الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد انتخابات 2014

عبدالكريم الساعدي

2014 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


النظام الديمقراطي في العراق نظام وليد مرحلة جديدة جاءت بعد نظام شمولي فاشستي ولم ينضج بعد ، ولكن الغريب في الأمر لم تكن هناك مصاديق للديمقراطية بعد مضي 11 عاماً من الحكم ، حتى الأنتخابات التي تعد دالة من دالات الديمقراطية لايمكن أن تعد مصداق للديمقراطية فهي أقرب الى الأستفتاءات منه الى الديمقراطية لأنها استندت الى مبدأ الطائفية والعرقية ، فالشيعي لاينتخب إلا الشيعي والسني لاينتخب الآ السني والكردي لاينتخب الا الكردي ، وبالتالي تنتج لنا هذه الأنتخابات قادة طائفيين بإمتياز يحملون برامج تتقاطع فيما بينها لأنها جميعاً تنطلق من هويات فرعية ، وهذا هو السبب الرئيسي في عدم انتاج الدولة ، لأن انتاج الدولة يجب أن يكون على أساس المواطنة واحترام الآخر، وأن يكون القرار السياسي حراً بعيداً عن التبعية ، وهذا عكس ما نراه ، خراب ودمار وتخلف وأمراض وموت يومي وعدم استقرار. والآن نحن أمام تساؤل مهم مالذي ستنتجه لنا الأنتخابات الأخيرة ؟وهل يستطيع التحالف الوطني أن يقدم لنا رئيساً للوزراء بعيداً عن التدخل الخارجي أم سيظل مرهوناً بقرار خارجي ؟
لا أعتقد أنّ الأمر سيتغير كثيراً وذلك لأننا سنرى ذات الأحزاب والتيارات والكتل السياسية والقادة ذاتهم الذين حكموا العراق للفترة الماضية وربما سنرى غالبية الوجوه في البرلمان ، فما الذي سيفعلونه اذا أرادوا التغيير ؟ هل لديهم برامج سياسية وأقصادية و..؟ بالتأكيد لايستطيعون التغيير لأنهم هم أنفسهم تجاوزوا على الدستور وجعلوا الحكم توافقياً لتحقيق مآربهم ومصالحهم الذاتية مقدماً على مصلحة البلد العليا ، ولذلك نرى أنّ الأرادة السياسية ضعيفة وتابعة للدول الأقليمية ،مما جعل العراق يشهد تدخلاً مريعاً ومخزياً من قبل القوى الأقليمية والدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية . ومن المؤلم جداً أننا لم نرَ قائداً أو شخصاً منتخباً من قبل الشعب قدم استقالته استنكاراً للوضع الفاسد و استنكاراً ضد المتلاعبين بمقدرات العراقيين، فإننا نراهم يستنكرون ويهتفون ضد الفساد والمفسدين وهم يتمتعون بامتيازات الحكم منصباً وجاهاً ورواتب كبيرة والشعب ينزف ألماً ودماً ويصارع الخوف والجوع والوجع ، ألم يكن الجميع هم جزأ من الفساد لأنهم كما قلنا يتمتعون بإمتيازات الحكم فهم في أمان داخل المنطقة الخضراء وأغلب عوائلهم في الخارج بعيداً عن المحرقة أضف الى تمتعهم بجنسيات أخرى غير العراقية..كما أننا لم نر الكتل السياسية الكبيرة لاسيما التحالف الوطني وهو يملك أصواتاً كبيرة في البرلمان من أن يشرع لنا القوانيين المهمة مثل قانون الأحزاب وغيره بل العكس من ذلك نراهم متصارعين فيما بينهم من أجل رئاسة الوزراء...
وخلاصة الأمر سنرى ذات الوجوه رئيس الجمهورية كردياً وأسامة النجيفي رئيساً للبرلمان إن لم يكن رئيساً للجمهورية والمالكي رئيساً للوزراء ويبقى القرار السياسي ضعيفاً مرهون بالقرار الأمريكي وقرار الدول الأقليمية... ولايمكن التحرر ما لم ينضج الشعب ويطالب بحقوقة منطلقاً من وعيه وإرادته.. فمتى ياترى سيعي الشعب حقيقة ما يجري وهو الراقد على بحيرة من النفط ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد