الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتل المتصارعة

مناف الحمد

2014 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك ملك وكانت له بطانة وكان له مع بطانته أمر عجيب.
فقد كانوا يوقعونه في حيص بيص كلما فكر في اتخاذ قرار لكثرة تنازعهم وعبثاً حاول أن يجمع أمرهم ويوحد كلمتهم.
في إحدى الليالي ظهر له وهو مؤرق الفكر مهموماً جني ّأشفق على حاله وبعد أن هدّأ من روعه قال له سأحيطك خُبراً بسرّ تنازع أفراد بطانتك .
وسأدلك على طريق يقر عينك انشاء الله.
المسألة كلها مرتبطة بجهلك ببعض المفاهيم .
فأنت تعرف أن وراء كلّ منهم كتلة ولكنك لا تفرق بين الكتلة والحجم فتوزع المهام حسب الكتلة مع أن التوزيع يجب أن يكون بدلالة الكتلة والحجم.
ظلّ الجني يشرح ويبسّط للملك الذي وجد صعوبة في استيعاب هذه المفاهيم طوال الليل إلى أن اقتنع أن الملك قد إضاف مفاهيمه إلى مخزونه الفكري.
في الصباح حاول تطبيق الدرس وبدأ يفكر بتغيير التوزيع بحسب متغيري الكتلة والحجم ،وكان الأمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى زمن طويل ولكنّ هذا لم يفتّ في عضده لسروره بالعلم الجديد الذي لم يكن أحد غيره في عصره يعرفه.
في الليلة التالية وهو يتأمل في العلم الذي انفرد عن بني البشر في عصره بمعرفته ظهر له جنيّ غير صاحبه الأول.
وكان ذا ملامح أكثر تعقيداً من جني الليلة الأولى وبعدأن هدّأ من روعه قال له :أيها الملك الطيب !
لا أقصد غير مساعدتك وأعلم أن جنياً زارك البارحة ولكني أحيطك علماً أنه من كتلة من الجن لا تأبه إلا للكتلة والحجم وأنك يجب أن تعمل بدلالة متغير ثالث هو الوزن وظلّ يشرح له مفهوم الوزن إلى انبلاج الفجر.
في الصباح عاد الملك إلى طواميره(وهي مسودات للكتابة والدرس) وقد تعقدت المسألة بدخول متغير الوزن وبدأ يدرس توزيع المهام على أفراد بطانته بحسب الكتلة والحجم والوزن .
في الليلة الثالثة وقد بدأ الأرق يزوره وحالة السرور التي اعترته بالعلم الجديد تتلاشى ظهر له جنيّ ثالث وكان شكله مرعباً وله رأس لا ينتمي لأي شكل هندسي معروف.
وبعد أن هدأ روعه قال له:
اسمع مني فالجنيان اللذان زارك متخلّفان فالأول من كتلة لا تأبه إلا للكتلة والحجم ،والثاني من كتلة تضيف إليهما الوزن أما أنا فأنتمي للكتلة المتطورة علمياً والتي تأخذ مع المتغيرات السابقة متغير الكثافة فقم بتخصيص المهام على أفراد بطانتك بحسب الكتلة والحجم والوزن والكثافة.
زاد همّ الملك المسكين وصار يضرب أخماساً بأسداس ولم يعد يعرف كيف يستخدم المتغيرات الأربعة وعندما جرّب زاد تنازع بطانته وتفاقمت الصراعات.
قرر أن يستدعي العفاريت الثلاثة ويجمعهم بأفراد بطانته ويفتح حواراً قد يساعد على اجتراح حلول عجز لوحده عن إيجادها.
وكم كان استغرابه كبيراً عندما وجد كل مجموعةمن بطانته قد انفردت بجني من الثلاثة قائلة إنها تنتمي إلى كتلته وبدأت الكتل المختلطة الإنسية الجنية هذه تتعارك وتتقاذف السبّ بالسبّ والنار بالنار.
هرع الملك المسكين إلى الخارج وأطلق ساقيه للريح وخاطب ربه قائلاً: يا رب أي حكمة لديك عندما ابتليتني بفهم الفيزياء؟ وماذا لو أبقيتني سعيداً بجهلي؟ ألا لعنة الله على الكتل أينما وجدت وحيثما حلّت!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة