الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي و الفستان الأسود

مها الجويني

2014 / 5 / 15
الادب والفن


هي و الفستان الأسود ..

دخلت المقهى تبتسم و بين يديها حقيبتها الجلد و على رقبتها قلادة من الاحجار كان قد اهدها لها صديق من المغرب ... إبتسمت للنادل الذي قدم مسرعا ليسأل عن حالها و لتطلب منه "كأس شاي" ، أخرجت من حقيبتها عددا لجريدة مواطنون يلف عددا لجريدة صوت الشعب و قصة لكاتبة عراقية .
علقت صديقتها : شنوة ديما مسلحة ؟ قلت أنا : انها الخولة .. ماهي اخر الاخبار ؟ فحدثتنا عن آخر مقال لها في جريدة الموقف ، الذي كان نصا أدبيا نثريا يروي معاناة سكان المحمدية و ثم أمتدحت قصيدة لأحد الشعراء الشبان و إستدارت لي سائلة : ما رأيك في فستاني الأسود ؟ إشتريته يوم أمس ... جميل يناسب جسدي و لوني الأسمر .. و لا سيما أن أضفت أحمر شفاه هذا .. و سحبت قلما من حقيبتها لتضعه على شفتاها و أستمرت في حديثها عن اللون الأحمر و الأسود .
قدم النادل ، ردت بمرح : يعسك هش .. الشعب التونسي ينطق يعيشك إلا هي تنطقها بحرف الساء و بضحكة ساحرة ، تذركنا بدور سعاد حسني و هي تحاول خداع رشدي أباضة بأنها فتاة إسبانية .. و لكن صديقتي لها نسختها الخاصة في الدلع و في الإثارة ، فهي المثقفة الجميلة الثائرة الأنثى القوية الضعيفة المؤمنة الكافرة هي كل المتناقضات .. هي الحياة و هي تونس الخضراء و السوداء ... تشبه للوطن و فيها البعض من الغربة .
صمتت عن الحديث قليلا ، إلتفت لي و قالت :" الجميع يقول عني مجنونة .. تتصور في 2008 و العالم تقدم و يسارنا لم يتحرر فكره بعد .. و نحبو نطيحو بن علي ؟ " . أجبتها بأننا سنسقط النظام و بانه لا خيار عنى اليسار .. ردت بانفعالها المعتاد : لا خيار عن اليسار ؟ يسار الكفيار هذا .. لا خيار عن الشعب قولي .. نخب لا تمثلنا ...
نقدها للنخب كان يثير إعجابي ، فهي من كوادر الحزب الديمقراطي التقدمي و هي صديقة لهذه النخب و قلمها مثل أصحاب يسار الكافيار : تقدمي و ثائر و جريء .. علقت مرة أخرى :" مهوتة راك كي بنتي .. أنا أنقل الواقع بصراحة" . كنت اناديها بالخولة ، ألف لام التعريف لما أكنه لها من إحترام و كانت تناديني بإبنتي ترى في نفسها و تروي لي عن أخطائها حتى لا أعيدها ... طيبتها و ثقتها فيا وفرت لي سنين من التجارب لقد كانت عيني التي أرى من خلالها تجارب أخرى ...
ضحت و مسكت يدها قائلة شكرا لك يا صاحبة الفستان الأسود ، إبتسمت و قالت : سأشتري لك واحدا مثله مع اول راتب لي ، رحبت بالفكرة و أقنعتها بعدم الشراء لاني لا ألبس الفساتين ، و قلت لنفسي دعيها فهي وحدها الجميلة بالفستان الأسود .
مرت سنوات و حدثت الثورة الحلم الذي كان مستحيل، و تغيرت الموازين و لم تتغير صاحبة الفستان الأسود، لازالت تؤمن بقوى الشعب و تلعن يسار الكافيار و تكتب من أجل الحريات الفردية و تعاكس "هشام القهواجي" ... و تحدثني عن فستان أسود آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط