لا توقيف إلا بأمر من النائب العام ........ نقطة أول السطر .
ولا داعي لإقلاقه في منتصف الليل ( كان من الأفضل إليهم إقلاق رئيس الجمهورية فالموضوع خطير جداً بدليل أنه تدخل فوراً) ولا في النهار التالي حتى ، يجب جمع المعلومات بدقة وبالتفصيل الممل ، وتقصي المشتبه بهم ومعاينة مسرح أو بالأصح ملعب الجريمة ثم تدقيق ملف زنة 5 كيلوغرام من ورق A4 ومن ثم تسطير مذكرات توقيف قانونية وتكليف محضر يحمل حقيبة جلدية ( يشبه من يبلغون الشباب بتكاليف خدمة العلم ) يقرع باب المواطن المعني ويسلمه المذكرة للمثول بين يدي قاضي التحقيق ، أو تحضر دورية شرطة تقرع الباب بلطف في حين يخرج المواطن المعني بالبيجامة وهو يفرك عيونه
-- نعم خير ...
- حضرتك المواطن فلان الفلاني
-- نعم أنا فلان الفلاني أية خدمة
- فيك تتفضل معنا على القسم صدرت مذكرة توقيف بحقك .
يتمطمط المواطن شاداً ذراعيه و فاتلاً رأسه نحو اليمين ونحو اليسار وقد عكرت أصوات عظام رقبته هدوء القدموس الريفي ثم يتثاءب
ويقول ممكن بس أغير ثيابي
فيرد رئيس الدورية طبعاً
ثم يرتدي ملابسه ويرافقهم ،
ليس هذا الذي يتمناه مواطنونا ونخبنا المثقفة والمعارضة ما حصل في القدموس بُعيد غزوة آل واصليان على مضارب بني قدموس ،لكن أليس يشبه ما
)) قد)) تطبقه السلطة في غير محله يوم ستطبق هكذا سيناريو قولوا الله !!
غزوة قبيحة همجية تنحط بأوضاعنا المنحطة أكثر و أكثر، كيف يمكن مع هكذا بلادة سلطوية ولا مسوؤلية ألا نعلن حذرنا وتخوفنا من شيوع مصطلحات جديدة بين النخب الديمقراطية كمقدمة لما هو أعظم مثل العيش المشترك _ التعايش بين السوريين_ !!! إرداف الشعب السوري بلواحق مثل ..... بعربه وكرده و أثورييه بالثاء مو بالشين انتبهوا ، الشعب السوري بأعراقه وإثنياته وطوائفه الشعب الــ...... بكل مكوناته العرقية والطائفية وقريباً بعربه وكرده وأثورييه و.... و..... وسائر أقلياته . في سياق لا يخفى علينا فيه المحاصصة وتثبيت الانتماءات التذريرية خلف واجهة المواطنة والحداثة والديمقراطية فما أن ندخل شرك التجريب حتى تتجذر هذه الانتماءات على مبدأ التوافقية والتعددية التمثيلية ،
كيف يمكن لي مثلاً أن انتقد جانبلات شكاي الذي كلفته كلنا شركاء بالموضوع حول عنوان الخبر الذي وضعه : الريف العلوي ( بلا صُغرة ) يحرق ويدمر كذا لــ : إسماعيليين !
دون أن أقع في فخ الرد الجاهز لكنها الحقيقة الشعب السوري ( تجاوزاً يقولون شعب) هو مجموعة طوائف وقوميات وملل ونحل سينفجر احتقانها في ساعة الصفر!!! متباكين وناعين يوم كان الشعب شعب قبل حكم أبناء الديمقراطية الشعبية الذي رده مكوناته البدائية طوائف و إثنيات .
أمام هكذا استهتار سلطوي أصبحنا نخجل من طرح مقارباتنا لأدوات المشروع الأمريكي في المنطقة وأجندته ، ودورها في بعث وتغذية النعرات الطائفية والعرقية، طالما أن من يروق له سماع هذه التحذيرات والتحليلات لا بل يتغنى بها ، يدس رأسه في رمل الأمن المستتب ، المتحرك نحو الهاوية .
يعدد معارض من خلف الحدود الدمامل المتفتحة في جسد الوطن المريض من السويداء إلى القامشلي إلى الرقة فمصياف والقدموس والحبل على الجرار، والحقيقة أن لا جديد لدينا كل ما في الأمر أن العيون الإعلامية مفتحة علينا ، وأساساً هذا ما تواتر حصوله طويلاً في بلادنا ، حتى أصبح سمة مميزة لجامعاتنا ومدننا الجامعية ، حيث تتحول ملا سنة بين طالبين يعليان من شأن انتمائهما الطائفي إلى معركة أهلية طاحونة تشد إليها العشرات ويستنفر من أجلها المئات ،
وقد تفاقمت بشدة إثر تداعيات احتلال العراق ووصول المشروع الأمريكي بطوابيره العسكرية و الإعلامية والفكرية إلى حدودنا .
الداء القاتل معروف ، والدواء معروف ومسؤولية من يمنع الدواء كمسوؤلية القاتل .
في الجامعة حيث زخم الشباب و ديناميكيته مقيد بسيطرة الحزب الواحد ومركزية الاتحاد الوطني لطلبة سورية اللا مستقل والتدخل الأمني الفظ ، تتراجع الأنشطة والفعاليات المدنية العصرية،
فالرقابة الحزبية تطال قصيدة الغزل التي يلقيها الطالب في أمسية !! فلا أحزاب ولا لجان ولا حرم جامعي ، ولا أي شكل من التعبير الحر والخلاّق ، تتراجع هذه البنى التي تجمع الطلبة كطلبة وحسب، وتستغرق طاقاتهم وحراكهم ، فتندفع الانتماءات العرقية والطائفية والإقليمية لتعبر عن نفسها باصطهاج شديد و(باستيعاب وتفهم ) من قبل السلطة تخال فيه أنها ممسكة بالوضع وأنه تحت السيطرة !
وليست الجامعة إلا تركيز للمجتمع ككل ، سيطرة أمنية لا تعترف إلا بصيغة الأمن مستتب !! ولو كان استتبابه المزعوم على جثة الفعل الوطني،
لا حريات سياسية ، فساد مستشري مركزية شديدة وسيطرة مطلقة على كل البني الاجتماعية الحداثية التي تجوفت وتجيفت ، من أحزاب ونقابات ومنظمات مدنية , انتهت بالمواطنين للكفر بكل هذا، و الاحتماء بتلك البنى المفوتة من عشيرة وطائفة
، والتي بمقدورها حماية الفرد وإشعاره بالأمان نسبياً بعيداً عن بنى الحداثة المجوفة للوحدة الوطنية المهترئة، وعن سلطات أمنية تتقاعس عن واجباتها حيث يقتضي تدخلها الفاعل ، وقضاء سلم المواطنون أمره لقضاء الله وقدره !!

بالتـأكيد لن نلوم الفضاء الإعلامي وهو بمعظمه معاد على طريقة تعاطيه، لأنه يسيروفق أجندة محددة بدقة، موفق ويعرف ماذا يريد لكن ما الذي تفعله السلطة وقد أصمنا إعلامها عن التهديدات والمؤامرة و الهجمة الشرسة والمغرضة التي تتعرض لها سورية ؟؟ هل سنقول لهم قريباً ما قاله محمود درويش
ماذا فعلت بقلعتنا
قبل هذا النهار ؟؟؟

إن لم تكن هذه الغضبة (المضرية) اعتداء على أمن الدولة فكيف يكون الاعتداء ؟؟هل يكون كالدعوة لاعتصام طلابي سلمي صامت احتجاجاً على قرارات اعتباطية جائرة ؟ أم تلاوة رسالة في منتدى حواري ؟؟ وإذا لم يكن الفعل المنافي (للحشمة ) الوطنية الذي مورس في القدموس يدخل تحت باب تعكير صفو عناصر الأمة وإثارة النزعات المذهبية والطائفية فبما ذا يدخل ؟؟

مجموعة من الخارجين عن القانون تقوم بأعمال إجرامية تشكل وبشكل حقيقي الركن المادي لجرائم تمس أمن الدولة الداخلي تلك الجرائم التي لا يحاكم على أساسها إلا من يدعو للديمقراطية ؟؟؟؟؟
في حين وكما سبق تجربته سيعتبر الأمر جنائي عادي ( مشاجرة تطورت إلى إضرار بأملاك الغير وإيذاء جسدي ) وسيميّع الموضوع في النهاية مفاقماً الحرقة والألم في قلوب المواطنين المعتدى عليهم وموفراً الأرضية الملائمة لمزيد من الاحتقان وبداية للتشظي الوطني .
و مفاقماً من جهة أخرى شعور الاستعلاء وإطاحة القوانين والاستهتار بها من قبل الزمرة الهمجية المعتدية،التي يختلط في سلوكها القذر البنية الأهلية بالطائفية المقيتة.
تبويس اللحى وتعويض الأضرار مهم لكنه يكفي ،

وحدها سيادة القانون تحمي مواطناً ووطناً يترنح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل