الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصريون يشتمون العراق ويطالبونه بدفع الدية

طارق الحارس

2005 / 7 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


في الأردن ، وقبل سقوط النظام ، سمعت مصريا يشتم العراق وصدام . هذا المصري كان يتشاجر مع عراقي في الشارع . طلبت منه أن يشتم صدام ثانية ، لكن لا يعيد شتم العراق . كرر المصري شتمه للعراق ولصدام . استغربت أن يشتم المصري العراق فللعراق فضل على المصريين يعترفون هم به قبل غيرهم . التقيت بالعديد من المصريين في الأردن من الذين قضوا سنوات طويلة بالعراق وتركوه بعد حرب تحرير الكويت . جميعهم يتحدثون بحب عن العراق والعراقيين . يقولون ، لقد بنينا بيوتنا في مصر من خيرات العراق ، كذلك أصبحت لنا مصالح ( مطاعم ، فنادق ، محلات ) من خيرات العراق ، لكننا اضطررنا الى مغادرته بسبب الحصار الذي فرضته الأمم المتحدة بعد غزو صدام للكويت. هؤلاء المصريون يلعنون صدام لأنه تسبب بحرمانهم من خيرات العراق يوم قرر احتلال الكويت ، لكن حب العراق مازال في قلوبهم .
يوم أمس شاهدت لقاء مع وزير خارجية مصر من على شاشة قناة مصر الفضائية تحدث فيه مقدم البرنامج عن العراق باستصغار واضح وعن وزير خارجية العراق بسخرية واضحة . أمسكت بسماعة الهاتف لأتصل بالبرنامج ، لكن لسوء الحظ انتبهت الى أن البرنامج ليس مباشرا .
الحروب الخاسرة والسياسة الهمجية والرعناء في عهد صدام هي التي أوصلتنا الى ذلك . كنت أتمنى أن يعود العراق والعراقي الى وضعه الطبيعي بعد سقوط صدام وهو الوضع الذي يهابه كل العرب.
لا أعرف لماذا تذكرت في هذه اللحظة الرئيس المصري حسني مبارك أيام كان يزورالعراق وبالذات قبل صعوده سلم الطائرة التي تقله من بغداد وكيف كان يؤدي التحية العسكرية لصدام ( القوي )عسكريا، وماديا . يبدو أن شتائم المصريين حاليا هي التي ذكرتني بهذا الموقف لأن مبارك كان أول من شتم صدام بعد أن عرف أن أميركا والغرب سيسقطوه لا محال . يبدو أنهم يتوقعون الآن أن العراق أصبح دولة فقيرة وحكامه ضعفاء لذا فانهم يشتموننا ، لكنني أعتقد أن هذا قصر نظر سياسي فالعراق ليس ضعيفا وليس فقيرا . فقط أنه يعمل بحكمة والعمل بحكمة لا يقوم به الا الأقوياء واليام القادمة ستثبت لهم ذلك .

صدام حسين أصدر قرارات رعناء وهوجاء أدت الى خراب العراق منها قرار حربه على ايران وكذلك احتلاله الكويت وقرارات أخرى لا مجال لذكرها هنا . لقد أدى ذلك الى أن يركله الشعب العراقي على مؤخرته يوم قررت أمريكا طرده من كرسي الحكم . أما هذه الحكومة فقد انتخبها الشعب العراقي وسيقف معها ولن يسمح لأحد مهما كان أن يشتمها أو يشتم العراق حتى لو كان مصريا متأثرا بمقتل السفير ايهاب الشريف.
بالمناسبة بعض المصريين حمل الحكومة المصرية مسؤولية الجريمة النكراء التي حدثت للسفير المصري في بغداد ، إذ أنهم يعتقدون أن السفير خرج لوحده بالشارع لأنه اعتقد أن المحادثات التي أجراها مع بعض الجهات الارهابية ستجعله يسير بحرية في شوارع بغداد ، لكن يبدو أن الرجل ولقصر مدة اقامته في بغداد لم يكن يعلم أن هذه القوى الارهابية ليس هدفها تحرير العراق من المحتل الأمريكي كما يدعون ، بل هم عبارة عن مجاميع من عصابات مختلفة الاتجاهات والأغراض لا هم لهم سوى زرع الفتنة والرعب بين صفوف الشعب العراقي من خلال عملياتهم الاجرامية التي يستهدفون فيها قتل الأبرياء في الشوارع والمساجد وكذلك تخريب أنابيب النفط ومضخات الماء .
نعتقد أن على مقدم هذا البرنامج ، لو كان رجلا شجاعا ، أن يشتم حكومته التي تفاوض القتلة ، لا أن يشتم الحكومة العراقية التي تقاتل هؤلاء المجرمين . على مقدم البرنامج أن يفهم أن قرار الحكومة المصرية بارسالها الدبلوماسي ايهاب الشريف الذي يحمل درجة سفير الى بغداد لم يحصل لأنها تريد أن تدعم الحكومة العراقية الجديدة ، بل جاء نتيجة الضغط الأمريكي الذي مارسته على حكومته وأن المفاوضات التي تجريها الحكومة المصرية مع القوى الاجرامية هي التي أدت الى مقتل السفير . ان من يتفاوض مع الارهابيين الذين يعيثون بأرض العراق فسادا لا يتأمل منه دعم الحكومة العراقية وهذا هو حال حكومة مصر . للأسف وقعت الجريمة على رأس موظف مصري لا يستحق أن يموت بهذه الطريقة وربما هو يحب العراق مثل العديد من المصريين الذين عاشوا بالعراق وبنوا بيوتهم ومطاعمهم من خيرات العراق .
لم يكتف المصريون بشتمنا فقط ، بل أنهم يطالبون حكومتنا بدفع ( دية ) عن مقتل السفير ايهاب الشريف مقدارها 4250 جراما ذهبا تدفع لاسرة الشريف وللحكومة المصرية بحق آخر مطالبين وزارة الخارجية بان تقوم بواجباتها تجاه السفير وأسرته مستندين في ذلك على الدين والشريعة .
فلتدفع الحكومة العراقية الدية التي يطالب علماء الأزهر بها ، لكن قبل أن تدفعها يجب أن تطالب حكومتنا الحكومة المصرية والحكومة السعودية والسورية والسودانية والأردنية واليمنية وغيرها من حكومات الدول العربية أن تدفع دية لمئات الأبرياء الذين قتلوا بالعمليات الاجرامية التي ارتكبها المجرمون من أبناء هذه الدول . فليدفعوا الدية لأهالي الحلة والمسيب وكربلاء وبغداد والموصل وأربيل فضحايا أبناء هذه المدن هم من جنس البشر الذي ينتمي اليه السفير ايهاب الشريف وهم من الدين نفسه الذي ينتمي اليه الشريف .
لقد حان الوقت أن تعلن الحكومة العراقية عما تمتلكه من معلومات دقيقة عن مسؤولية الحكومات العربية عن الجرائم التي يقترفها أبناء هذه الدول وأن تحمل هذه الحكومات مسؤولية دماء أبناء العراق ، تلك الدماء التي تسقط كل يوم وبغزارة . الدم العراقي يا حكومتنا غالي جدا ويكفينا سكوتا عن جرائم هذه الأمة التي لم ترحمنا يوما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو