الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفر الحكمة

أنطونيوس نبيل

2014 / 5 / 15
الادب والفن



إلى روح العظيم "نسيم إلياس"

1.

هناك مَن يسحقُ أضلاعَ أحلامِه
بطرقةٍ طفيفةٍ من أناملِه المهزولة
ويدفعُ برأسِه طوعاً إلى حُلقومِ المقصلةِ
غيرَ عابئٍ بما سيناله من قهقهاتِ
الذين تقصَّفَتْ عظامُ أرواحهم
تحت نيرِ آمالهم المُتْخَمة

2.

مثل هذا سيتهادى بخُطىً واثقةٍ
وعينين تفيضان بالانتشاء القاتم
قاطعاً ما يحول بينه وبين دفءِ الموتِ
بحزمٍ طفولي
عازماً على ألا يُدنِّس أنفاسه بالصراخِ

3.

سيرتقي درجات المنصة في قفزةٍ واحدة
باسطاً ذراعيه في وجه الريح
متوجهاً بالحمدِ لكُلِّ الآلهةِ
التي لم يعتقد يوماً في وجودها
فقط لأنه يؤمنُ بأن اللحظةَ
التي تفصل بين اندلاعِ صريرِ
المقصلةِ المنزلقة وصمتِه الأبدي
ستكون كافيةً
كي يلوي عنقَه في تُؤدَةٍ
ويختلس نظرةً خاطفةً وأخيرة إلى السماءِ

4.

نظرةٌ لن تُذيب حدَّ المقصلة
ولن تمنحه جناحين
لن تجعل منه إلهاً
ولن تهبه إبرةً يرتقُ بها أسمالَ الكونِ البالية
بل، ستغدو هذه النظرة مقدسةً
لكونها مجرد نظرةٍ لا طائل من ورائها..

5.

لربما يركلون رأسه المبتور هازئين
لربما يعلقونها على سِنِّ رُمحٍ ثقيف
ويخذفونها بالحصى
لربما يغمدون أعقاب السجائر
في فروتها المُقرَّحة
ولربما أصابهم الوهنُ بالسأمِ فأحرقوها
ونثروا رمادها في المراحيض
لكن النظرةَ اللامبالية المقدسة
ستصيرُ مع كرورِ الأيام رحماً حصيناً

6.

وفي ليلةٍ ما، سينتبهون من غفوتهم
وقد أفرخَ الرحمُ
ملايينَ القُبلاتِ الصاخبة
سيضعون أذرعهم في آذانهم
ولن تجديهم نفعاً
وكُلُّ مَن يصعقه هزيمُ القُبلاتِ
سيُمْسَخُ أفعى
وكُلُّ أفعى ستتناثرُ نُسالاً زَنِخاً
حين يمسسها
ظلُ فراشةٍ عابرة
تخضَّلَتْ أجنحتها بأنداء شفتين
ينزفان الشعرَ في معانقةِ المحبوبِ










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث