الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى أل (66) للنكبة : المؤامرة الصهيو أميركية مستمرة على حق العودة

عليان عليان

2014 / 5 / 15
القضية الفلسطينية


في الذكرى أل (66) للنكبة : المؤامرة الصهيو أميركية مستمرة على حق العودة
عليان عليان
في ذكرى النكبة نستحضر المؤامرات التي حيكت ولا تزال تحاك ضد حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم ، منذ تشريد الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي عام 1948 ، ومنذ صدور قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض.
وما يجب الإشارة إليه ابتداءً أن الأمم المتحدة اشترطت لقبول دولة الكيان الصهيوني في عضويتها قبول هذا القرار وتنفيذه ، ومن أجل هذا الغرض أنشأت الأمم المتحدة " لجنة توفيق ومصالحة " على رأس مهماتها عودة اللاجئين الفلسطينيين ، حيث عقد مؤتمر لوزان عام 1949 ، لاتخاذ الخطوات العملية لتطبيق القرار المذكور ، لكن حكومة العدو الصهيوني عارضت عودة (900) ألف لاجئ فلسطيني ، وقدمت اقتراحاً بجمع شمل عائلات فلسطينية ، وبما لا يتعدى بضعة آلاف.
وبالتالي كان اعتراف حكومة العدو بالقرار 194 تكتيكياً ، حتى تضمن الاعتراف الدولي بها ، لكنها لم تلتزم به بدعم من الولايات المتحدة ، ومن ثم تحولت قضية فلسطين تدريجياً من قضية شعب له حقوقه التاريخية والقومية واغتصب وطنه إلى قضية لاجئين ، إثر صدور قرار من الأمم المتحدة في الثامن من كانون أول / ديسمبر 1949 ، بإنشاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ).
كما أنه بالتنسيق ما بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة آنذاك ، تم حذف قضية فلسطين من دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، واستبدلت ببند يحمل عنوان : " التقرير السنوي للمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ".
و لقد استمر الأمر كذلك حتى العام 1974، بعد ن تمكنت الثورة الفلسطينية من طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين على المجتمع الدولي ، بوصفها قضية شعب يناضل من أجل تحرير وطنه ومن أجل تطبيق حق العودة ، وحصلت على عدة قرارات من الأمم المتحدة ، تؤكد على حق العودة وخاصةً القرار (3236 ) الذي أكد على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف .
لقد جرى التعامل مع حق العودة ، للاجئين الفلسطينيين سابقاً ، في السياق السياسي والتكتيكي عبر ربطه بالقرار الأممي رقم 194 ، الذي ينص على حق العودة والتعويض ، وهذا الحق بالمعنى النظري ، يضمن للاجئين الفلسطينيين العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم ، في الجزء المخصص للكيان الصهيوني ، في قرار التقسيم الصادر في تشرين ثاني 1947 ، الذي منح اليهود حق إقامة دولتهم على (56 ) في المائة من أراضي فلسطين التاريخية ، وحيث تم ربط قبول هذا الكيان الغاصب ، كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة بتنفيذه القرار 194 .

لكن وبعد برنامج النقاط العشر عام 1974 ، وبعد توقيع اتفاقات أوسلو 1993 وما تضمنه من اعتراف بالقرار 242 ، تم التراجع عن قرار التقسيم على سؤته وإجحافه بحقوق الشعب الفلسطيني ، لصالح التسليم بوجود الكيان الصهيوني على 80 في المائة ، من مساحة فلسطين التاريخية ، وتم التراجع عملياً عن قرار 194 لأن القرارين مرتبطين ببعضهما البعض.

وبالتالي فإن المشاريع المعلنة ، لتصفية حق العودة ، على امتداد الفترة من مؤتمر مدريد وحتى اللحظة الراهنة ، وأبرزها وثيقة جنيف " عبد ربة – بيلين " والفقرة التصفوية لحق العودة " في مبادرة السلام العربية ، هي تحصيل حاصل لاتفاقات أوسلو ، وللاعتراف بقرار مجلس الأمن رقم 242 .
وقد يكون مشروعاً لبعض الأحزاب ، والفصائل الفلسطينية ولمؤتمرات حق العودة التي ترفض أوسلو وأخواتها ، التركيز على القرار 194 ، في سياق إدارة الصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه ، وفي سياق كسب أصدقاء جدد للقضية والنضال الوطني الفلسطيني ، أو في سياق تحييد بعض الدول ، وعدم حشرها في خانة الأعداء ، لكن من غير المشروع لها ، أن تعبئ الشعب الفلسطيني وفق هذا القرار على حساب التثقيف والتعبئة بضرورة تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني ، وذلك ارتباطاً بعدة عوامل أبرزها ما يلي :

أولاً : لأن الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني ، في فلسطين التاريخية غير قابل للنقاش أو التأويل ، بحكم وقائع التاريخ والجغرافيا ، وهو حق مقدس فردي وجماعي وغير قابل للتفاوض أو الإنابة ، وهو حق قانوني من زاوية أن العرب كانوا يملكون في فلسطين عشية صدور قرار التقسيم ما يزيد عن 95 في المائة من أراضي فلسطين ، علماً أن أل (5) في المائة المتبقية نقلت إلى اليهود بطرق غير شرعية ، بحكم الدور الاستعماري الذي لعبته بريطانيا كدولة منتدبة على فلسطين منذ مطلع عشرينات القرن الماضي .

ثانياً : لأن هذا الحق حتى وفق منطوق القرار 194 وحدوده ، لا يمكن تطبيقه بالعمل السياسي والدبلوماسي ، وسبق أن قدم الباحث الدكتور سلمان أبو ستة خريطة تفصيلية للفراغات والمناطق غير المأهولة في مناطق 1948 ، ولم تلاق من المجتمع الدولي غير التجاهل ، وبالتالي فإن تحقيق حق العودة مرهون بدحر الاحتلال ، وبتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني .

ثالثاً : لأن العدو الصهيوني لا يرفض تنفيذ القرار 194 فحسب ، بل يسعى إلى تحقيق ترانسفير لسكان البلاد الأصليين في مناطق 1948 ، البالغ عددهم حوالي مليون ونصف مليون فلسطيني عبر التضييق عليهم ، وسلب ما تبقى لهم من أراضي ، ناهيك عن سعي حكومات العدو الصهيوني ، إلى كسب الاعتراف " بيهودية الدولة " ، من الجانبين العربي الرسمي والفلسطيني.

وذلك الاعتراف في حال حصوله ، فإنه يصب في خانة تطهير عرقي قادم للفلسطينيين في مناطق 1948 .
رابعاً : لأن العدو الصهيوني يتعامل بازدراء ، على تهالك وتهافت النظام العربي الرسمي على قرارات الشرعية الدولية والقرار 194 في صيغته المعدلة في مبادرة " السلام " العربية ، وعمل على معارضة هذا الحق "بيهودية الدولة " وبنفي صفة اللاجئ عن أبناء وأحفاد الآباء والأجداد ، الذين كانوا في فلسطين قبل عام 1948 ، وبمطالبته بتعويض اليهود ، الذين جاءوا إلى ( إسرائيل) من بعض الدول العربية ، بعشرات المليارات من الدولارات ، متجاهلاً حقيقة أن هؤلاء اليهود تم تهجيرهم إلى الكيان الصهيوني ، عبر مؤامرة شاركت فيها الوكالة اليهودية والموساد الإسرائيلي ، وبعض الأنظمة العربية العميلة لقوى الاستعمار .
باختصار شديد لا بد من تعبئة الشعب الفلسطيني بحق العودة المرتبط بالتحرير الكامل لفلسطين التاريخية ، بوصفها الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني ، بعيداً عن التشدق بالطرح المتهافت الذي يطرحه البعض : " لو قبلتم بقرار التقسيم لما حصلت النكبة" .
ولابد من التحذير من الأخطار الدائمة ، التي تتهدد حق العودة لفلسطين ، ممثلةً باتفاقات أوسلو وما تلاها من اتفاقات لاحقة ، وممثلةً بمقايضة حق العودة بالدولة الفلسطينية ، ومحاولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، فرض خطته على الجانب الفلسطيني المفاوض ، التي تتضمن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال التوطين والتهجير إلى منافي جديدة ( كندا واستراليا) ، ودفع الجانب الفلسطيني للقبول والاعتراف " بيهودية الدولة " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغالطات تاريخية ومصطلحات عجيبة
زرقاء العراق ( 2014 / 5 / 15 - 20:07 )
- يكرر الكاتب المحترم مصطلح فلسطين التاريخية وهذا غير صحيح حيث ان المنطقة كانت تسمى فلسطين ولكن لم يكن هناك شعب فلسطيني يسكنها ابداً وهذه مغالطة للتلاعب وتخدير عقول البعض
٢-;-- القرآن الكريم لم يذكر اسم فلسطين ولا الفلسطينيين حتى مرة واحدة ولكنه ذكر بني أسرائيل ٣-;-٣-;- مرة , فهل تريدونا ان نكّذب القرآن الكريم ونصدق غيره؟؟
٣-;-- هل يوافق الكاتب اذاً ان يعود اليهود لأنشاء دولة في خيبر اللتي طردوا منها بالقوة, ام سينكر وجودهم بها منذ آلاف السنين قبل الأسلام؟
٤-;-- يريد الكاتب محو دولة اسرائيل المعترف بها عالمياً بالكامل حيث يشير الى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني, وهذا كلام غير واقعي
او منطقي
٥-;-- ذكر الكاتب بأن تهجير يهود الشرق الأوسط كان نتيجة مؤامرة وهذا صحيح حيث تآمر المفتي الفلسطيني الحسيني على يهود العراق وحرض على قيام الفرهود في ١-;-٩-;-٤-;-١-;- اي قبل النكبة وتم ذبح وقتل واغتصاب يهود مدنيين آمنين
٦-;-- طرد عبد الناصر اليهود من مصر ونفس الشئ حصل في ليبيا وسوريا وتونس والجزائر وغيرها وتمت مصادرة جميع اموالهم وممتلكاتهم
كفاكم تحريفاً للتاريخ وتلاعباً بالحقائق


2 - مغالطات تاريخية ومصطلحات عجيبة2
زرقاء العراق ( 2014 / 5 / 15 - 20:41 )
هناك اسئلة كثيرة تنتظر الأجابة عليها
١-;-- لماذا ينكر الجميع وجود اليهود قبل قرار التقسيم, واذا لم يكونوا هناك فلماذا سمي تقسيم؟
٢-;-- لماذا تم رفض قرار التقسيم ولماذا لم تقام دولة فلسطين على الضفة وغزة والقدس الشرقة منذ النكبة وحتى النكسة اي ٢-;-٠-;- عاماً؟
٣-;-- حتى وان تم طرد يهود الشرق الأوسط بمؤامرة فما ذنبهم بأن يخسروا كل اموالهم وممتلكاتهم اللتي استولت عليها الحكومات العربية بالكامل بغض النضر عمن تآمر؟؟
٤-;-- ثقافة ألغاء الآخرين ومصادرة ممتلكاتهم وقتلهم ليست مقتصرة على اليهود ولا بحجة فلسطين حيث نرى بأنه ماان تخلص العرب من اليهود حتى قاموا بذبح المسيحيين وتفجير كنائسهم ,حيث فر اكثر من نصفهم من العراق , وبقية الدول العربية فحدث و لا حرج
٥-;-- نفس الثقافة تريد ابادة الجميع وترفض الأعتراف بحقوقهم وان كانوا مسلمين, وها هي كوردستان مثالاً حيث لا يختلف اثنان بوجود الكورد منذ الاف السنين ومع ذلك يحاربهم العرب وينكرون عنهم دولتهم
لن يستمع العالم لشعوب تريد ان تأخذ وتستولي وتزور التاريخ وتنكر وترفض اعطاء اي حقوق للآخرين

اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام