الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لميعة زوجة الحكومه

هادي حسين الموسوي

2014 / 5 / 14
الادب والفن


حمدان فوق سيارة (البيك اب ) التابعة لاحد المسؤولين ... حمدان سبحت فروة راسه بالعرق ... الخوذه العسكرية حلت محل الــ (اليشماغ والعقال) فهو الان حارس لدى مسؤول تظهر صورته على الفضائيات... حمدان تدرب على الرماية للاسلحة المتوسطة.. انها تختلف عن الكلانشكوف ... هو سعيد بهذه الانتقالة ... كان فلاحا بلا حقل ... الان هو ملك الامن تهابه السيارات . اكتشف ان سعادته زجاج تكسر وتشظى . كل السيارات تتوقف عندما يمر موكب سيده ... يشاهد توقف السيارات فينقبض قلبه.. ويسأل نفسه:-- اليسوا بشر ؟؟؟ لماذا هذا التمييز؟ هل ان روحه اغلى من اروح الاطفال والنساء والشباب والرجال ..... لماذا يموتون بالتفجيرات وهو(الاستاذ) محصن؟؟ ..كان شارع السعدون واجما وارتال السيارات مسمرة بأماكنها بانتظار مرور موكب الاستاذ!!!! اما حمدان فقد ذوى من لفح الشمس الحارقة في عز الظهيرة..حمدان اخبره رئيس الحماية ان على كل حارس الفداء بنفسه لحماية الاستاذ!!!!!!!!!! لم يجد مبررا للموت فداءا عن شخص متخم لا يتورع عن اكل السحت ... لكون ان الزراعة لم توليها الدولة اية رعاية واكتحل ترابها بالملح ولا جدوى من اصلاحها ... لذا لجأ الى احد معارفه ببغداد واشتغل ضمن حماية المسؤول .. حمدان رأأسه مصوب للامام ويداه قابضتان اخمص الرشاشة.. ارتعب عدة مرات وحضر الموت بين عينيه عند سماعه ابواق سيارات الشرطة ذات الصوت المقزز والرهيب ... ذهب الى احد الاضرحه في الشهر الماضي ودعا الله ان يخلصه من انياب الموت تحت مطر رصاص مهاجمين او لغم ينجو منه الاستاذ ليموت حراسه ... اذا ماتوا فلن يحتسبهم المولى شهداء... انهم رضوا بان يكونوا القرابين لشخص ليس بافضل منهم وليس له اية مأثرة اسداها لشعبه ... انه طبل اجوف يرن بحنجرة حزبه المتربع على السلطه... اتى به الزمن الغبي ...
...........................
استقبلت لميعه زوجها العائد من الواجب ...احضرت له الطعام وارتدت (نفنوف خفيف ) وكرفصت قبالته ناظرة اليه بإعجاب ... انه ابن الحكومة الان .. يستطيع حبس كل خصومه ومناوئيه... تفكيرها المتفائل اشرق له وجهها ... اما هو قال وهو يلوك بلقمته:-- هل تعلمين يا لميعه ان اكلنا هذا حرام؟؟ شهقت فزعاوقالت:-- لماذا؟؟؟ انت تعمل ولم تسرق .. انت تحرس ابن الحكومة وانت ايضا ابنها؟ انت حارس وهو مسؤول ...
اجابها بحزم : انه يسرق من موارد الدولة ويتلقى الرشوة ويسلب من استطاع سلبه ... لقد اخذ مني 500الف لاجل تعيني عنده ... كيف احترم شخصا يسبح في بحر الحرمات؟؟؟
تغيرت ملامح لميعه وظللتها مسحة من الحزن وقالت :-- انت مضطر للعمل والله لن يحاسبك عن افعال الاستاذ ... انت لم تسرق احدا.. ولم تاكل حق احد.. انت انسان مؤمن فلا تبتئس ..
قال : اذا كنت كما تقولين وجب علي الانسحاب من مستنقع الحرام .. انا لم اكن اعرف عنه هذه المساويء والموبقات وفي كل يوم اكتشف دناءة جديدة له .......... اذا مت دفاعا عنه لن احتسب شهيدا.. لو كانت له حسنة واحدة في سجل اعماله لاقنعت نفسي بسلامة عملي ..لا لن اعود وسابحث عن عمل خال من الحرام والشيهات..
اطرقت لميعه للارض وقالت :: انت ابن الحكومة وانا زوجة ابن الحكومه ... وعملك معها فلا حرام او شبهات في عمل الحكومه.............اين ستجد من سيوفر لك عملا كهذا؟؟
اجابها بنفس مطمئنه:-- الحكومة هي المستنقع الذي تسبح به ضفادع الزمن الاغبر... زمن السراق ومؤججي الفتن لكي ينشغل الناس بهمومهم فيتاح لهم اجتراح الحرام واكتساب الغنائم .. وليبق الناس في غفلة عن تخمتهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي