الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.

أحمد سعده
(أيمï آïم)

2014 / 5 / 15
الادب والفن


"السينما ليست فقط للتسلية وتزجية الوقت، ولكن للمتعة والفن والتفكير".. هالة لطفي
عرضت السينما المصرية، مؤخرا، فيلم حزين بقدر ما هو معبر وجميل، ويلخص، بكل واقعية، وبكل دقة وحساسية، حالة البؤس والإحباط السائدة في مجتمعنا. "الخروج للنهار" هو اسم الفيلم لكاتبته ومنتجته ومخرجته "هالة لطفي"، وهو الحالة الوجدانية التي تصف "أحلامنا" في التغيير، وأن نصحو ذات صباح جميل ومُشرق، ونخرج لنهار جديد من الأمل يمحي ظلام اليأس. لكن بدلا من ذلك الأمل؛ نستيقظ على كابوس الواقع الكئيب، فنضيع في صحراء اليأس، لا نعرف أين الطريق!!
نلتقي في هذه الديستوبيا الرائعة بالأم الممرضة ذات الوجه الشاحب والبائس كبؤس الأيام، قامت بأدائها بامتياز مذهل "سلمى النجار" في تجسيد لمعاناة مئات الآلاف من الأمهات المصريين واستسلامهم لحياة تم تدمير كل مقوماتها، والزوج قعيد الفراش المصاب بالشلل الرباعي في انتظار رصاصة رحمة تُنهي آلامه وأوجاعه بعد أن أصبح عبئا على الحياة، بل عبئا حتى على الملاءة التي ينام عليها، وقام بأداء الدور باقتدار "أحمد لطفي" الذي رحل عن عالمنا قبل أن يخرج هذا العمل للنهار، والإبنة اليائسة بلا عمل وبلا زوج وبلا أمل، لم تعد تنتظر من المجتمع سوى كل قبيح، كملايين من بنات مجتمعنا يطاردهم شبح القهر والحرمان، وقامت بأدائه "دنيا ماهر"، وفتاة "الميكروباص" المُريبة والغريبة والمُبهَمة والمُلَعثَمَة، والمُدهشة بكل ما يبدو عليها من تناقضات أبرزتها في مشهد واحد لا يُنسى بدقة تُحسَد عليها "دعاء عريقات" التي قامت بالدور.
ولأن البطل فى هذا العمل هو المكان، أىْ هذا المنزل الصغير، أو بالأحرى المجتمع، تغدو لكل شخصية في هذا العمل أهميتها، ورغم أن شخصيات الفيلم الأربعة لا يمكن نسيانهم؛ إلا أن الشخصيات التى شاهدناها بصفة مباشرة على مدار 96 دقيقة هي مدة عرض الفيلم شخصيات غير مُركَّبة، وبسيطة، فالفيلم لا يحكي شخصيات فى المقام الأول؛ بل تدور أحداثه حول شخصية طبقة من المجتمع، ومعاناة الأحياء الأموات في منزل صغير.
وفى هذا السياق، يمكن النظر إلى فيلم الخروج للنهار؛ على أنه تحدي؛ أو بالأحرى استثناء؛ تحدي لانحدار السينما المصرية واحتضارها بفعل "فاعل"، واستثناء، لقدرته الفائقة على التزامه بواقع الأحداث "في منزل صغير"، وبعامل الزمان الضيق "24 ساعة مابين صباح وصباح"، وبأداة الأدوار المختصرة "4 شخصيات".
أربع شخصيات فقط يلخصن فظاعة معاناة البشر الأحياء تحت أنقاض عجز المجتمع، لا يملكون سوى الحلم بالخروج لنهار جديد، دون أن يملكوا أي رؤية لهذا النهار، الفيلم يصف بقوة تعبير هائلة حالنا، واقعنا الرمادي كألوان الفيلم وظلاله؛ غير أن هذه الحالة التي قدمتها الكاتبة والمخرجة والتى لا شك فى أنها حالة مُحْبِطة وخانقة، إلا أن إصرارها البطولي على السباحة ضد تيار الاحتكار والخروج بفيلمها المُستقل رغم كل الصعاب بعيدا عن سيطرة السوق، وبعيدا عن أي ابتزال تجاري أصبح معتاد، كان بداية تستحق حقا كل احترام.
يبقى القول أن تجربة الخروج للنهار رفعت التوقعات في مستقبل أفضل لسينما جادة وهادفة تحترم ذوق المشاهد وتراه جديرا بالجمال، وتُخرجنا من دائرة الإحباط وحتى التيه، بعد أن أصبحنا نشحذ كعابري السبيل على طريق العودة؛ بينما يراودنا اليأس، وتغمز لنا عين الاكتئاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب