الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعوة السعودية لايران

ناجي الزعبي

2014 / 5 / 15
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


دعوة السعودية لوزير الخارجية الايراني
ناجي الزعبي

سقوط آخر لاركان المؤامرة على سورية , فالاخضر الابراهيمي يقدم استقالته , غير ماسوف عليه , وهي احدى التجليات التي تتحقق على الارض السورية بفضل انتصارات الجيش , وانجازات منظومة الصمود السورية , فقد كانت معركة حمص بمثابة زلزال فكك شيفرة كل سيناريوهات المؤامرة , فحمص حلقة الوصل بين الشمال والجنوب , والشرق , والغرب , والساحل السوري , وعقدة المواصلات , وخطوط الغاز , ومركز , وعاصمة " الثورة , وقد كانت انتصارات حمص , مسبوقة بالقلمون , وكسب , والساحل الشمالي , ثم الادراك بأن الاستحقاق الدستوري , والانتخابات الرئاسية السورية قادمة لا محالة .
هذه الانتصارت تتحقق بعد مضي اكثر من ثلاث سنوات من العدوان على سورية , مصحوبة بتكريس ايران قوة نووية " للاغراض السلمية اقليمية " , ودولية , باعتراف اميركي اطلسي , كما انها كرست حزب الله قوة استراتيجية حاسمة رادعة للعدو الصهيوني , و ناظم للعقد اللبناني برغم تركة التشوهات الطائفية.
كل تلك المعطيات اضافة للتحولات الدولية , كانجازات بوتين بالغة الحنكة في تفكيك الليغو الاوكراني , فاقمت العجز الاميركي , الاطلسي , وعجلت بافول الهيمنة , والطغيان الاستعماري .
هذا الواقع الموضوعي دفع السعودية لاعادة النظر في اصطفافاتها , و حساباتها , وهي تعلم يقينا ان الدعم والتحالف الايراني , السوري كان واحدا من اهم اسباب الصمود السوري واسباب العدوان عليها , وبانه مقبل على اعادة تشكيل العالم العربي , و الدولي وفقا لمعادلات القوة الجديدة الصاعدة ,مقابل الافول الاميركي , الصهيوني , والرجعي العربي وبرغم ذلك كله ( تعيد السعودية حساباتها ).
فمالذي حدث ؟
التقارب السعودي الايراني , القنبلة الاكثر وهجا , وبريقا , وتاثيرا , ودلالات , والحدث المدوي , يؤكد بما لايقبل الشك بان السعودية رضخت للواقع الموضوعي , وادركت بان ايران باتت قوة اقليمية , ودولية لم يتمكن سادتها الاميركان من مقارعتها , وبالتالي كان عليها ان تبحث عن آلية للتعاطي معها ,وترضخ للشروط والمعطيات الاقليمية والدولية التي تتشكل .
وقد تجلى ذلك في الدعوة التي وجهها سعود الفيصل لوزير الخارجية الايراني , وهي مؤشر على بداية النهاية للمؤامرة على سورية , وللمتآمرين عليها , والتعاطي مع ايران " عدو الامس " كمدخل وبوابة للتعاطي مع سورية والتسليم بانتصاراتها , وبأن على السعودية ان تتحسس رأسها , وترتعد من تداعيات المستقبل ,ومن وسيف الارهاب الذي سيختار بالضرورة رؤوسا جديدة وفقا لحسابات , ومعايير المتغيرات , ومصالح سادته ,ومحركيه .
سقوط الابراهيمي مثل العديد من الادوات الرخيصة التي سبقته, وسقوط مشروع المؤامرة ووقف نزيف الدم العربي , العربي ونهاية الحلم الاستعماري الاميركي الاطلسي , والرجعي العربي هي نتيجة حتمية لصمود سورية , ولتكريس ايران كقوة دولية , وللدور الروسي كلاعب دولي متفوق , والقوة الصينية الاقتصادية العظمى , ودور كوريا الشمالية الاحتياط النووي الاستراتيجي , وخروج اميركا اللاتينية , والوسطى من عباءة الاستبداد الاميركية , وهزيمة اميركا في افغانستان ومغادرتها في نهاية ال 2014 مرغمة بعد خروجها الصاغر من العراق , واخلائها لاوراسيا , مفترق طرق يمهد لعالم خال من الهيمنة الاستعمارية ويفرض التعاطي مع سورية وفقا للانتصارات التي تتحقق على الارض , وكلاعب ينظم ايقاع العالم الجديد.
عمان 15 / 5 / 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.