الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج الإنتخابات: ربع الساعة الأخير من نهائي كرة القدم

ضياء رحيم محسن

2014 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن أن نطلق على الوقت المتبقي لإعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية في دورته القادمة، ما يسمونه في مباريات كرة القدم بالربع الأخير من وقت المبارة، خاصة مع عدم وضوح النتيجة النهائية للمبارة؛ فهي المبارة التي يغلب فيها سيحتفظ بكأس البطولة لأربع سنوات قادمة، وبوجود لاعبين متمرسين في اللعبة في كلا الفريقين، فإنك لن تستطيع أن تعطي رأيك الواضح بنتيجة المباراة، إلا بعد أن يطلق حكم المباراة صافرته بإتجاه نقطة البداية؛ معلنا إنتهاء المبارة.
قد يظهر لاعب في أحد الفريقين، يمارس الغش والخديعة ليوهم حكم المبارة، بتعرضه لإعثار متعمد؛ ليحصل على ضربة جزاء، أو أنه يستخدم يده بعيدا عن أنظار الحكم ليسجل منها هدف، كما حصل مع ماردونا عندما سجل في إحدى المباريات هدفا لصالح الأرجنتين، وهذه حالة شاذة، ذلك لأن الأصل في لعبة كرة القدم هو نظافة اللعب.
في الإنتخابات البرلمانية في دول العالم المتقدم، نادرا ما نسمع حصول تزوير في الإنتخابات، او إستخدام للمال الحكومي في شراء أصوات الناخبين لصالح حزب الحكومة، وإن حصل ذلك؛ قد يؤدي الى إستقالة الحكومة وإعادة الإنتخابات مرة ثانية مع إستبعاد الأشخاص الذين قاموا بالتزوير من خوض الإنتخابات مرة ثانية، وهو ما لم نشهده في الإنتخابات البرلمانية لهذا العام، فما زالت الأخبار تتوارد أما عن إستخدام للمال الحكومي قبل الإنتخابات؛ إو إستخدام الصفة الحكومية أثناء العد والفرز، للتزوير لصالح كتلة معينة.
صحيح أن العملية الديمقراطية في العراق لا زالت حديثة عهد، لكن هذا لا يمنع من تطبيقها بكل شفافية؛ والقبول بالنتائج التي تخرج عنها مهما كانت غير مرضية لأحد الكتل، ذلك لأن من مبادئ الديمقراطية، عدم وجود منتصر دائم فيها، ففي اليوم الذي تكون فيه على رأس السلطة؛ عليك أن لا تنسى أن هناك من يعد عليك أنفاسك من المعارضة، ويتربص بك ليزيلك عن مكانك بمجرد أن تخطئ، أو لا تقوم بواجبك تجاه المواطن بصورة صحيحة.
بعد تجربتين رئاسيتين، كانت الحكومة فيهما في الأولى توافقية، والثانية حكومة شراكة وطنية، يستعد العراقيون لرؤية حكومة ثالثة؛ والتي يتمنون أن تكون مختلفة عن سابقتيها، سواء من حيث التركيبة التي ستكون عليها، أو من حيث عمل عملها، فالحكومتين السابقتين، كانتا فاشلتين بإمتياز في جميع المجالات الخدمية والعمرانية والإقتصادية، حكومتين طغت عليهما المحاصصة والفساد الإداري والمالي، وعدم إنجاز شيء ذي بال للمواطن والبلد على حدٍ سواء، ناهيك عن تدهور في الوضع الأمني، وإستشراء الرشوة وسرقة المال العام، في كثير من دوائر الدولة.
قد يخسر الفريق المبارة النهائية، مع أنه قدم مجهود كبير في المبارة، لكن هذا يعني أن الفريق المقابل قدم مجهودا أكبر فإستحق الفوز، ومع ذلك تبقى كرة القدم لعبة الفوز والخسارة، والفوز لمن يقدم المجهود الأكبر في سبيل أن يدخل الفرحة في قلوب مشجعيه.
فازت جميع الكتل في الإنتخابات، من خلال حثها لجماهيرها للخروج وبكثافة في الإنتخابات، ومع ذلك فليس معنى ذلك أن الجميع سيكون لهم تمثيل في الكابينة الحكومية الجديدة، لأننا نريد معارضة قوية للحكومة تحسب عليها خطواتها وتراقب عملها، وتشخص الأخطاء، وتحاسبها على كل شاردة وواردة تقوم فيها، خدمة للصالح العام، وليس فقط لمجرد التشهير بها، كما نتمنى أن نرى حكومة تقوم بدور أكبر من الدور الذي قامت به الحكومتين السابقتين، من خلال تقديم برنامج حكومي رصين يأخذ بالإعتبار النهوض بالإقتصاد العراقي، كذلك يجب الإنتباه الى مسألة مهمة وهي الموازنة العامة للبلد التي يجب أن تقدم الى البرلمان في وقت مبكرا، لا كما كان يفعله من سبقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق المشاهد الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني


.. ما الأثر الذي سيتركه غياب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزي




.. جو بايدن يواجه احتجاجات من خريجي كلية مورهاوس في أمريكا


.. رجل سياسة ودين وقضاء.. تعرف على الرئيس الإيراني الراحل إبراه




.. ”السائق نزل وحضني“.. رد فعل مصريين مع فلسطيني من غزة يستقل ح