الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نص : الحياة يوم قصير ... في حياة طويلة

سعدي عباس العبد

2014 / 5 / 15
الادب والفن





• نص : الحياة يوم قصير ..... في حياة طويلة ..
__________________________________


• اقصد بهذا الاستهلال او العنوان حياتنا نحن من نحيا على سطح هذه البقعة الملغومة المنسية
• من القارات ..المساحة المشحونة بالتوابيت والخراب والموت .. اقصد العراق .. تلك المساحة
• من الويلات .. المشغولة .. على الدوام مشغولة .. تشغل مساحتها الاوجاع والآلآم والموت بالجملة
• ......... الحياة في هذه البقعة المنسية .. قصيرة وقصيرة جدا ... ولا ندري كيف سنعيشها او
• كيف نتواصل معها تحت ظلال الموت الوارفة .. وفي ظل الإبادة المستمرة والموت بالجملة .. حتى
• باتت الحياة وجود طارىء .. غريب .. لانعرف كيف نتعاطى معها ... حياتنا لم تكن بهذا المستوى
• من من الخوف من قبل .. لم تكن على هذه الدرجة المهوّلة من اللامعقول .. رغم التجارب المريرة
• التي كنا نخوض غمارها في الحروب .. ولكن الشعور بعدم الأمان .. الأمان الذي تخلو منه ملامح
• امكنتنا الأليفة ..
• .. مجرد الشعور بفجائعية هذا الأمر ..كفيل باحالة الحياة إلى يوم قصير من الخوف والرعب
• .. يوم بملامح مشوّهة مريعة .. يخلو من الاحلام .. والتطلّع لغدٍ حافل بالآمال .. والحياة بلا احلام
• ستفقدك الرغبة والديمومة والاستمرارية في الوجود ..وستصاب بالاكتأب وسوف تطويك العزلة
• بمنأى عن متع وجمال الوجود .. اذا ما افتقدنا الرغبة في الحياة . نكون قد فقدنا اهم عنصر مؤثر
• في الوجود .. الرغبة هي اساس وركيزة وديمومة ومحرّك دوران عجلة الوجود , وجودنا ,
• بخلونا من تلك الرغبة .. نفقد توازننا .. ويغدو الوجود بلا معنى .. ولم يعد للاشياء من اهمية
• وستفقد العديد من الامكنة جماليتها .. وستتلاشى عن اذهاننا العديد من التصورات والافكار
• عن السحر والجمال .. هذه احاسيس اغلب العراقين ممن يحيون مرتبكين مضطربين على تلك
• البقعة المنسية من العالم ..المساحة المتأججة طوال عقد من الخراب بالحرائق ... على مدى
• سنوات حافلة بالحطام واللامعنى واللامعقول وهمّ يحملون صليبهم على اكتافهم .. فيما الحياة
• تنأى هناك خارج مدار هذه الارض المشؤمة .. تتوارى عن عيوننا هناك .. ما وراء البِحار حيث
• الحرية التي ترفل بالطمأنينة والسلام والتآخي والوئام ........ فيما تظل الحياة او الوجه الآخر
• للحياة .. الوجه المشوّه الدميم المخدّد بتؤات الضغينة .. ينمو كراهية .. الحياة هناك تتقدم
• باستمرار .. تزدهر ..ترتقي لما هو يليق بالانسان المتحضر .. يليق بكرامته ووجوده كأثمن
• رأسمال .. الحياة هناك تصنعها افكار الإنسان المتحرر من امراض الكهنة والاساطير.. الإنسان
• الذي ينشد إشاعة الجمال وكلّ ما من شأنه انّ يسهم في رقي الوجود وتحضّره .. ورفاهيته
• تبنى المجتمعات اوّل ما تبنى بضمان حق المواطنة والغاء التهميش والاقصاء وإشاعة روح
• الأخوة والتأخي وتبادل الافكار في ظل مناخ حر .. فضلا عن توافر حقوق الانسان التي باتت
• من البدهيات المسلّم بها .......... بينما إنسان هذه الارض ..يحيا في كهوف من الرعب
• يركض من مكان لآخر .. لئلا يظفر به الموت المشحون في مركبة مفخّخة .. او يترصده مسدس
• كاتم .. او عبوة مزروعة عند تقاطع الارصفة .. يركض في اثر الخبز ..وفي اثر الطمأنينة
• وفي اثر الاولاد الضالين وفي اثر الزوجة او الأمّ المريضة .. يركض بحثا عن الدواء .. بحثا
• السقف الذي اطاح به القصف ..بحثا عن مأوى بديل . حتى لو كان جحرا او مأوى كلاب
• يركض خائفا قلقا مضطربا .. من رعب إلى رعب .. ومن مفخّخة إلى مفخّخة .. ومن جوعٍ إلى
• جوع ..يركض وراء حياة قصيرة .. يركض في يوم طويل ..يوم ليس له ملامح .. يوم من
• ايام النشور حسب وصف الحاخامات لقيامة الساعة ... يركض والعشا خباز .. يجري كما الوحوش
• ورزقه شحيح وينأى .. ويغدو بعيدا عن متناول يديه او احشاءه الخاوية ..
• إحساس إنسان هذه البلاد المنسية , بالظلم والأسى , احساسا عميقا تضرب جذوره عميقا
• في التربة الخصبة في نمو براعم الشقاء والحرمان ..وكأن تلك العقود من الخرابات التي مرّت
• على روحهِ الشقيّة لاتكفي في احالتهِ إلى محض خواء ... وكأن ذلك الكم المهوّل من العذابات
• المتناسلة باطراد ..لم تكن كفيلة في مسخه روحيا .. ليس ثمة عزاء يمكن انّ يرتكن اليه
• انسان هذه البلاد .. سوى عزاءه الوحيد المتمثل بحياته القصيرة ..التي ليس لديه فيها
• حيلة او خيار ......... فابواب الحياة كلّها مغلقة .. عدا باب القدر ..عدا باب الموت
• المفتوح على سعته .. باب يشعرك انك ذاهب عبره , لا محالة .. في رحيل ابدي .. باب
• مفتوح بوجه كلّ العراقين .. سيغادرون في اثر الراحلين دون ان يرادوهم ادنى ندم
• بسبب خسارتهم او فقدانهم للحياة القصيرة .. الحياة التي لم يعيشوها كما يجب
• او التي لم يشعروا بانها حياتهم .. تلك التي تتسرب عند كلّ لحظة من بين اصابع الوجود
• هكذا يرحل السومريون , في سفر لم يشهد له التاريخ مثيلا.. تاريخ التتار الجدّد .. يرحلون
• محمولين على اكتاف تاريخ , تاريخ كتبت حروفه اصابع تتار ممهورة بذات البصمة
• بصمة اسلافهم البرابرة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تغيير مصيري من الهندسة المعماري


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: والدي لم يدعم قراري بترك الهندس




.. صباح العربية | رهف ناصر تتحدى الحرب بالموسيقى وتغني للأمل


.. تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس




.. وداعًا للعلمى والأدبى .. التعليم تكشف ملامح الثانوية العامة