الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انجرار - للشاعر السويدي روبرت أولفده

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2005 / 7 / 20
الادب والفن


ترجمة : عبد الستار نورعلي

تتمدد الوحدة في الخفاء
في ثنايا الحديث
يبدأ الوقت المتقلب بالهجوم
خلال الانطواءات
في انتهاء لون نوفمبر المضيء

يتساقط بريق اللغة
في الحديث الذي لا معنى له
حيث الحياة خالية من الحب
ثرثرة اللاشيء
قنينة هنا وأخرى هناك
قبل أن يقوم التذمر الحزين
ثانية بإغراق الغرفة عميقاً
في ماء الدمدمة

هناك مشاهد من مسافات بعيدة
تنحدر في الحلم الملوث بالدم
مثل أكاذيب الأيام عن معنى آخر
غير لحظة الجوار المضيئة

* * * * *

أنت الخوف
الانعكاسات الباردة للامتزاج
غيوم الغسق والناس
في نسيج موحد من المسافات البعيدة

تطاردني كالظل كأني اقترفت جريمة
مثل التنصل من المكان
الصورة هناك لكل زمان
اشتياق متوتر دائم

أنت تمدُّ يديَّ باتجاهك
بهمسات عميقة أتردد
مثل الصدى من الصدى
عيناك تسألان عن الطريق

* * * * *

نحن ملتحمان معاً
فهل يمكن أن تكون أعماق كل واحد منا
مجبولة من الكراهية فحسب
ويكون همس الحب والأوعية الدموية الكبرى
من شيء آخر

أياماً و ليالي نستطيع
أن نصدر صوت تكتكة من الشقة
حين يغادر أحدنا

هل تستطيع العيون أن تلتجئ
كما في صلاة التقرب
كما في معاناة طويلة
الى تلك النماذج من الزهور الصفراء الفاتحة

* * * * *

نلمس عمق البحيرة
تبسط العتمة أجنحتها
نحيل الغرفة الى تاريخ من الارتباطات الخاطئة
الى وهن
من اغتراب ساكن
حيث طالع الحب
لا يزال يحجز الزمن

* * * * *

هل تحتاج غرفة بيضاء ، سوداء
الى صدى يتردد فيها
هل يحتاج المشهد الخارجي الساكن
الى رياح البحر والقوة الصامتة
في اسمك
هل تحتاج الرؤية
الى عينيك
موضعك كي تتقدم الى الأمام
ثم تتراجع الى الخلف
هل تحتاج أن تترك هذا
وتجتاز الوقت فحسب
منسجماً مع البرودة
التي تخلقها الغرفة
هل يحتاج الجوار
أن يغطس في الماء الأشد برودة

* * * * *

إنه دين حالم في رقبتك
تصارعه عاماً بعد عام
مدى أبيض
محاط بشجيرات عنيدة
بحر يتلاطم دليلاً
على ضآلتك
ولحظات الجوار القصيرة
تسوقك قدماً الى الأمام
مثلما يحدث بعد تناول المخدرات
تبحث عيناك في كل العيون
بعد ممارسة الحب تمضي خطواتك
تائهة في رحلتك الى الأمام

* * * * *

لكي ترضى عن نفسك
قلْ نعم لكل شيء يقول لا
كنْ أحمق في ممارسة الحب
كن بقايا من مخدرات
اغرقْ في الأرق
واستمعْ الى تمتمة نفسك
في الحديث الذي يهبط
كنْ قلقاً ، مخدراً
مهتماً بالعنف الجنسي
كنْ طفلاً جريحاً
في طريقه فوق ساحة المدرسة
صدى منفلتاً
مدفوعاً ، ساقطاً ، متقيأ
حين تُسحب مفاصل الأصابع صوب الاسفلت
ترتعش الأجفان في الحلم

* * * * *

أنت هنا ثانية في الحلم
مثل صورة في مرآة التغيير
نحِّدق في بعضنا
تقول العيون نعم
أنا صورة منك
أنا علامة استفهام ، الصدى ، الرماد
أصلي من أجل مكان أتأرجح فوقه
من أجل علاقة حيوانية للحب
لا تمتلئ بكيف أن الغرفة
ستنظف في المستقبل
وانما يجوز لي أن أتمدد عندك فقط
أتنقل ما بين نعم
التي لا يمكن اجابتها
و لا التي تسوق كل شيء الى الأمام
قُدماً في انهيار الطريق

* * * * *

هل ترى السكون في الصورة
الضياء المتكسر يطوِّق الجسد
ألا ترى التنفس المستريح
في النظرة التي تحب

الظلام مخيم

هلا تغرق في الصورة
دافئاً، نائماً
مثل شعاع ساقط

* * * * *

عطش وعدم رضى
هما الحجارة التي نبني بها
مثل حركات بلا ايقاع
نتوحد ثانية مرة بعد مرة

أيام عمياء تتحرك
امراض تزور
فواصل زمنية تمرُّ
قوالب جامدة وأعصاب تستطيل
الرسائل الطويلة
هي تخطيطات الطفولة الثملة

* * * * *

مثلما جئت رجعت
مقيد اليدين الى الخلف بحمى التقييم
نور يشع من عينيك

منظر طبيعي شتوي دامي
الغرفة تتوق الى الجوار
الى الصورة حيث السلوان والأمان
يتأرجحان سوية

أنت لست الا قشعريرة ثقيلة الوطأة
كعكات من لا شيء
في المطاردة الأزلية لأزمة المرض
يحتفظ بكل شيء بعيداً عن استراحات الجرح

كتلة من الخيبة

* * * * *

الأيام الهادئة قادمة
ستلد مثل الاحساس في العبارة
في صلاة الغفران سيرتفع الوجه
سيتأرجح الجسد غافياً في الروح
سيمر الحلم بسيول الماء
خلال نظرتك السريعة
هل سأنحني
في هذا البرد القارس
وأوجه الشكر اليك
عارياً سأحدق فيك
من خلال لحظات الموت سيفيض الدفء
مثل الاختفاء في النعومة
سيترشح الرمل في عينيك
سيشطف العودة بعيداً
في الضياء البعيد فوق الدرب الربيعي
سيهبط الغسق فوق الحقول
حيث تطوق الاستحالة الزمن عقوبةً
مثل أم يائسة ستغوص عميقاً الى الوراء

* * * * *

هناك حاجة لاستحضار الصورة
كي تتمكن من التحمل
هناك حاجة لمجاورة الزفير
لكي تصمد

هناك حاجة للأمان
الاحساس البعيد بالزمن
مثل المسكن
يوجد هناك فقط
في الاستثناء
صباح النهار المفاجئ
حين يشع كل شيء بجلاء

* * * * *

تحدثْ عن البداية
حيث أزهر الاستثناء
حيث الغرف خارج كل الأشياء
كانت بعيدة عن المحيط الخارجي
لا تتحدثْ عن كيفية مجيء المتغيرات
ولا عن كيفية انحراف النظرات
تحدثْ عن سقوط الثلوج
عن أن الناس في جوار الضياء
كانوا بيضاً تماماَ عندما اختفوا
تحدَّثْ كيف كان الحب هوساً ،
لا كيف مزجنا شرورنا الذاتية
لا كيف تحولنا
من أعالينا
الى تفاعلات طويلة من عنف الليالي
تحدثْ عن أيام الخريف ، عن المطر
الأحاسيس الجديدة في البارات المشهورة
وليس عن الأروقة
حيث نمشي الى الأمام والى الخلف
عن منظر غرفة التدخين المليئة برائحة القار
المطلة على حديقة النباتات الفصلية
تحدَّثْ عن رحلة ، عن مدينة جديدة
حيث أنوار الليالي تتلألأ في ممرات الحديث
تحدَّثْ عن الوقت هناك

* * * * *

ارجعْ ، تعال هنا
عالجْ الجراح القديمة
التي هي الوحدة
قلْ إنها حكاية
بلا بداية ولا نهاية
وأننا سنسقط من داخل الاختفاء
تخلصْ من غرفة الوحدة
واخرجْ منتصب القامة من متاهة الضجر
قلْ أن الحب قد اختفى
في خضم سنوات الخيبة
وأن التفكير بنفسك فحسب
هو تفسير للحب
وأنه الطريق بعيداً عن هنا

* * * * *

امنحْ هذه الغرفة
حكايات عن نظرتك المنتظرة
للقاء ، هو اليوم الذي
تستدير فيه بنفسك بعيداً
امنحْ هذه الغرفة
موسيقى تضعها في حركة
قدحاً مليئاً بالمتغيرات
ذاكرة سرية للحدث
وحديثاً أهم من المستقبل
ضعْ ذهباً فوق كل شيء
اكليلاً حول الجسد
ضعْ يد الله فوق كاهلك
وتعال هنا

* * * * *

قلْ هذا مرة أخرى ، انقشه
في الصخر ، استسلمْ
لا يزال اليأس ملقى في الأفق
وهو هنا ثانية
انطقْ ذلك بصوت عال مرة أخرى
قبل ان تمد يديك
كي تسقط مرة ثانية
في الماء العكر

علِّقْ الصورة على الحائط
كي ترى الطريق سلوى
حين يستغرق نعم وقتاً
حين تهبط الى الأسفل
خاتمةً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنجرار هي القصيدة الثالثة (الجزء الثالث) من مجموعة الشاعر (حين تموت الأمهات) التي تعتبر قصيدة طويلة مجزأة الى مشاهد متعددة بعناوين مختلفة حسب مضمون كل جزء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه


.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد




.. ما هي اكبر اساءة تعرّضت لها نوال الزغبي ؟ ??


.. الفنان سامو زين يكشف لصباح العربية تفاصيل فيلمه الجديد




.. الفنان سامو زين ضيف صباح العربية