الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب شبابيا

أحمد العديني

2014 / 5 / 15
القضية الفلسطينية


المطلوب شبابيا
لا يستطيع أن ينكر أحد بأن الإنقسام سبب حالة من عدم الإستقرار السياسي والإجتماعي وأضرر ضررا بالغا بالنسيج والترابط المجتمعي وصادر ثقافة قبول الآخر المختلف ومبدأ التعددية السياسية والفكرية وشرعية الرأي المعارض لصالح العصبيات القائمة على القبلية والفئوية والحزبية كثقافة منغلقة على نفسها, بما عزز ظاهرة الإصطفاف الحزبي االفئوي على حساب المصلحة العليا للوطن والمواطن فطغت على الهوية والمصلحة الحزبية والفئوية على الهوية والمصلحة الوطنية العليا والذي بدوره أحدث خللا كارثيا على أجندة أولويات الأحزاب والجماعات السياسية الفلسطينية فتحولت المصلحة الحزبية لغاية وسيلتها اللعب على وتر الوطن وتسطير مواقف وطنية لا تتخطى حدود القول والكلام .
ومع اختلاف المراحل التي مر بها الشعب الفلسطيني على مدار ثماني سنوات ومع اختلاف موازين القوى الإقليمية خصوصا في مرحلة ما يعرف بالربيع العربي وانعكاساته على الساحة الفلسطينية ترسخت الإختلافات والعقائد المبنية على انكار الآخر واقصاءه وعانى كل من في صفوف المعارضة وعلى رأسهم فئة الشباب من كل صنوف الاعتداءات والملاحقات الأمنية والإضطهاد السلطوي على يد أجهزة أمنية عقيدتها حزبية فئوية بامتياز, فتبنت موقف السلطة الحاكمة ودافعت عن وجودها وسياساتها وبنت معها علاقات تقوم على المنفعة والمصلحة الخاصة مما أدى لنمو مراكز القوى المالية والأمنية وفتحت الباب واسعا أمام تغلغل الفساد في المنظومة السياسية الفلسطينية بالإضافة لغياب الرقابة الشعبية على أداء وسير الحكومات الفلسطينية المتعاقبة ومنظمة التحرير الفلسطينية أصبح هناك وضع تتهدد فيها منجزات النضال الفلسطيني التي تحققت على مدار السنوات الكفاحية الطويلة .
لقد أدى الإنقسام الفلسطيني والذي ما زالت منظومته قائمة فعليا الى حرمان المواطن الفلسطيني من حقوقه السياسية والإجتماعية والإقتصادية التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية المتعلقة بذلك وأضر بقيم الديمقراطية والتعددية والتسامح وقبول الآخر المختلف فجعل نسيجنا المجتمعي أهون من بيت العنكبوت .
ان كل المحاولات من قبل الطليعة الشبابية والسياسية في رأب الصدع الداخلي ولملمة الحالة الفلسطينية والإنفتاح على الآخر وئدت قبل أن تصبح واقعا معاشا فكل المحاولات لفتح حوار ديمقراطي حقيقي بين أبناء الاحزاب السياسية الفلسطينية وبين المجموعات الشبابية المستقله أجهضت بقرار سياسي من نظامي الانقسام على يد أجهزتهما الأمنية وذلك لتفادي ولادة منظومة شبابية اصلاحية تجديدية تقود عملية التغيير الذي يصبو له جيل الشباب بمجتمع مدني ديمقراطي يرسخ النهج الديمقراطي في كافة تعاملاته الحياتية وعلى كافة الأصعدة السياسية والإجتماعية والإقتصادية .
فهما هو المطلوب شبابيا ؟
ان من ملامح المجتمع الفلسطيني أنه مجتمع شاب فالتقديرات حسب معطيات المركز الفلسطيني للإحصاء المركزي تشير على أنهم يتجاوزون نسبة 38% من التركيبة السكانية للمجتمع, والمفترض أن شباب المجتمعات يعدون ميزة لها حيث من شأنه أن يدفع في شرايين المجتمع دماء جديدة وفي أوصاله طاقات متجددة وفي عقله الجمعي أفكارا طازجة ومتدفقة وفي وجدانه جرأة تعينه على مواجهة التحديات والتغلب عليها وعبورها , ولكن الحال عندنا على نقيض ما تقدم للأسف . فمجتمعنا الفلسطيني الشاب لا يكاد يكون فيه مكان إلا للشيوخ .
ان على الشباب الآن وفي هذه المرحلة الحساسة خصوصا بعد توقيع اتفاق الشاطىء دور كبير ينطلق من وعيهم بواجباتهم ووظائفهم الإجتماعية والسياسية وقدراتهم وامكانياتهم في المشاركة بقيادة الوطن الى بر الوحدة والاستقرار من خلال تفعيل الفعاليات والمبادرات المجتمعية وترسيخ منهجية ترتكز على الانفتاح على الآخر المختلف والاقرار بشرعية الاختلاف بالرأي وتثبيت مبدأ التعددية الفكرية والسياسية ليكون أصل العلاقة الداخلية بين الأفراد والجماعات داخل المجتمع الفلسطيني في سبيل تحقيق السلم الأهلي والأمن المجتمعي .
علينا أيها الشباب أن نلتقي ونتكاتف في سبيل حماية النسيج المجتمعي من التفتت والتشرذم دعما للوحدة الداخلية وتحقيق المصالحة عمليا على أرض الواقع ولعل أهم أدوات تحقيق هذا الهدف الوطني هو الايمان والتمسك العميق بارساء النهج الديمقراطي في علاقاتنا الداخلية السياسية والمجتمعية .
ولكي تتحقق المصالحة عمليا ولكي تتجاوز المعوقات الجدية التي تواجهها فلا بد أن ترسخ في عقلنا الجمعي كضرورة وطنية وكسلوك ممارس في علاقاتنا الوطنية الداخلية من خلال رفدها بقيم التسامح وقبول الآخر وتفعيل الحوارات الديمقراطية المنفتحة كأداة ونهج سيمكننا من الإلتقاء والإصطفاف خلف مشروعنا الوطني وترسيخ نظم حكم تقوم على أرضية الشراكة السياسية والتوافق الوطني.
ان الحديث عن تعميم ثقافة التسامح وقبول الآخر ومبدأ التعددية السياسية والفكرية ليس هامشيا أو أن هذا التنظير يندرج على سلم أولويات تدخلنا في مرتبة ثانوية , بل هو ضرورة وطنية ستمكننا من ترتيب البيت الفلسطيني حول رؤية استراتيجية يتوافق عليها الكل الوطني كبرنامج نضالي لقضيتنا الفلسطينية في التحرير وبناء الدولة المستقلة .
انه لمن المستحيل أن تتحقق المصالحة بدون محاربة المنظومة الفكرية والثقافية للإنقسام وما أفرزته من نظام سياسي واجتماعي ضاربا أطنابه بعمق في أرض الوطن تغذيه المصالح الفئوية والحزبية الضيقة ولمواجهة ذلك يجب علينا أن نفعل أفكارنا وفعالياتنا الميدانية ولقاءاتنا الدورية للإتفاق على آليات عمل ووسائل من شأنها أن تحمي وتعزز حرية الرأي وقبول الاختلاف في وجهات النظر وثقافة التسامح واقرار مبدأ المشاركة السياسية لكل مواطن فلسطيني وأن لا يبقى القرار السياسي وقفا على المزاج الشخصي للنظام الحاكم أو على جماعة سياسية دون غيرها .
وذلك هو السبيل الذي لا غنى عنه لكي يتصالح الجسم الفلسطيني مع نفسه وتتحقق اللحمة الداخلية وصمام الأمان مستقبلا ضد أي انقسام جديد .
وختاما أدعو كل النشطاء الشباب لنلتقي تحت مظلة تنسيقية لأولويات تدخلنا تنظم وترتب مبادراتنا وفعلنا الوطني الميداني لكي يكون لنضالنا معنا وقيمة وأن لا يبقى كما هو حاصل الآن مبعثرا وعشوائيا أشبه بحياة الحالات العشوائية والمتهلهلة , وأتمنى على نفسي وعلى الجميع أن ننهي كل حالات التناحر والتنافس السلبي فيما بيننا فالوطن أكبر وأعلى شأنا من كل مطامعنا ومصالحنا الخاصة , أتمنى أن تجد هذه الأمنية قلوبا صادقة مخلصة بعيدا عن الحسابات العقلية لانها حسابات تسعى دائما لتحقيق الكسب الفردي على حساب الكسب الجماعي .... فلنحيي قلوبنا وضمائرنا من أجل فلسطين متوحدة وحرة .

الناشط السياسي
أحمد العديني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا